قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي خلال لقاء حواري أقامه حزب الله في حسينية بلدة القليلة الجنوبية: “إن أهلنا في السادس من أيار اغتنموا فرصة تاريخية على وجهها الكامل، فكان إقبالهم على صناديق الاقتراع مشهودا، وتصويتهم كما توقعنا هو بمثابة وفاء لخط الشهداء والمقاومة الذين قدموا التضحيات ولا يزالون، فجاءت النتائج سواء في هذا القضاء أو في غيره من الأقضية اللبنانية على الوجه الذي بالفعل يمكن القول إن الفرصة التاريخية قد جرى اغتنامها إلى حد بعيد”.
أضاف: “في السادس من أيار وبعد فرز الصناديق تبين أن المقترعين في دائرة صور قد صوتوا بنسبة 95.6% للائحة الأمل والوفاء، وهذا رقم يوقف عنده باحترام وإجلال، ونستطيع القول إن النسبة الأكبر التي حصلت عليها لائحة الأمل والوفاء من أصوات المقترعين مقارنة مع الأقضية اللبنانية هي في قضاء صور، ونحن نتحدث عن القضاء بأسره أي المقترعون الشيعة والسنة والمسيحيون، وهذه النسبة تظهر الوفاء لخط الشهداء، والأمل في أن يحقق هذا الخط تطلعات الذين اقترعوا له، وتعبر أيضا عن وعي سياسي عميق بأهمية اللحظة السياسية التي كان يجب أن نعمل عليها، وأن لا نفوتها علينا”.
وتابع: “كنت متشائما في تقديراتي المتفائلة، فقلت إننا في أحسن الأحوال نحصل على 40 نائبا كنهج للمقاومة، ولكن الآن وبكل ثقة نقول إن النتيجة التي حققناها فاقت تقديراتنا المتشائمة المتفائلة، ونحن مسرورون جدا اليوم أن كل حاضرة لبنانية بلا استثناء بات فيها صوت مؤيد للمقاومة. ولذلك اليوم باستطاعتنا القول إن أصوات المقاومة في كل حاضرة لبنانية هي موجودة وفاعلة وصادحة بأعلى صوتها، وهذا انتصار بحد ذاته، فكيف إذا كان هذا الانتصار مقرونا بأن النواب الذين يؤيدون نهج المقاومة في المجلس النيابي، بات لهم القدرة على تحقيق التوجهات التي يريدونها، وقد بين ذلك من خلال انتخاب دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ومن خلال انتخاب نائب رئيس مجلس النواب دولة الأستاذ إيلي الفرزلي الذي حاز على 80 صوتا من المجلس النيابي، في ما يؤشر إلى طبيعة التوازنات في هذا المجلس النيابي الجديد”.
وأردف: “إن أهلنا وشعبنا تمكنوا مرة أخرى من تحقيق إنجاز نوعي، فكما بتظاهرهم وخروجهم إلى الطرقات وبذهابهم إلى المنطقة الحدودية المحتلة قد حققوا إنجاز التحرير في 25 أيار عام 2000، اليوم بذهابهم إلى صناديق الاقتراع حققوا هذا الانجاز، وحرروا المؤسسات الدستورية في لبنان من الطغيان الذي كانت عليه، وباتت المؤسسات الدستورية بدءا من المجلس النيابي إلى ما سيتبعها محكومة بالتوازن الوطني وبالشراكة التي يمكن من خلالها أن نحقق تطلعات اللبنانيين كل من موقعه. إننا نقف أمام أهلنا في هذه البلدة وفي كل البلدات الصابرة والمجاهدة لنقدم لهم كل الشكر، لأننا طلبنا منهم جميعا أن يشاركوا في العملية الانتخابية وقد شاركوا، وطلبنا منهم أن يغتنموا هذه الفرصة وقد اغتنموها، واليوم في هذا اللقاء نتقدم إليكم بخالص الشكر، لأن هذا الانجاز الذي حققناه، ما كان ليتحقق إلا بفعل أصواتكم ومشاركتكم”.
وقال الموسوي: “قبل هذه الانتخابات ولأن حضورنا داخل مؤسسات الدولة كان مفروضا عليه التهميش، كانت قدرتنا محدودة في مجال القيام بما يتوجب علينا حيال أهلنا من خدمات على صعد مختلفة، ولكن اليوم نأمل ونسعى من خلال استكمال بناء المؤسسات الدستورية وتشكيل هذه المؤسسات، أن تكون ظروفنا في تقديم الخدمات لأهلنا أفضل، ونحن ندرك اليوم ومن خلال الجولات التي قمنا بها، حاجة الناس عندنا إلى الكثير من الخدمات التي تتعلق بالمياه، لا سيما أننا في منطقة تعيش أزمات متنوعة على الصعيد المائي، وهذا ما يفترض بنا كنواب للمنطقة أن نعمل معا مع المؤسسات والإدارات العامة المعنية بالمياه لكي نحل مشكلة المياه في هذا القضاء”.
أضاف: “على صعيد الكهرباء، صحيح أن هذه الأزمة هي أزمة وطنية تعاني منها جميع المناطق اللبنانية، ولكن الصحيح أيضا أن البنية الأساسية للكهرباء في قضاء صور تحتاج إلى إعادة تأهيل وتقوية. ونحن معنيون أيضا بالعمل معا كإدارات ومؤسسات عامة من أجل توفير الشروط الأفضل للزراعة وتصدير المنتج الزراعي وحماية المزارعين في هذه المنطقة التي تعتبر منتجا أول للحمضيات أو الموز كما يعرف أهلها ومزارعوها”.
وتابع: “أما على المستوى الصناعي، فمع الأسف منطقة قضاء صور لا مصانع فيها بما للكلمة من معنى، مما يفقد الشباب المتخرج والجامعي فرص العمل. لذلك مسؤوليتنا تكمن في أن نعمل مع القطاعين الخاص والعام لتشجيع نهضة صناعية قد تبدأ في المقام الأول من الصناعات الزراعية بما يتعلق بإنتاج الحمضيات وتعليبها. وفي هذا المجال نحن عملنا قبل الانتخابات بكثير من أجل افتتاح مرفأ دولي للترانزيت في الناقورة، وتمكنا منذ أشهر مع وزير الأشغال والنقل، من أن نضع ما يسمى الحجر الأساس المعنوي لبناء هذا المرفأ، وقد أعلن الاستاذ يوسف فنيانوس عن نية الوزارة الشروع بإنشاء هذا المرفأ، ونحن في هذه المرحلة الجديدة، سنكون معنيين بمتابعة إنشائه وهو يكلف عشرات ملايين الدولارات، وسنحاول الوصول إلى هذا الأمر عبر صيغ التشركة بين القطاعين العام والخاص”.
وأردف: “هذا الأمر يفتح فرص العمل من هنا من الناقورة إلى كل العمق العربي مرورا بالمصنع، وباستطاعة هذا المرفأ إذا تم إنشاؤه بسرعة، أن يصبح على شبكة طرق متصلة بما يسمى طريق الحرير الذي يقوم الصينيون ببنائه وإنشائه من بلادهم إلى أقصى البلاد الأوروبية. وعليه، فإن مرفأ الناقورة هو الأكثر تأهيلا لأن يحتل هذا الموقع، لا سيما وأنه أفضل من مرفأ بيروت وطرابلس بالنظر إلى قربه من قناة السويس أو إلى قربه لاحقا من منشآت النفط والغاز في البلوك 9 الذي ينبغي أن نواصل العمل فيه، ويمكن هذا واحد من الأمور المتعلقة بالطاقة التي سنكون حريصين على تأكيدها في المرحلة المقبلة”.
وقال: “إن مواقفنا من القضايا المطروحة على الصعيد الداخلي محكومة لقضايا الناس وهمومهم، ونحن لسنا في صدد السعي إلى الهيمنة والاستحواذ كما يحاول البعض أن يتهم ويطلق الشائعات، لا سيما أن أقصى همنا كان على مدى تاريخ انتمائنا إلى الجمهورية اللبنانية، أن نكون شركاء كاملي الشراكة معترفا بهم، وغاية همنا أن يكون لنا على طاولة صنع القرار الوطني اللبناني مقعد ثابت، وليس مقعدا متأخرا عن هذه الطاولة أو مقعدا دوريا استنسابيا بحسب الأوضاع والأزمات. وما نحتفل به اليوم، هو محاولة أنجزناها لأن نكون شركاء في صنع القرار الوطني، وما نريده هو ما يريده أي مواطن في أي دولة، أن يرى المواطنين اللبنانيين في منطقته والقضاء والمحافظة والدائرة التي يمثل، ينعمون بالمقومات الأساسية للعيش الكريم”.
أضاف: “نعم نحن معنيون أن نصل بالعمل السياسي إلى المواقع التي تمكننا من خدمة أهلنا، لا سيما وأن المسألة الأساسية التي يطلبها اللبنانيون اليوم، هي النهوض بالحاجات الأساسية من الكهرباء والمياه ومعالجة النفايات وشبكات صرف صحي وتكرير مياه الصرف الصحي، وهذه أساسيات ينبغي أن نعمل عليها. لذلك، نقول لجميع الكتل النيابية، لقد انتهت الانتخابات النيابية، وما عاد هناك من داع للخطابات التحريضية والاستنهاضية، ويجب أن نعمل معا حتى من موقع الاختلاف السياسي على أن نخدم جميع المواطنين اللبنانيين”.
وتابع: “أنا كمواطن وكنائب منتخب عن قضاء صور أعلن أنه شرعا ووطنيا وعقلا وعرفا وإنسانيا معني بمعالجة جميع مشاكل المحرومين والمستضعفين في لبنان، سواء كانوا في قضاء صور، أو في أقضية عكار أو الهرمل أو في جرود جبيل أو في أي منطقة لبنانية، بل إننا نحن في حزب الله نشعر بأن علينا مسؤولية نصرة المستضعفين في كل مكان. لذلك ندعو الكتل النيابية التي تمثل جميع المناطق اللبنانية، أن نعمل معا من أجل أن نحل المشاكل الأساسية للمواطنين، ونحذر الجميع من أن المواطن اللبناني ما عاد يقبل اليوم منكم التذرع بأن هناك مشكلا سياسيا بين جهتين، فمن هنا كانت دعوة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني أحدا، وقلنا فليكن الجميع حاضرا في السلطة الإجرائية حتى نعمل جميعا ومعا من أجل إزالة هذه التحديات التي ما عاد يليق بلبنان في القرن الواحد والعشرين أن يواجهها بضعف أو بعجز أو بقصور”.
وختم: “إننا نمد يدنا إلى الكتل النيابية والقوى السياسية لأن نتعاون معا من أجل حل القضايا الأساسية للمواطن اللبناني، فجميعنا نعاني من أزمات الكهرباء والمياه وصرف المياه الصحية ومعالجة النفايات، وبالتالي علينا أن نتفق على حل هذه المشاكل بداية، ونحن نعتبر أن هذه الأمور هي من أولويات الحكومة. لذلك، الوقت ليس للتجاذب والتنازع السياسي، بل هو وقت التعاون العملي الميداني من أجل مكافأة المواطن اللبناني الذي جاء وصوت للانتخابات، وبالتالي فليكن النهج في المجلس النيابي والحكومة وفي أي عمل إداري عام، هو نهج تنحية الخلاف السياسي والتعاون الفاعل من أجل خدمة الناس. لذلك فإن الملف الأساسي من الملفات الموجودة لدينا، هو خدمة المواطن اللبناني لتحقيق كفايته من الحد الضروري للمقومات الأساسية للعيش الكريم في ما يسمى البنى التحتية الأساسية”.