وجدت مجموعة من التسجيلات شملت أكثر من ألف محادثة، أن الناس أكثر صرامة أو “وقاحة” مما كنا نعتقد.
ودرس الباحثون 1057 محادثة مسجلة أو مصورة لأشخاص يعيشون في القارات الخمس، مستخدمين 8 لغات مختلفة. وفي المتوسط، يقول الناس “شكرا لك” مرة واحدة من أصل 20 مناسبة لقولها، للأشخاص المقربين منهم.
ويميل الأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية إلى أن يكونوا “مهذبين” أكثر، مستخدمين كلمة “شكرا” أو عبارة مماثلة 14.4% من الوقت.
وحقق أولئك الذين يتكلمون الإيطالية نسبة قدرها 13.5%، ولكن في بلدان أخرى، كانت النسبة أقل بكثير: 2% للمتحدثين البولنديين و0.8% في غانا. كما وصل الحد المتوسط إلى 5.5%.
وقال الباحثون: “أصبحت هذه الأمور نادرة جدا بين الأصدقاء والعائلة والجيران، سواء في إفريقيا أو آسيا أو أستراليا أو أمريكا الجنوبية أو أوروبا، وحتى بين المتحدثين باللغة الإنجليزية الذين يضعون قيمة ثقافية خاصة عند قول (شكرا لك) باعتبارها جانبا مهما”، وأضافوا موضحين: “في الوقت نفسه، تعطي النتائج دليلا على اختلاف طفيف ولكن مهم عبر الثقافات في هذا الصدد. ويبدو أن المتحدثين باللغتين الإنجليزية والإيطالية يعربون عن امتنانهم أكثر من المتحدثين باللغات غير الغربية”.
وذكرت الدراسة أن النتائج لا تشير بالضرورة إلى “الوقاحة”، بل تخبر الناس أكثر عن التقاليد اللغوية.
وكتب الباحثون في الجمعية الملكية المفتوحة للعلم، قائلين: “في التفاعل اليومي غير الرسمي في جميع أنحاء العالم، القاعدة العامة هي الاستجابة لسلوك تعاوني آخر دون قول شكرا لك صراحة، ولكن بمجرد الاستمرار في مشاركة الأنشطة مع الآخر”، غير أن التسجيلات أشارت أيضا إلى أن الشخص الذي يتلقى الطلب يستجيب بالمقابل، وهو مثال على المعيار الأساسي للمعاملة بالمثل.
ووجد الباحثون أنه خلال المحادثة العادية، قام الناس بطلب مساعدة شخص قريب منهم كل 1.5 دقيقة في المتوسط. واكتشفوا أيضا أن الناس نادرا ما لاحظوا ما إذا كانوا قد تلقوا الشكر مقابل ذلك.
وقال البروفيسور، نيك إنفيلد، من جامعة سيدني الذي قاد البحث: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى افتراض واسع الانتشار بأن قول (شكرا لك) ليس ضروريا في السياق اليومي لحياتنا”.
ويذكر أن اللغات التي شملتها الدراسة هي: Cha’palaa في الإكوادور وSiwu في غانا والبولندية ولاو في لاوس، بالإضافة إلى الروسية و Murrinh-Patha في أستراليا والإيطالية والإنجليزية.
المصدر: ديلي ميل