قررت عاصمة كوريا الجنوبية اتخاذ خطوة جذرية لمحاربة ثقافة إدمان العمل، والتقليل من عدد ساعات عمل الشعب الكوري.
فقد أعلنت حكومة العاصمة سيئول أنها ستطفئ حواسيب الموظفين في تمام الساعة الـ 8 مساءً من يوم الجمعة، حتى يجبر العاملون على ترك العمل والعودة إلى منازلهم، وفقاً لتقرير مجلة Newsweek الأميركية.
وسيطبق الإجراء لأول مرة يوم الجمعة 30 مارس/آذار، وستخفَّض عدد ساعات العمل في اليوم بالتدريج إلى أن تصل إلى السابعة والنصف مساءً في ثاني ورابع يوم جمعة بشهر أبريل/نيسان. وبحلول شهر مايو/أيار، ستُطفأ الكمبيوترات بحلول السابعة مساءً من يوم الجمعة.
وقالت الـ BBC في تقريرها، أن هذا الإجراء يبدو أنه لا يحظى بشعبية كبيرة، فقد سمحت الحكومة باستثناءات في ظروف خاصة، وقدم عدد مهول من الموظفين يبلغ 67.1% طلباً للاستثناء.
وكان البرلمان الكوري الجنوبي قد مرر الشهر الماضي قانوناً يخفض عدد ساعات العمل الأسبوعية القصوى من 68 ساعة– وهو ما يجعل عدد ساعات العمل الأسبوعية في كوريا الجنوبية ثاني أطول عدد ساعات عمل أسبوعية بعد المكسيك وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- إلى 52 ساعة في الأسبوع.
ويعد مشروع القانون هذا جزءاً من خطة الرئيس “مون جاي إن” لإصلاح ثقافة العمل في كوريا الجنوبية، حيث يشيع العمل لساعات إضافية وفي الإجازات مدفوعة الأجر كذلك.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية للأنباء في يناير/كانون الثاني بيانات أصدرتها وزارة شؤون الموظفين والإدارة، تظهر أن الموظفين في كوريا الجنوبية يعملون بمتوسط عدد ساعات يبلغ الـ 2738 ساعة سنوياً، وهو ما يزيد بألف ساعة تقريباً عن متوسط عدد الساعات التي حددتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لموظفي الخدمة المدنية.
ونقلت صحيفة كوريا تايمز ما قاله الرئيس الكوري الجنوبي في منشور كتبه قبل تصويت مايو/أيار على صفحته على فيسبوك “بالاستخدام الجيد والكافي للعطلات، يمكن أن تشهد كوريا زيادة كبيرة في الدخل الوطني تبلغ 20 تريليون (18 بليون دولار) وتعزيزاً للقدرة التنافسية الوطنية”. وأضاف “سأزيد أيضاً عدد الإجازات السنوية إلى 20 إجازة، وسأحسن نظام العمل لتمكين الناس من الاستمتاع لما لا يقل عن أسبوعين بالإجازة الصيفية”.
وأعطى مون مثالاً على أقواله عندما منح عطلة لمدة أسبوع كامل في شهر يوليو/تموز في خضم التوترات مع كوريا الشمالية، وأعلن عن عطلة لم يسبق لها مثيل لمدة 10 أيام تتضمن ثلاث إجازات وطنية في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
المصدر: هافينغتون بوست