أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاثنين ضرورة انطلاق المفاوضات المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة، معرباً عن أمله في إحراز تقدم في الشق السياسي المتعلق بصياغة دستور جديد وبدء مرحلة انتقالية. كما أعلن غاتيلوف أن دمشق تبدي مرونة في ملف إيصال المساعدات الإنسانية، وأن موسكو وواشنطن تنسقان عسكرياً من أجل تحديد مواقع الجماعات الإرهابية في سوريا، مشيراً الى استمرار “العمل بنشاط مع السوريين في هذا الاتجاه، للحصول على موافقة لإيصال شحنات المساعدات الإنسانية، إنهم يلبون الطلبات في كثير من المسائل، ولديهم بعض القيود في عدد من النقاط، يجب النظر إلى الوضع بواقعية هناك حرب أهلية، وبالطبع هذا كله مرتبط بالوضع العسكري السياسي”.
وأضاف غاتيلوف، أن الحديث عن إيصال المساعدات الإنسانية بدون موافقة دمشق، “ومبادئ الأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية، تفترض بالدرجة الأولى، موافقة السلطات، ويجب أخذ هذا بعين الاعتبار”. وفي مقابلة مع نوفوستي، أكد غاتيلوف أنه “لا يجب أن يكون هناك تأجيل مفتعل لاستئناف المحادثات السورية – السورية في جنيف والتي تجري برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا”، قائلاً “من الأفضل أن تنطلق المحادثات بصيغة مفاوضات مباشرة بين الأطراف المتنازعة بين وفود الحكومة والمعارضة”.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن غياب وفد موحد للمعارضة “يخلق عوائق جدية لانطلاق عملية تفاوضية موضوعية”. وانتقد غاتيلوف انسحاب وفد الهيئة العليا للمفاوضات من الجولة الثانية لمحادثات جنيف، بعد أن احتج على خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية واتهم الحكومة بقصف المعارضين، مؤكداً على أنه “لا يجب أن تملي مجموعة واحدة من أطراف المحادثات شروطها على الآخرين”، مضيفاً “من المعروف أن وفد الهيئة العليا للتفاوض غادر الجولة الماضية من المحادثات في جنيف، في نفس الوقت الذي أكد فيه وفد الحكومة مشاركته في المفاوضات واستعداده للاستمرار، والوضع الآن غامض للغاية”.
وعلى صعيد المحادثات السياسية، أوضح غاتيلوف أنه إلى الآن لا يمكن التحدث عن تقدم في موضوع الدستور السوري الجديد وبدء المرحلة الانتقالية ولكنه أعرب عن أمله أن يكون الحديث عن ذلك ممكناً بحلول الأول من آب/أغسطس المقبل. وقال الدبلوماسي الروسي الكبير، رداً على سؤال نوفوستي حول هذه المسألة، إن “المحادثات حول الدستور لم تبدأ، المحادثات عن هيئة حكم انتقالي لا تجري، لذا في الوقت الراهن لا يمكننا القول، أن هناك تقدما ما في هذا المجال، يمكن تحقيقه في 1 آب/أغسطس”، مضيفاً أنه “على الأرجح، الهدف الرئيسي يجب ألا يكون في أن نتوصل بالتحديد في 1 أغسطس إلى نتائج ما، مع أنه يمكن أن يكون ذلك جيداً ومثالياً”.
ورأى غاتيلوف أن وضع سقف زمني صارم لصياغة دستور سوري جديد، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، هو أمر غير بناء، موضحاً أنه “في قرار الأمم المتحدة 2254، هناك إجابة مستفيضة جداً، هناك بالفعل مواعيد إرشادية لتحقيق الأهداف”. وأضاف “لكن لا أقول أنه يجب الانغلاق على هذه المواعيد بالذات، هذه المواعيد مرتبطة بالعملية التفاوضية، ووفد المعارضة الشامل، هذا غير موجود الآن”.
من جهة ثانية، أكد غاتيلوف وجود تقدم على مستوى العمل في التنسيق العسكري بين بلاده والولايات المتحدة في سوريا، مبيناً أن “هناك آليات روسية أميركية ثنائية، لدينا اتصالات مشتركة وثيقة، ومشاورات على الخط العسكري”، موضحاً أنه “يجري تبادل للمعلومات بين جيشنا والجيش الأميركي، ويعمل مركز تنسيق في جنيف، هناك اتصالات عسكرية بين قواتنا في حميميم والأميركيين في عمان”. وتابع غاتيلوف قائلاً “أي أنه في هذا المجال، هناك تنسيق وثيق بما فيه الكفاية، بما في ذلك محاولات تحديد مناطق نشاط المجموعات الإرهابية، لذا فإن هناك تقدماً ما في هذا المجال على مستوى العمل”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية