هل تتخيل أن سكان قرية بأكملها لا يستخدمون الهواتف المحمولة ولا وسائل الاتصال الحديثة ويفضلون التواصل عبر “الصفير”.
بالنسبة لبعض سُكان الجبال التركية المُطِلَّة على البحر الأسود، يُعد الصفير مرتفع الصوت الآتي من القمم مصدر إزعاجٍ كبير.
لكن الآن، صارت “لغة الطيور”، التي تمتد إلى 500 عامٍ مضت والتي يستخدمها 10 آلاف شخص، مُعتَرَفاً بها كجزءٍ قيِّمٍ من ثقافة المنطقة.
إذ أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اللغة إلى قائمتها للتراث الثقافي العالمي. وتُستَخدَم اللغة -في الأغلب- بقرى محافظة غيرسون، وهي منطقةٌ وعِرة من قمم التلال المُغطاة بالأشجار النضرة شمال تركيا. ورغم أن المسافات بين المناطق المسكونة ليست كبيرة، يستلزم السفر بينها مشياً على الأقدام ساعاتٍ من الزمن، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
هناك الكثير من المجتمعات عبر العالم، بما يتضمَّن المكسيك، واليونان، وجزر الكناري، التي قد طوَّرت لغاتِ صفير، لكن أياً منهم ليس متنوعاً كما في لغة الصفير التركية، التي يُعتَقَد أن لديها أكثر من 400 كلمة وعبارة في معجمها. ويمكن للصوت أن ينتقل مسافةً تتجاوز الكيلومتر.
وقال ميتين كوجيك، عمدة قرية كوسكوي، إن إدراج اللغة بقائمة التراث العالمي كان حلماً تحقَّقَ، وسيكون بمثابة إلهامٍ هام. وتستضيف القرية مهرجاناً سنوياً للغة الطيور، لكن انتشار الهواتف المحمولة يُهدِّدها. وقبل 15 عاماً، كانت هذه اللغة منتشرةً عبر أرجاء منطقة البحر الأسود، لكنها الآن تُستَخدَم بالأساسِ بين الرعاة.
المصدر: هافينغتون بوست