أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن رؤساء روسيا وتركيا وإيران اتخذوا قرارات هامة خلال القمة التي جمعتهم في منتجع سوتشي الروسي يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مؤكداً أن أهم نتيجة خرجت بها القمة هي توصل الزعماء إلى تفاهم حول تطبيق قرارات مفاوضات أستانا. وقال أردوغان، في كلمة له خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة الثلاثاء، “شاركت في قمة هامة بمدينة سوتشي الروسية واتخذنا قرارات مهمة حول الأحداث التي تشهدها منطقتنا”. وعبر اردوغان عن قناعته بأن توصل زعماء البلدان الثلاث إلى تفاهم حول تطبيق قرارات مفاوضات أستانا من أهم نتائج قمة سوتشي، مؤكداً “سنواصل عملنا وكفاحنا من أجل تأسيس مناخ سلام يعتمد على الحل السياسي في سوريا”. واحتضنت مدينة سوتشي الروسية، الأربعاء الماضي، قمة ثلاثية روسية إيرانية تركية، بحثت الحل السياسي للأزمة السورية، ودعت إلى مواصلة التعاون بهدف القضاء بشكل كامل على تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.
كما دعت القمة، المجتمع الدولي لدعم عملية خفض التصعيد والاستقرار في سوريا، وتم الإعراب عن دعم إقامة حوار سوري واسع بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري. ووصف الرئيس التركي الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بالهام قائلاً “كانت مكالمة هاتفية هامة استطعنا من خلالها التوصل إلى نقاط مشتركة في العلاقات التركية الأميركية بعد فترة طويلة”. وأردف “سنواصل في الأيام المقبلة اتصالاتنا مع ترامب وسنبحث من خلالها بالتفصيل مواضيع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم فتح الله غولن والدعاوى القضائية المرفوعة ضد بلدنا إضافة إلى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية”. وفي سياق متصل، رفض الرئيس التركي ربط الإسلام بالمنظمات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام والقاعدة، منبها إلى أن ذلك الربط يمثل “أكبر إساءة للإسلام”. وأضاف ان “الهجوم الغادر الذي استهدف مئات المسلمين خلال صلاة الجمعة في مسجد بمصر يعتبر مثالاً صارخاً على ذلك فكيف يمكن إقران تنظيم إرهابي يقتل مسلمين يؤدون صلاة الجمعة بالإسلام”.
واستطرد أردوغان قائلا “إن الكارثة التي تسبب بها داعش [تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي المحطور في عدد كبير من الدول بينها روسيا]، والنظام في سوريا أدت إلى مقتل مليون مسلم كما هو الحال في العراق حيث وقع عدد كبير من القتلى, وكما نعلم هناك محاولات لنشر قتلة داعش الذين انتهت مهمتهم في سوريا والعراق في أماكن مختلفة في المنطقة والعالم ليرتكبوا مجازر جديدة”. ودعا أردوغان العالم الإسلامي والعلم إلى الكفاح المشترك ضد المنظمات الإرهابية قائلا “ينبغي أن نتوخى الحذر ضد أولئك القتلة الذين يقاتلون في صفوف داعش وأن نخوض كفاحاً مشتركاً ضدهم”. كما أكد على ضرورة خوض كفاح مشترك في المنطقة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية الذين وصفهم بـ “قطعان القتلة”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية