رغم الموقف السوري الواضح والصريح حول المصالحة السورية التركية إلا أن بعض وسائل الإعلام لا تتوقف عن الحديث في هذا الموضوع، كما أن هناك العديد من التحليلات التي تحمل الكثير من الاحتمالات.
الأحاديث كثيرة في سياق إعادة العلاقات، وما كان يُستشف من تعليقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعطي إشارة واضحة لرغبته في إعادة فتح العلاقات مع دمشق. وبالمقابل، عبّر الرئيس بشار الأسد عن ايجابية مشروطة تجاه إعادة العلاقات مع أنقرة، مشيراً إلى أنه مع أي لقاء يحقق مصلحة لسوريا وتركيا بنفس الوقت.
ويؤكد الموقف السوري الرسمي على أن اعادة العلاقات مرهونة بتحقيق عدد من النقاط، جميعها ذات أهمية في إعادة السير نحو المسارات السابقة للحرب على سورية، خاصة ما شهدته السنوات الماضية من موقف تركي واضح مناكف للدولة السورية. ومن أبرز النقاط احتلال تركيا لمساحات من الشمال السوري.
ويتحدث الباحث في الشأن السياسي د. علاء الأصفري حول الخطوات التي من الضروري إجراءها لتحقيق المصالحة بين الجارين السوري والتركي، حيث يمكن فقط أمام الظروف الحالية التي من مصلحة البلدين، وبالتالي إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل العام 2011.
وتشكل مسألة المجموعات المسلحة في الشمال السوري العائق الأبرز أمام الاستقرار على الحدود السورية التركية، وبالتالي من صالح أنقرة العمل مع دمشق لإزالتها كلها، كي تسير حركة المصالحة بأمان بعيداً عن تهديد الجماعات الإرهابية، بحسب الدكتور علاء الأصفري في لقائه مع موقعه قناة المنار.
ويتوقع الكثيرون ان المصالحة السورية التركية ستكون في القريب العاجل، وهنا لا بد من القراءة التفصيلية لجميع المراحل الواجب المرور خلالها لتحقيق إعادة العلاقات كما كانت عليه قبل 13 سنة.
وهنا يتحدث الأصفري عن جميع التفاصيل التي يمكن أن تكون عبر مدة زمنية ليست قليلة في حال تم التوافق بين دمشق وأنقرة ممثلتين برأسي الهرم في سلطة كل من البلدين، ويشيرذ إلى أنه في حال أزيلت كل المعوقات، فإن هذا له جدولة زمنية طويلة نسبياً وليس من السهل تحقيقها بعد كل هذه التراكمات من الأزمات.
ما تشير إليه التصريحات المتلاحقة للرئيس التركي إنما هي دلالات واضحة على رغبة قوية في استعادة العلاقات مع دمشق، وهذا ما قد يقرأه البعض إدراك أردوغان إلى أهمية العلاقات الصحيحة مع طرف يعتبر صمام أمان للاستقرار التركي في ظل وجود الكثير من العوامل التي كان للقيادة التركية يداً في ظهورها وتوسعها ومنها الجماعات المسلحة التي تسيطر على الحدود بين البلدين.
المصدر: موقع المنار