صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستؤسس مراكز مراقبة في منطقة عفرين شمال غربي حلب بسوريا. وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن طائرته لدى عودته من مدينة سوتشي الروسية بعد مشاركته في القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية “إن الاجتماع الذي عقدناه في سوتشي كان مهماً بالنسبة لنا من حيث معرفة موقف روسيا وإيران حول مدينة عفرين, وزملائنا سيواصلون عملهم لتأسيس مراكز مراقبة في عفرين أيضاً بعد أن عرفنا موقفهم أما نحن فسنواصل مسارنا بعزم”. وأفاد أردوغان بأن البنية الديموغرافية في عفرين بدأت تعود إلى طبيعتها بعد عودة السكان الأصليين إلى المدينة، مضيفاً “إن 50% من سكان عفرين هم عرب و30% أكراد أمّا ما تبقى فهم من التركمان والمجموعات الأخرى وعندما يبدأ السوريون بالعودة من المخيمات إلى هناك فستعود المدن إلى أصحابها الحقيقيين وهذا الأمر ينطبق على إدلب أيضاً حيث ستعود البنية الديموغرافية فيها إلى ما كانت عليه سابقاً مع عودة سكان إدلب المقيمين في تركيا إلى هناك”.
وحول احتمال مشاركة الولايات المتحدة الأميركية كدولة ضامنة إلى جانب روسيا وتركيا وإيران في المرحلة المقبلة، قال أردوغان “إن روسيا وتركيا وإيران هم الذين سيقررون ذلك في حال جاء طلب كهذا ونحن متفقون على اتخاذ قرار مشترك حول إشراك أي دولة أو مؤسسة في العملية”. وفيما يتعلق بالموقف الذي ستتخذه تركيا في حال تم إشراك حزب الاتحاد الديمقراطي في العملية السياسية في سوريا وحول ما إذا كان لديها خطة “ب” قال أردوغان “إن خطة “ب” هي عدم جلوس المنظمات الإرهابية على طاولة الحوار وهذا ما أكّدناه في سوتشي بوضوح فنحن لن نجلس على طاولة يجلس عليها تنظيم إرهابي وموقفنا واضح بهذا الشأن”. وأضاف أردوغان “كما أننا لا نرحب بكيان قد يهدد بلادنا، ماذا سيفعل حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية: ما هي نياتهم ؟ نيتهم تأسيس كيان شمالي سوريا ولا يمكننا نحن أن نقول لهم تفضلوا افعلوا ذلك مبروك وكما رأينا فالرئيس الأسد يعارض أيضاً احتمال إقامة كيان في شمال سوريا”.
كما أعرب أردوغان عن رغبته في بحث موضوع استمرار الولايات المتحدة الأميركية بإرسال السلاح إلى سوريا رغم زوال تنظيم “داعش” (المحظور في روسيا وعدد من الدول)، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقال “من غير الممكن تحديد موعد لإسكات السلاح والإعلان عن انتهاء الحرب في هذه المرحلة حيث أحرزنا تقدماً مع روسيا وإيران في عملية أستانا وينبغي أن نترقب ما تفعله وستفعله الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في التحالف الدولي خلال هذه المرحلة فهي تواصل إرسال السلاح إلى سوريا بينما يتم اتخاذ خطوات محددة تجاه الحل ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد زودت وحدات حماية الشعب الكردية بـ 120 مدرعة “هامر” تم إرسالها إلى مدينة عفرين ومن غير الممكن فهم ما يحدث”. وأشار أردوغان إلى احتمال أن يجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً “كان الرئيس الروسي بوتين قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع ترامب في الأيام الماضية بحثا خلاله هذه المواضيع لكن سأجري أنا أيضا اتصالاً هاتفياً معه لأستمع إلى قناعاتهم وماذا يريدون أن يفعلوا”. واستطرد قائلا “هناك مسألة إقامة قاعدة عسكرية في الرقة وكما تعلمون هذه القاعدة ستكون القاعدة الرابعة عشر التي تملكها أميركا في المنطقة، خمسة منها قواعد جوية والبقية هي قواعد عسكرية عادية، وأنا أرغب مناقشة كل هذه المواضيع مع ترامب”. هذا واحتضنت مدينة سوتشي الروسية الأربعاء الماضي، قمة ثلاثية روسية إيرانية تركية، بحثت الحل السياسي للأزمة السورية، وتوجهت بالدعوة لمواصلة التعاون بهدف القضاء [بشكل كامل] على “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية، ودعت القمة في الوقت ذاته، المجتمع الدولي لدعم عملية خفض التصعيد والاستقرار في سوريا، وتم الإعراب عن دعم إقامة حوار سوري واسع بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية