كثيرا ما تُضرب بالغرب الأمثال في خضم واحد من أهم النقاشات في دول العالم الثالث، والذي يتناول دور المرأة لناحية الحقوق مع إهمال شبه مقصود للحديث عن الواجبات و”يُعزى ذلك الى أن المهام المنوطة بالمرأة العاملة وغير العاملة في تلك الدول تعد شفيعا لها من الخوض في أي مساءلة متعلقة بهذا الخصوص”.
ولكن الأرقام والإحصاءات والدراسات تثبت أن حال المرأة في الغرب ليس تلك على الدرجة من المفاضلة بينها وبين تلك التي ما زالت تبحث عن موضع متقدم في المجتمع، “وأن نون النسوة لمّا تثبت بعد نديتها لجمع المذكر السالم”. إذ سيتعين على المرأة البريطانية أن تنتظر 100 عام حتى يصبح راتبها مثل الرجل.
أعلنت إحدى جمعيات حقوق المرأة في بريطانيا أن الفجوة بين المرأة والرجل فيما يتعلق بالرواتب لازالت عند 14.1% خلال السنتين الماضيتين، لكنها ارتفعت في العام الحالي بالنسبة للإناث من هم في العشرينات من عمرهم إلى 5.5% من 1.1% في عام 2011، وفقا لجمعية فاوسيت. وفقا لرويترز.
وصرحت سام سميثرز المدير التنفيذي لجمعية فاوسيت في بيان لها أن “الوضع يتحرك إلى الخلف، وهو أمر يثير كثيرا من القلق، فالفجوة لا تزداد مع تقدم المرأة في السن فحسب، بل إنها تزداد بالنسبة للشابات أيضا، لقد ساهمت الاتهامات الموجهة للمنتج السينمائي الأمريكي هارفي واينشتاين بالتحرش في إيقاظ ملايين النساء للمشاركة بقصصهن عن التحرش، بالذات في مجال الإعلام والسينما”.
تتابع سميثرز أن “نفس الثقافة الذكورية التي نسمعها في قصص الوسم “#MeToo” عن التحرش بالنساء، هي ما يحدث في مجال العمل، وما يسهم في اتساع الفجوة بين الرجل والمرأة في الرواتب. فعلينا أن ننتبه إلى أن الثقافة التي تسمح للرجل بهذا الكم من التحرش لن تدفع للمرأة مثلما تدفع للرجل، إضافة إلى أن النساء الأصغر سنا هم الأكثر عرضة للتحرش والتفرقة”.
لقد تراجع ترتيب المملكة المتحدة من المركز 18 إلى المركز 20 في تقرير الفجوة بين الجنسين على مستوى العالم أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016، نظرا لتراجع تمثيل المرأة في السياسة والأعمال، وأصبحت بريطانيا إحدى أولى الدول التي تطالب الشركات الكبرى بتقديم تقرير عن الفرق بين رواتب الموظفين والموظفات في إطار قانون العمل الجديد الذي سوف يدخل حيز التنفيذ هذا العام”.
المصدر: اخبار الان