تهيمن ملفات سوريا والبرنامج النووي الإيراني والتعاون الاقتصادي الثنائي بين موسكو وطهران، على جدول أعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الرسمية إلى إيران.
وتجري زيارة فلاديمير بوتين الحالية على خلفية تصاعد التوتر في العلاقات الأمريكية – الإيرانية ومحاولات الرئيس دونالد ترامب جعل طهران، بمثابة كبش الفداء الرئيسي في الشرق الأوسط، وإصراره على تقويض الصفقة النووية معها.
وفي هذا الإطار أشار المكتب الصحفي للكرملين إلى أنه سيتم التطرق إلى موضوع الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني خلال زيارة بوتين لطهران.
ويرى بعض الخبراء أن زيارة بوتين تؤكد الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين الدولتين الموجودة اليوم في ذروتها التاريخية.
وفي ظروف التعرض للضغوط الخارجية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها يجب على موسكو وطهران تنسيق العمل.
وسيتم التركيز خلال الزيارة على بحث التسوية السورية التي تلعب طهران أحد الأدوار الهامة فيها.
ويقول بعض المختصين، إنه سيتم خلال لقاءات الرئيس بوتين في طهران، بحث موضوع الاستفتاء في كردستان والتطورات التي تلت ذلك.
ومن المعروف أن الموقف الإيراني (وكذلك التركي) من موضوع انفصال كردستان كان حادا، وجرى التهديد بفرض حصار على الإقليم في حال تنفيذ ذلك.
ويزيد من حساسية الوضع وجود شركات طاقة روسية تعمل في كردستان العراق، لذلك هناك احتمال كبير للتطرق إلى هذا الموضوع خلال المباحثات الروسية-الإيرانية، إلى جانب بحث التعاون الروسي الإيراني فيما يتعلق بالمشكلة الأفغانية.
ولا شك في أن بوتين سيبحث خلال الزيارة أيضا، التعاون الاقتصادي بين الدولتين – التبادل التجاري الثنائي وصل في 2016 الماضي إلى ملياري دولار.
ويرى بعض الخبراء أن الحديث قد يدور عن توريد معدات عالية التقنية إلى إيران، وخاصة في مجال الطاقة والنقل وبناء المكائن والطيران والفضاء، وبالمقابل قد تزيد إيران من تصدير المنتجات الزراعية لروسيا.
وسيدور الحديث حتما عن تنفيذ مشاريع ضخمة في مجال البنى التحتية والنقل وبناء وحدات طاقة جديدة في محطة بوشهر الكهروذرية والخدمات اللوجستية – تشارك روسيا وإيران وأذربيجان في مشروع “شمال-جنوب” الضخم في مجال البنى التحتية بقطاع النقل، يهدف لتشييد شريان للنقل بطول 1700 كلم يربط الهند مع روسيا وأوروبا عبر إيران وأذربيجان.
ومن المعروف أن روسيا وإيران وأذربيجان تعتبر من اللاعبين الأساسيين في سوق النفط والغاز العالمية، وهي تتقاسم الجرف القاري في بحر قزوين الغني جدا بالنفط والغاز، وهذا يعني أنه سيتم بحث ذلك في طهران.
ومن دون شك سيجري خلال الزيارة أيضا، بحث موضوع مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.
ويؤكد خبراء أن موسكو يمكن أن تلعب دور الوسيط بين طهران وباكو في محاولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وخاصة مع وجود نقاط توتر بين إيران وأذربيجان، من بينها علاقات باكو الودية مع إسرائيل، والكره المتبادل بين الأخيرة وإيران.
المصدر: روسيا اليوم