في ظل جدل لا ينتهي حول العلاقة المتأزمة بين أماكن تنفيذ العقوبات السالبة للحرية، والالتزام بحقوق الإنسان، يحصل سجن جزيرة سبايك الأيرلندية على جائزة السياحة العالمية لعام 2017.
سمي هذا السجن بـ”ألكاتراز” الأيرلندي. وألكاتراز هو سجن فيدرالي أمريكي مشيد فوق جزيرة بخليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية تعرف بجزيرة ألكاتراز أو الصخرة، وقد أغلق هذا السجن عام 1963، وتم تحويله لاحقا إلى مزار سياحي.
وترجع شهرته إلى الأساطير التي نسجت حوله، لأنه كان سجنا لعتاة المجرمين، ممن تسيطر عليهم فكرة الهرب، وبعد استسلامهم لفكرة السجن، ينقلون إلى سجون أخرى، أي أن الهدف منه كان تحويل فكرة الهرب لدى السجين إلى فكرة مستحيلة بالكامل. لكن في الوقت نفسه، جعل هذا البعد عن صخب العالم الخارجي هذا المكان من أجمل جزر العالم.
أما السجن الأيرلندي على جزيرة سبايك، الحاصل على جائرة السياحة العالمية، فقد أصبح أيضا أفضل المزارات الأوروبية لهذا العام، حتى أنه تخطى في شعبيته الكولوسيوم الروماني (المدرج الروماني العملاق في روما)، وبرج إيفل في باريس، وقصر بكنغهام في لندن.
أنشئ ذلك المبنى في القرن السادس لاستخدامه كدير، ثم تحول بعد ذلك إلى قلعة، يتجمع فيها المنفيون، تمهيدا لنفيهم إلى أستراليا، وكان سجنا حتى عام 2004.
ومنذ العام 2016 تحول السجن إلى مزار سياحي، بصفته “ألكاتراز” محلي، وأعيدت تهيئته لهذا الغرض، بحيث يتمكن الزوار، إلى جانب رحلات المعالم السياحية المعروفة، من قضاء ليلة في الحبس الانفرادي في زنازين كانت في الماضي مخصصة لعتاة المجرمين.
كثيرا ما تتحول السجون في أوروبا إلى مزارات، ومبان ذات وظائف أخرى، فعلى سبيل المثال تعتزم إيطاليا تحويل سجون روما، ونابولي، وميلانو إلى فنادق، ومساكن، حيث عرض للبيع سجن سان فيتوري في ميلانو، الذي أنشئ عام 1879، وكان مصمما كي يستوعب 750 سجينا.
يبدو أن الحضارة الإنسانية تتحرك باتجاه البحث عن طرق جديدة للتهذيب والإصلاح، بعيدا عن سلب الحرية، الذي ساد الاعتقاد لوقت طويل أنه الطريق الوحيد الناجع لتقويم المجرمين.
المصدر: روسيا اليوم