أكثر من خمسين أسبوعا وأكبر صلاة جمعة للمسلمين الشيعة في البحرين معطلة بقرار رسمي يتجاوز كل الحقوق الأساسية للمواطنين ضارباً الأحكام الشرعية عرض الحائط في سابقة لم تشهدها دولة اسلامية.
منع تبعته سلسلة اعتقالات لعلماء دين ونشطاء ونخب اجتماعية وحقوقيين في انتكاسة لم تشهدها البلاد حتى في فترة الطوارئ عقب دخول قوات درع الجزيرة وفض الإعتصام التاريخي في دوار اللؤلؤة وسط المنامة في منتصف آذار مارس 2011.
و تفرض السلطات اقامة جبرية على آية الله الشيخ عيسى قاسم وتنتشر القوات الأمنية والمدرعات في محيط منزله وترفض وصول الاهالي له، في اجراء مستمر منذ الهجوم الدموي على ساحة اعتصام الفداء في 23 مايو أيار الماضي واستشهاد خمسة مواطنين وجرح واعتقال المئات فيما لا يزال البعض في عدد المفقودين او المختفين قسريا بعد اقتيادهم لجهة مجهولة من قبل القوات الامنية.
ومن جانب آخر علق العلامة السيدعبدالله الغريفي على التلهف الرسمي في اقرار قانون احكام الأسرة والذي طالب علماء البحرين بضمانات بعدم تعديله او تغييره، غير ان السلطات دفعت بالقانون بشكل مستعجل، وقال العلامة الغريفي “أن مسودة القانون تتضمَّن مجموعة أخطاء صياغية وفقهية، كما فيها إهمال متعمد لبعض أنواع الزواج المشروعة لدى الفقه الجعفري، وقد دوَّن الأخوة الأفاضل الَّذين تصدُّوا لقراءة ودراسة المسودَّة التي تمَّ نشرها في الصحافةِ مجموعة ملاحظات، ومجموعة اشتباهات بل مخالفات… وهؤلاء العلماء على استعداد لالتقاء أيّ جهة تودُّ الاطلاعَ على تلك الملاحظاتِ والاشتباهات والمخالفات.”
وشدد العلامة الغريفي خلال كلمته الأسبوعية في جامع الإمام الصادق بالمنامة على التأنِّي وعدم الاستعجال في شأنٍ له خطورتُه الكبيرة، وله تداعياته الصَّعبة، خاصة وأنَّ المرحلة التي يمرُّ بها الوطن في حاجة إلى المزيد من الاصطفاف وليس إلى المزيد من الاختلاف، في حاجة إلى المزيد من التفاهم والتقارب وليس إلى المزيد من التخاصم والتباعد بحسب وصف العلامة الغريفي.
وأوضح العلامة الغريفي إنَّ أحكام الأسرة شأنٌ له خطورته، وله حساسياته الصعبة، فإذا لم تتفق الرؤى والقناعات حوله، فسوف يُشكِّل مأزقًا دائمًا، وقلقًا مستمرًا، ولن يحسم ذلك كلمة يقولها البرلمان إذا لم تعبِّر هذه الكلمة عن قناعة كلِّ أبناء هذا الشعب. وختم العلامة الغريفي بالقول “مطلوبٌ منَّا جميعًا في هذه المرحلة أنْ نفكِّرَ في معالجة الأزمات التي باتت تقلق أوضاعنا، لا أنْ نعمل على إنتاج أزماتٍ جديدة”.
المصدر: موقع المنار