أعلنت المرجعية الدينية العليا في العراق ما يجب عمله من قبل المسؤولين والحكومة في مرحلة ما بعد داعش.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف ان “مما يجب التاكيد عليه للمرحلة القادمة الأمور التالية:
أولاً: أن يعي الجميع ان استخدام العنف والقهر والشحن الطائفي وسيلة لتحقيق بعض المكاسب والمآرب لن يوصل الى نتيجة طيبة بل يؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد ويكون مدخلاً واسعاً لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن العراقي ولن يكون هنالك طرف رابح عندئذ بل سيخسر الجميع ويخسر معهم العراق لاسمح الله.
ثانياً: ان يعمل من هم في مواقع السلطة والحكم وفق مبدأ ان جميع المواطنين من مختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية متساوون في الحقوق والواجبات ولاميز لأحد على آخر الا بما يقرره القانون، وان تطبيق هذا المبدأ بصرامة تامة كفيل بحل كثير من المشاكل واستعادة الثقة المفقودة لدى البعض بالحكومة ومؤسساتها.
ثالثاً: ان مكافحة الفساد الاداري والمالي وتجاوز المحاصصات الطائفية والفئوية والحزبية واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم المواقع والمناصب ضرورة وطنية قصوى، ولا فرصة أمام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار الفساد بمستوياته الحالية واعتماد مبدأ المحاصصة المقيتة في ادارة الدولة.
رابعاً: ان رعاية الجرحى والمعاقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم هي من أدنى حقوقهم الواجبة على الجميع وفي المقدمة الحكومة ومجلس النواب ولا يصح التذرع عن التقصير في حقهم بقلة الموارد المالية فان هناك العديد من الابواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير ما يفي بذلك، وقد تم تخصيص رواتب وامتيازات لأناس لم يتحملوا من الأذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير مما تحملوا هؤلاء الاعزاء فاتقوا الله فيهم واعلموا انكم تساءلون عنهم”.
وبارك ممثل المرجعية “بمناسبة الاعلان عن تخليص مدينة الموصل من سيطرة الارهابيين الدواعش على يد مقاتلينا الابطال، الشعب العراقي بجميع مكوناته ولقواتنا المسلحة البطلة ولمن شاركها وساندها من المقاتلين الغيارى بجميع مسمياتهم، هذا النصر العراقي الكبير، مستذكرين بالاجلال والتعظيم تضحيات الشهداء الابرار والجرحى الكرام ومتوجهين ببالغ الثناء والتقدير لجميع من شاركوا بتحقيق هذا الانجاز التاريخي المهم”.
وأوضح الشيخ الكربلائي “ليس لنا مانقدمه له ونكافئهم به مما يفي بقدرهم ويوازي حجم عطائهم الكبير، عذرا والف عذر لهم ولاسيما لارواح الشهداء وللجرحى والمصابين ولجميع المقاتلين الذين تركوا الدنيا ما فيها للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ولابائهم وامهاتهم الذين ربوا هؤلاء الابطال على مبادئ التضحية والفداء والايثار واذا كان من حقنا جميعا ان نسعى ونفرح بما تحقق من نصر عظيم سيبقى مثار فخر واعتزاز على مر السنين والاعوام”.
وبين ان “كنا على مسافة من تحقيق النصر النهائي فان علينا ان لا ننسى ان ثمن هذا الانتصار كان غالياً غاليا، وهو أنهار من الدماء الزكية والاف من الارواح الطاهرة واعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين واضعاف ذلك من الأرامل والأيتام، بالاضافة الى مانجم عن المعارك العسكرية وجرائم الارهابيين من خسائر كبيرة في الممتلكات والبنى التحتية والأبنية التراثية ومعاناة رهيبة واجهها مئات الاف من المواطنين ولا يتوقع ان يتخلصوا من آثارها النفسية والاجتماعية في وقت قريب”.
وأشار الشيخ الكربلائي “من هنا يجب على الجميع ان يأخذوا العبرة والدروس مما حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الارهاب الداعشي على عدد من المحافظات وبعد ذلك، وان يعملوا بصورة جدية لتجاوز المشاكل والازمات التي يعاني منها البلد والتي وكانت الاسباب الرئيسة لما حل به على ايدي الارهابيين”.
المصدر: الفرات نيوز