أكد القائم بالأعمال بالنيابة للبعثة الدائمة لسورية لدى الأمم المتحدة بنيويورك الوزير المستشار منذر منذر أن التصعيد من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها لم يكن بالصدفة بل جاء في ظل فشلها بأوامر من دول معروفة جيداً بتنفيذ هجوم واسع من عدة محاور على مدينة حلب تزامن مع انسحاب ما يسمى “وفد الرياض” من الجولة الأخيرة للحوار السوري السوري في جنيف.
وقال منذر في بيان سورية خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: “يوم أمس ارتقى في مدينة حلب 28 شهيداً مدنياً بينهم أطفال خدج إضافة إلى 80 جريحاً آخرين وذلك جراء استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة أو “المعارضة المعتدلة” كما يحلو للبعض في هذا المجلس تسميتها لمستشفى “الضبيط” للتوليد والأطفال وأحياء سكنية عدة في مدينة حلب وللأسف فإن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع نظراً لوجود حالات حرجة بين الجرحى”.
وتابع منذر: “أقول لممثلي الدول التي تدعم أو تغطي الأعمال الإرهابية في سورية كفى نفاقاً وتسييساً وتلاعباً بالدم السوري” متسائلاً: “كيف يمكن أن تكون هذه المعارضة معتدلة وهي تقتل الأطفال الخدج في المشافي وتقصف المدنيين بشكل عشوائي يومياً وتقوم بإمطار مدينة حلب بآلاف القذائف العشوائية من صواريخ خفيفة وثقيلة وقذائف متفجرة وأسطوانات غاز وقذائف هاون ما أسفر عن سقوط أكثر من 118 شهيداً مدنياً وأكثر من 206 جرحى من الأطفال والنساء والشيوخ وذلك خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط” مؤكداً أن هذا هو الإرهاب بعينه ولا يمكن تسميته بأي تسمية أخرى.
وقال منذر: “يمكن للجميع أن يروا بوضوح أمرين اثنين، الأول هو أن الحكومة السورية شاركت في محادثات جنيف بنية صادقة وجدية تامة بهدف الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية في حين أن وفد الرياض جاء بنية مسبقة لإفشال هذه المحادثات وهو ما تجلى في انسحابه من الجولة الأخيرة”.
وتابع منذر: “الأمر الثاني هو أن الحكومة السورية قد التزمت باتفاق وقف الأعمال القتالية انطلاقاً من حرصها على دماء السوريين الأبرياء وعلى إعادة الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في حين انتهكت المجموعات المسلحة المتحالفة مع جبهة النصرة الإرهابية هذا الاتفاق ولا سيما في مدينة حلب وهو الأمر الذي يعتبر ترجمة لتهديدات وفد الرياض التي دعا فيها إلى حرق المدن السورية وخرق الاتفاق وتصعيد العمليات العسكرية ضد الحكومة السورية ضارباً بعرض الحائط اتفاق وقف الأعمال القتالية وكل الجهود التي بذلت لحقن دماء المدنيين الأبرياء وإخراجهم من دائرة الابتزاز والضغط السياسي”.
وأكد منذر أن ما تقوم به الحكومة السورية في مدينة حلب ليس إلا قياماً بواجبها في حماية مواطنيها من الإرهاب ورداً على التصعيد والقتل والتدمير الذي تقوم به المجموعات الإرهابية في تلك المدينة.
وقال منذر: “أكرر جاهزية الحكومة السورية للمشاركة الفعالة في أي جهد صادق يهدف إلى الوصول إلى هذه التسوية السياسية التي يقرر فيها السوريون وحدهم مستقبلهم وخياراتهم عبر الحوار السوري السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي وبما يضمن سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وتخليصها من آفة الإرهاب”. وشدد منذر على أهمية وقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعلى ضرورة ضبط الحدود ولا سيما الحدود التركية السورية حيث يتدفق الإرهابيون يومياً بأعداد كبيرة.
واستهدف إرهابيو تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التابعة له والمرتبطة بنظامي آل سعود الوهابي وأردوغان السفاح خلال الأيام العشرة الأخيرة الأحياء السكنية في مدينة حلب بمئات القذائف الصاروخية والهاون ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة المئات أغلبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أضرار مادية كبيرة بعشرات المنازل ومشفيي الرازي والضبيط.
المصدر: وكالة سانا