لأكثر من ساعتين وسيارات الإسعاف لم تهدأ في العاصمة دمشق، واستنفارٌ لجميع الكوادر الطبية في مشافي المجتهد والمواساة الحكوميين، بالتزامن مع استنفار الكوادر الأمنية في كافة شوارع وطرقات المدينة.
فبينما ينشغل الجميع بتفجير القصر العدلي القديم بدمشق، هز انفجار آخر أحد المنتزهات بمنطقة الربوة غربي العاصمة، والحصيلة عشرات الشهداء والجرحى في المكانين.
وفي التفاصيل دخل الإرهابي إلى قصر العدل القديم مرتدياً زياً عسكرياً مموها، ويحمل بطاقة عسكرية مزورة، وللتمويه أكثر قام بتسليم بندقيته وثلاثة قنابل يدوية عند الباب الاول كانت بحوزته، وعند الباب الثاني حيث يوجد جهاز مسح إلكتروني يمر من ضمنه جميع الأشخاص لكشف ما بحوزتهم من معادن وأسلحة، أعطى الجهاز إنذارا فحاول عنصر الأمن المتواجد عند هذه النقطة تفتيشه يدوياً للتحقق مما في حوزته، فركض الإرهابي حوالي خمس أو ست خطوات إلى وسط الازدحام وقام بتفجير الحزام الناسف الذي في يرتديه. حيث يكتظ المكان بالمراجعين لمتابعة المعاملات والقضايا.
حصيلة التفجير الإرهابي الأول في قصر العدل تجاوزت 35 شخصا، يرجح ازديادها بسبب وجود حالات حرجة بين الجرحى الستين الذين أصيبوا بالتفجير.
وفي منطقة الربوة غربي العاصمة، فحسب المعلومات، تم اكتشاف ثلاثة انتحاريين فسارعوا بالهرب، حيث تم إلقاء القبض على اثنين منهم، بينما تمكن الثالث من الدخول إلى أحد المنتزهات وقام على الفور بتفجير نفسه بين المواطنين. مما أدى إلى إصابة حوالي 24 شخصا بين شهداء وجرحى.
وفي تصريح خاص لموقع قناة المنار، أكد نقيب المحامين السوريين الأستاذ نزار سكيف أن لهذه التفجيرات وتحديداً داخل حرم القصر العدلي وفي هذ اليوم تحديداً رمزية خاصة. ففي اليوم الذي تنقضي فيه السنوات الست من الحرب على سورية، بكل أبعادها الوحشية واللاإنسانية، يريد الإرهاب أن يؤكد أنه موجود.
وقال سكيف “إن هذا الإرهاب المدعوم من قبل الدول الداعمة وعلى رأسها منظومة دول الخليج التي تدعي حرصها على العروبة، هي في الواقع تشن أبشع حروبها على العروبة والدول الممانعة والمقاومة للفكر الصهيوني.
وبحسب تصريح نقيب المحامين لموقع قناة المنار، فإن اختيار قصر العدل في العاصمة السورية له دلالته و رمزيته، خاصة بعد تراكمات الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، وقوى المقاومة الداعمة له في كل الساحات على امتداد الجغرافيا السورية، والانتصارات التي يراكمها العقل السياسي السوري في أستنة ووغيرها من المحافل الدولية، حيث اعتبر أن التفجير في قصر العدل يهدف منه الإرهاب إلى قتل مفاهيم العدالة، ومحاولة إرساء مفهوم أن لا عدالة إلا للإرهاب، بينما يؤكد سكيف أن “هذا المكان هو للعدالة، والعدالة سِمة إلهية، يمثلها على الأرض بشر يملكون من القيم ما يملكون ويؤمنون بمفاهيم العدالة ومفاهيم الحق، فهذا المكان لن يكون إلا محراب عدالة ومحراب حقوق حتى وإن ارتقى محامون في صفوف الشهداء إلى جانب اخوانهم المواطنين أصحاب القضايا”.
وتحدث باسم جميع المحامين السوريين أن هذا التفجير لن يزيدهم إلا إيماناً بالعدالة وبالقضية السورية وسيستمر صمود السوريين حتى النصر.
إلى هذا يجدر التنويه إلى اكتظاظ القصر العدلي بالمراجعين لقضايا مختلفة، أهمها الشرعية ومنها المتعلقة بأمور الزواج، حيث لم يكتمل فرح كثيرين لهذا اليوم بفعل الإرهاب، إذ أن توقيت التفجير ومكانه في ذروة اكتمال العمل والازدحام داخل حرم القصر العدلي.
المصدر: خاص