أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في ايران علي شمخاني أن طهران ستواصل دعمها وإسنادها للحكومة السورية ما دامت الأخيرة بحاجة لذلك، مشيراً الى ان دعم سوريا “يأتي في إطار استراتيجية طهران لصيانة جبهة المقاومة ومواجهة الارهاب”. وخلال مقابلة مع صحيفة فصلية لدراسات السياسة الخارجية الايرانية، قال شمخاني إن “سعي اميركا أو بعض الدول الأخرى أن تتخذ القرار بدلاً عن الشعب السوري، فهذا يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير”.
وأشار شمخاني الى أن اميركا “تقوم اليوم الى جانب دول كالسعودية في محاولة لإلغاء سوريا من محور المقاومة متذرعة بحقوق الشعب السوري”، لافتاً الى أن “الديمقراطية في سوريا بالمقارنة مع وضع سائر الدول والمعايير في الشرق الأوسط، هي أفضل بكثير من الدول المدعومة اميركياً”. وأكد شمخاني على الأهمية الاستراتيجية للانتصارات التي حققها الجيش السوري في شرق حلب، موضحاً أن “تحرير حلب باقتدار وتطهير محيط دمشق عبر العمليات العسكرية والمصالحة السياسية، لهو شاهد على نجاح الاستراتيجية المشتركة بين سوريا وايران وروسيا وجبهة المقاومة في مواجهة التحالفات الدعائية للجبهة الأميركية”. وأضاف شمخاني أن الانتصار في حلب “كشف اسراراً خفية عن المساعدات المباشرة من بعض الدول لجبهة الارهاب، الأمر الذي كانت الدول الداعمة للجماعات التكفيرية تتنصل منه قبل ذلك”. وفي السياق، رأى امين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أن الفوضى الموجودة في المنطقة، “ستضاعف من تكاليف كل الدول، فيما ستزيد من مكاسب الكيان الصهيوني”.
ورداً على سؤال بشأن نظرته لمستقبل سوريا، قال شمخاني “إن كيفية تشكيل المسارات السياسية والتفاهم بين مختلف المكونات الداخلية هو الذي سيحدد مستقبل سوريا”، متبعاً أن “على جميع الاطراف وبشكل متزامن ان تخطط لكبح الارهاب وقطع المساعدات الخارجية للارهابيين والمحادثات الوطنية، ونحن نعتبر ان هذا المسار هو افضل حل لإنهاء الازمة في هذا البلد”. كما أعلن شمخاني أن “على دول كتركيا والسعودية ان تحدد موقفها، فهل ترحب بتقسيم سوريا والدول الاسلامية؟ وهل السعودية ستبقى بمنأى عن تأجيج نار التقسيم في المنطقة؟”. وأوضح شمخاني أنه “رغم بعض التصورات، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست بصدد الإطاحة بآل سعود، فهناك احتمال قوي جدا ان تتجزأ السعودية وقد يسيطر الفكر الداعشي المتطرف المنحط على أجزاء هامة من هذا البلد”. وأردف شمخاني أنه “من المؤسف نرى في المقابل ان تبعات السياسات الاقليمية لحكام السعودية في سوريا واليمن، تؤدي بشكل عملي الى تقوية التنظيمات الارهابية واستقطابها المزيد من الافراد”.
المصدر: وكالة أنباء فارس