انطلقت الثلاثاء في مدينة جدة السعودية، محادثات بين وفد أوكراني والولايات المتحدة، بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين بعد أزمة المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي.

وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك ببداية المحادثات، وأكد أن كييف قدمت مقترحًا لوقف إطلاق نار جزئي في الجو والبحر، وهو ما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه قابل للتطبيق والمراقبة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المحادثات تأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز الأمن والسلام الدولي. وبدوره، أبدى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، دعمًا للمقترح الأوكراني، مؤكدًا أن المفاوضات تهدف إلى التوصل إلى نتائج عملية.

في المقابل، رحبت الصين بالمحادثات ودعمت الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية. ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس، حيث استهدفت هجمات بالطائرات المسيرة العاصمة الروسية، موسكو، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بالتوازي مع تصعيد النزاع.

وبعد مفاوضات استمرت أكثر من 8 ساعات في مدينة جدة، تم الاتفاق على إبرام اتفاقية المعادن “في أقرب وقت ممكن”. كما أفادت الخارجية الأميركية أن كييف ستشكل فريقًا للتفاوض لبدء مفاوضات سلام دائم مع روسيا.

وفي تعليق له، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، بأن أوكرانيا وافقت على إجراء “مفاوضات فورية” مع روسيا، مشيرًا إلى أن السؤال الآن ليس “هل” ستنتهي الحرب في أوكرانيا، بل “كيف”.

وأعلنت حكومتا الولايات المتحدة وأوكرانيا في بيان مشترك عن اتفاق على بدء خطوات نحو سلام دائم في أوكرانيا. وأعرب الوفد الأوكراني عن تقديره للدعم الأميركي، مؤكداً استعداد كييف لقبول مقترح واشنطن بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، مع إمكانية التجديد بموافقة الطرفين.

كما تم الاتفاق بحسب البيان على استئناف المساعدات الأمنية لأوكرانيا، واستعادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، مع التركيز على جهود الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك تبادل الأسرى والإفراج عن المعتقلين. وتم تشكيل فرق تفاوضية لبدء محادثات رسمية تهدف إلى تحقيق سلام مستدام، مع التأكيد على أهمية مشاركة الشركاء الأوروبيين في العملية.

وفي ختام المحادثات، تم الاتفاق على تطوير اتفاقية لتعزيز الاقتصاد الأوكراني من خلال استغلال الموارد المعدنية الحيوية، بما يضمن الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.

روبيو: مفتاح رفع تعليق المساعدات هو سماع التنازلات الأوكرانية

وقبيل اجتماع في جدة، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده “تريد سماع التنازلات التي قد تكون أوكرانيا على استعداد لتقديمها في المفاوضات لإنهاء الحرب مع روسيا”.

وقال روبيو إن نتائج هذا الاجتماع “ستكون مفتاحًا” في قرار رفع تعليق تقديم المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها، والذي فُرض بعد المشادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وأضاف روبيو أنه إذا كانت نتائج الاجتماع جيدة، فسيتم اتخاذ قرارات بشأن رفع تعليق المساعدات قريبًا. وأوضح أن الولايات المتحدة تهدف إلى الحصول على فكرة عن التنازلات التي يمكن أن تقدمها كييف وما تحتاجه في المقابل، مع معرفة موقف موسكو.

ومن جانبه، عبّر الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن أمله في التوصل إلى “نتائج عملية” من محادثات جدة، مؤكدًا أن موقف بلاده سيكون “بناء بالكامل”. وقد التقى زيلينسكي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل المحادثات مع الوفد الأميركي، حيث تمت مناقشة الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب وضمان السلام الدائم في أوكرانيا.

المصدر: مواقع