على أنقاض مبانيها المدمَّرة، تواصل مدينة النبطية جنوب لبنان إحياء تراثها الرمضاني، رافعةً شعار الصمود في وجه الدمار الذي خلَّفه العدوان الإسرائيلي الأخير. ورغم الخراب الذي طال العديد من أحيائها، يصرّ أهالي المدينة على الاحتفاء بحلول شهر رمضان، في مشهد يعكس روح التحدي والحياة.
الفانوس الرمضاني الشهير، الذي اعتاد الأهالي على تشييده سنويًا مقابل سراي النبطية، أُعيد بناؤه هذا العام في موقع رمزي أكثر تأثيرًا، حيث أُقيم وسط أنقاض سوق النبطية التجاري المدمَّر. وجاءت هذه الخطوة كرسالة تحدٍّ في وجه الاحتلال، تؤكد أن الحياة تستمر رغم الدمار.
الفانوس العملاق، الذي تحيط به الأضواء والزينة الرمضانية، شكَّل نقطة جذب للأهالي الذين توافدوا لالتقاط الصور وتبادل التهاني بالشهر الفضيل، مستعيدين شيئًا من أجواء الفرح التي كانت تميّز المدينة في هذه المناسبة.
وفي سياق الجهود المبذولة لإنعاش الحركة الاقتصادية بعد العدوان، أعلنت جمعية تجار محافظة النبطية عن استعدادها لإطلاق المهرجان التجاري السنوي، في محاولة لتحريك العجلة الاقتصادية في المدينة. وسيُقام المهرجان في ساحة النبطية المدمَّرة* أمام الفانوس الرمضاني، بمشاركة عدد من التجار والفعاليات الاقتصادية، بهدف دعم المتاجر المتضررة وتشجيع الأهالي على التفاعل مع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
يؤكد أبناء النبطية أن إقامة هذه الفعاليات ليست مجرد احتفال رمضاني، بل هي رسالة صمود في وجه الاحتلال، وتأكيد على إرادة الحياة لدى أهل المدينة. كما تعكس هذه الخطوة حرص الأهالي على إعادة الحياة إلى مدينتهم، رغم الأوضاع الصعبة التي يمرون بها.
ويأمل الأهالي والتجار أن يُسهم هذا المهرجان في دعم المتاجر والمؤسسات المتضررة، وأن يكون بادرة أمل نحو استعادة النشاط التجاري والحياة الطبيعية في المدينة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.
المصدر: موقع المنار
