الخط الساخن | جهاد البناء تنجز الكشف في القرى الخلفية وتستعد للمناطق الحدودية في جبل عامل الأولى – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الخط الساخن | جهاد البناء تنجز الكشف في القرى الخلفية وتستعد للمناطق الحدودية في جبل عامل الأولى

جهاد البناء

في إطار عمليات المسح والكشف على المنازل المتضررة والمهدمة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير، تواصل مؤسسة جهاد البناء الإنمائية جهودها في القرى الجنوبية، بهدف تقييم الأضرار وصرف التعويضات للأهالي الذين خسروا منازلهم ومحالهم التجارية. لم يكن هذا العدوان مجرد استهداف عسكري، بل كان محاولة لطمس معالم الحياة في القرى الصامدة. إلا أن مشاريع إعادة الإعمار والمساعدات التي تُقدّم للأهالي تثبت أن إرادة الحياة والصمود أقوى من الدمار.

الكشف الميداني وآلية تقييم الأضرار

خلال جولته في المنطقة، أجرى فريق “الخط الساخن” عدة لقاءات مع شخصيات مسؤولة في منطقة جبل عامل الأولى وفي مؤسسة جهاد البناء الإنمائية. وقد التقى الفريق بأكرم سعد، معاون مسؤول منطقة جبل عامل الأولى، الذي أوضح أن المؤسسة أنهت أعمال الكشف على كافة المنازل المتضررة والمهدمة في القرى التي شهدت انسحاب العدو الإسرائيلي في المرحلة الأولى.

وتحدث سعد عن المراحل التي تمر بها عملية الكشف، بدءًا من المسح الميداني للمنازل والمحلات والمؤسسات المتضررة، ثم التدقيق الورقي والإلكتروني، وصولًا إلى تحديد القيمة المالية لكل ضرر، حيث يتم صرف التعويضات مباشرة لصاحب المنزل أو المؤسسة المتضررة.

صرف التعويضات عبر القرض الحسن

بعد الانتهاء من التقييم، يتم تحويل الملفات إلى مركز المالية حيث تتم متابعة عملية الصرف. وأوضح سعد أن التعويضات المالية تصرف على شكل شيكات يتم توقيعها من قبل الجهات المعنية، ثم ترسل إلى مسؤولي اللجان التكافلية في القرى، الذين يتولون تسليمها لأصحاب المنازل المتضررة.

ولتوضيح هذه الآلية، زار فريق “الخط الساخن” مؤسسة القرض الحسن، فرع مدينة صور، حيث التقى برئيس الفرع ياسر علوية، الذي أكد أن المتضررين يصرفون الشيكات من كافة فروع المؤسسة، وأنه تم تخصيص معظم الأجهزة والموظفين في الفروع لخدمة المتضررين وتسهيل معاملاتهم.

وأضاف علوية أن المؤسسة قامت حتى الآن بصرف أكثر من 30 مليون دولار للعائلات المتضررة، مشيرًا إلى أن الأموال متوفرة لضمان وصول التعويضات إلى المستحقين دون أي تأخير.

الفحص الإنشائي للمنازل المتضررة

ضمن الإجراءات التي تضمن سلامة المباني واستدامة إعادة الإعمار، زار فريق “الخط الساخن” بلدة القليلة في قضاء صور، حيث التقى بالمهندس حسين سليمان، مدير ملف الفحص الإنشائي في منطقة جبل عامل الأولى. وأوضح سليمان أن بعض المنازل المتضررة تخضع لعمليات فحص إنشائي متخصص، حيث يتم تحويلها إلى مهندسين مختصين في حال تبين وجود خلل في الأساسات أو الأعمدة أو الأسقف.

وأكد أن الملفات التي تتطلب فحصًا دقيقًا يتم تحويلها إلى مكتب بيروت، حيث تتولى شركة “أرش” الهندسية إرسال فرق متخصصة لتقييم ما إذا كان المنزل صالحًا للترميم أو بحاجة إلى هدم وإعادة بناء بالكامل. وأضاف سليمان أن أغلب الوحدات السكنية التي تم تحويلها إلى الفحص الإنشائي قد تمت معاينتها بالفعل، حيث يجري العمل على اتخاذ القرارات المناسبة لضمان سلامة السكان.

المرحلة القادمة: الكشف على القرى الحدودية

وفي حديثه عن المرحلة القادمة من عمليات المسح، أوضح المهندس هيثم زيات، المدير التنسيقي لمؤسسة جهاد البناء في منطقة جبل عامل الأولى، أن الفرق الهندسية أنهت بالفعل عمليات الكشف في القرى الخلفية، وهي الآن تطلق المسح الميداني في قرى الحافة الأمامية التي انسحب منها العدو الإسرائيلي بعد مهلة الستين يومًا.

وأشار زيت إلى وجود بعض التعديلات في آليات الكشف، وذلك بهدف تسهيل وتسريع العملية، حيث يتم العمل على تحسين التنسيق بين مختلف الجهات لضمان وصول التعويضات بشكل أسرع إلى أصحاب المنازل المتضررة.

إرادة الصمود تتفوق على الدمار

على الرغم من حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، إلا أن عمليات المسح وإعادة الإعمار تسير بوتيرة متسارعة، مدفوعة بإرادة الأهالي الصامدين، ودعم المؤسسات الفاعلة مثل جهاد البناء والقرض الحسن.

وبينما يستمر العمل لإعادة الحياة إلى القرى الجنوبية، يبقى السؤال: هل يمكن للعدو الإسرائيلي أن يطمس معالم الحياة في هذه الأرض؟ الإجابة تأتي من الجنوب نفسه، حيث يثبت المقاومون وأهالي القرى أن إرادة البناء والصمود أقوى من أي عدوان.

المصدر: موقع المنار