التنمر سلوك عدواني متكرر يهدف إلى الإضرار بشخص آخر عمداً، سواء كان ذلك جسدياً أو نفسياً، فيتخذ المتنمر تصرفاً فردياً بطرق معينة لاكتساب قوة وسيطرة على شخص آخر.
تتضمن التصرفات التي تعد تنمراً، التنابز بالألقاب، والإساءات اللفظية أو المكتوبة، والاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، والإساءة الجسدية، أو الإكراه، ويتصور المتنمر أن التصرف بهذه الطريقة سوف يجعله قوياً أو محبوباً. .
هناك العديد من الأسباب، من ضمنها:
– أن يكون الشخص مصاباً بالنرجسية، أو جنون العظمة، مع وجود ميول للهيمنة والسيطرة.
– أو من أجل لفت الانتباه، ربما يتنمر بدافع الغيرة.
– وقد يكون المتنمر تعرض أو يتعرض لمثل هذه الأفعال من جانب الآباء .
– الإجهاد المزمن والانتحار من النتائج المحتملة للتنمر
يسبب التعرض المتكرر للتنمر الإصابة بأمراض إجهاد مزمنة، تؤدي أحياناً إلى الانتحار، وفي أغلب الحالات، تعيش “الضحية” بإعاقة نفسية وسلوكية طوال حياتها، مع انعدام الثقة بالنفس والإحساس الدائم بالإحباط الشديد، والذي يكون نتيجة للشعور بالوحدة والاكتئاب وأمراض القلق، لكن يقل التأثير في حالة التصدي للتنمر، ومن المتحتمل أن يؤدي التنمر إلى عدد من الأمراض النفسية والانتحار
وقد يكون التنمر مادياً، بضرب الضحية أو سرقتها، أو لفظياً، عن طريق السب و السخرية، أو خفياً، بإطلاق نظرات دونية وتعمّد إحراج “الضحية”، أو استبعادها من المجموعة.
وفي بعض الأحيان يكون التنمر من خلال الإنترنت، إذ يستخدم المتنمر وسائل التكنولوجيا لتحقيق أهداف فيها ترهيب أو إيذاء نفسي أو تهديد.
يتعرض بعض الأطفال في المدارس للتنمر من طرف نظرتئهم الأكثر قوةً وسلطةً، وغالباً يذهب ضحيته الأطفال الأضعف والأكثر حساسية، ويتمادى الأمر أحياناً بإيذاء الأطفال لوجود عيب في مظهرهم أو طريقة كلامهم، أو حتى عند وجود إعاقة جسدية لديهم.
قد يتخلى هؤلاء الأطفال عن هذا السلوك غير الناضج فيما بعد، لكن هذا لا يحدث؛ فغالباً ينضجون ليصبحوا متنمرين في الكبر أيضاً.
التنمر مع البالغين شيء نراه دائماً، لكن قد لا نلتفت إليه، فالمتنمّر يحاول تعويض نقص عنده، وتحدث أغلب الحالات في أماكن العمل، سواء بالإساءة اللفظية أو التهديد من جهة عليا لها سلطة، تؤدي إلى أن يتنمر شخص على آخر يعتبره أضعف منه.
أحد مظاهر تنمر البالغين، التجاهل أحياناً أو الاستبعاد أحياناً أخرى، وعدم احترام الوقت، فيقوم بالتأخر عن المقابلات، أو تأخيرك وتقديم آخرين عنك، أو يقوم بالتقليل من مجهودك، أو إفساد أفكارك، أو نسبها لنفسه وإنكار استحقاقك للتقدير، وقد يتعمد إحراجك أمام الناس، وعمل مقالب وإصدار شائعات .
نرى أيضاً في حياتنا اليومية التنمر الخفي، والذي يأخذ شكلاً اجتماعياً -غالباً ما تقع في فخه الطبقة المتوسطة في مجتمعاتنا العربية- فيُلزم أفراد المجتمع ببعض السلوكيات التي قد تكون اختيارية، مثل المسكن والملبس والمظهر، ويشمل أطفالهم، فيفرض طرقاً لتربيتهم وتعليمهم.
فرض ذلك الشكل على باقي المجموعة ليصبح من السهل تصنيفهم إلى طبقة عليا أو طبقة دنيا، وفي حال نقص أحد العوامل المقوّمة للشكل المطلوب، تُستَبعد فوراً من كونك صِهراً أو صديقاً، وأحياناً تُمنع من العمل في الشركات الراقية، مهما كانت مقومات نجاحك!
يكون التغلب على المتنمرين، أولاً بالتدريب وإدراك أن المتنمر أضعف مما يبدو، فعموماً يجب تجاهل ما يتغذى عليه كبرياؤه، وهو إثبات أنه الأقوى.
افصل نفسك عن المتنمر، فابتعد عن طريقه وتجنَّبْه إذا كان هذا ممكناً.
لا تلعب دور الضحية، فالمتنمر اختارك لظنه أنك أضعف منه، بسبب بعض الصفات الظاهرة التي يظهر معها قلة ثقتك بنفسك، فإذا ظهرتَ بشكل قوي أمام هذا المتنمر؛ فستفسد خطته وتتغلب على نظرته الدونية لك.
اتخِذ موقفاً وأظهِر أنك لا تخاف، ربما لن تعمل هذه الحيلة فوراً؛ لكن تكرار هذا السلوك وإظهار ثقتك بنفسك وهدوئك سيجعلان المتنمر يصرف النظر عنك كضحية.
استخدِم حس الفكاهة في مقاومة التنمر، فإذا حاول مديرك مثلاً إحراجك أمام الناس، فلا تظهر تأثرك أو غضبك؛ لأن هذا هو رد الفعل الذي يريده منك، وسترى النتيجة مع تكرار دفع هذا السلوك بإظهار ثقتك بنفسك.
إذا تعرضت لإيذاء جسدي أو جنسي في العمل، فتحدَّث لأحد تثق به أولاً؛ لتتمكنا من وضع خطة للتصعيد.
المصدر: هافينغتون بوست