منذ أسبوع والإحتلال الإسرائيلي يشن حرباً عدوانية على مدن الضفة الغربية. حرباً أسماها “مخيمات الصيف”، لكن لم يعلم ان لهيبها سيرتد عليه مع تصدي المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها لهذا العدوان وتكبيد الإحتلال الخسائر البشرية. سنتوقف اليوم عند اقتحام الإحتلال لمدينة جنين ومخيمها، مع دخول آلياته العسكرية الى شوارعها وتجريف شبكات الصرف الصحي وقطع كوابل الكهرباء والهاتف، وحصار المدينة لأكثر من 5 ايام. عشرات المعتقلين والجرحى و17 شهيداً، حصيلة العدوان على هذه المنطقة، مقابل تكبده خسائر في جنوده اثر نجاح المقاومة هناك في استدراجه والإيقاع بجنوده عبر نصب الكمائن. سنستذكر اليوم هذا المخيم، ونسترجع عملية “السور الواقي” عام 2002 التي هزمت الإحتلال في “جنين” واليوم يتكرر السيناريو نفسه مع فارق تطور عمليات المقاومة في مساحة لا تتعدى الكيلومتر الواحد.
الاعلامية زينب حاوي:
تاريخية المخيم:
عودة الى التوثيق، الى عام تقريباً، مع بث “الجزيرة” شريطاً يوثق تاريخية هذا المخيم ومركزية عمله المقاوم وايلاء الإحتلال له أهمية قصوى. في الشريط استذكار لعملية “السور الواقي” عام 2002 واجتياح المخيم، ومقتل 50 جندياً اسرائيلياً ، واطلالة على التآزر الذي تظهره فصائل المقاومة هناك على اختلاف انتماءتها
جغرافيا “جنين” مأزق الإحتلال:
المساحة الضيقة لمدينة “جنين” ومخيمها لا شك بأنها تشكل عائقاُ امام جنود الإحتلال، فاتبع في السنوات الماضية اقتحام المنازل والتنقل عبر جدرانها اي كسر فجوات داخلها خوفاً من الإستهداف. وحتى اليوم مع سماح وزارة الحرب باستخدام المقاتلات الإسرائيلية جوا فإن هذا السلاح أيضاً غير مجد نظراً لضيق المسافة وامكانية استهداف جنود اسرائيليين ب”نيران صديقة”. سنضيء على هذه النقطة في تقرير أيضاً لشبكة “الجزيرة” بث في بداية الشهر الحالي تحت عنوان :”الإحتلال يعمد السير عبر الجدران خوفاً من المقاومة في مخيم جنين”.
حضور الإعلام:
بخلاف غزة الواقعة تحت الرقابة العسكرية والتي تستبعد فيها عدسات الإعلام عن الفظائع التي يرتكبها الإحتلال هناك، فإن مدن الضفة تعتبر مساحة مفتوحة للإعلام لتوثيق ما يحصل هناك من عدوان موصوف. في “جنين” التي جرفت شوارعها وعاث فيها الإحتلال خراباً حضرت عدسات الإعلام لتوثيق هذه الإنتهاكات. فانقسم المشهد بين وسائل إعلامية مصاحبة للإحتلال في آلياته العسكرية وبالتالي تحمل السردية الإسرائيلية وبين وسائل إعلام عربية حضرت الى شوارع “جنين” لمعاينة ما اقترفه الإحتلال من حصار للمدينة وتخريب بناها التحتية. سنشاهد معاً لقطات من تقرير cnn الأميركية التي نزل مراسلها من الآلية العسكرية الصهيونية وسار خلف الجنود الإسرائيليين في اقتحامهم للمدينة.
توازياً حضرت وسائل إعلام عربية للتغطية الميدانية ،سنشاهد جزئية من تغطية “العربية” في “جنين” ومعاينتها للدمار الذي خلفه الإحتلال.
كمين “حارة الدمج”:
يطلق على مخيم “جنين” “عش الدبابير” وهو المخيم الذي عجّز الإحتلال في السنوات الماضية، واليوم تلقى فيه ضربات قاصمة تمثلت بكمين “حارة الدمج” الذي استدرج اليه الإحتلال في احياء “جنين” واوقع افراده بين قتيل وجريح وأمطروا فيما بعد برصاص المقاومين عن مسافة صفر، وهو الذي يخاف القتال وجهاً لوجه.
المصدر: موقع المنار