شبحُ يومِ الاربعينَ ما زالَ يسيطرُ على المحتلين..
كصمتِ اهلِ القبورِ حالُ قادتِهم من جيشٍ وسياسيين .. واِن اَطبقوا على الاعلامِ لمنعِه من تمريرِ ايِّ خبرٍ او مشهدٍ عن واقعةِ “غَلِيلُوت”، فانَ وصولَ مُسيّراتِ المقاومةِ الى القاعدةِ الواقعةِ في ضاحيةِ تل ابيب الشماليةِ رداً على اغتيالِ القائدِ الجهاديِّ الكبير السيد فؤاد شكر في ضاحيةِ بيروتَ الجنوبية، قد استسلمَ لهُ كبارُ الخبراءِ والمحللين.
فحزبُ الله نجحَ باطلاقِ الصواريخِ والمسيراتِ واصابةِ الاهداف، كما أكدَ المحللُ العسكريُ يوسي يهوشوع، وهي اهدافٌ استراتيجيةٌ مهمةٌ كما قال، وجعلَ حكمَ تل ابيب كحكمِ المطلة وكريات شمونة. وفَشِل الجيش بتغييرِ المعادلةِ او تخطِّي الخطوطِ الحمر، وبقيَ السيدُ نصر الله ممسكاً بالورقةِ الاقوى بحسَبِ محللِ الشؤونِ العربيةِ تسفيكا يحزكالي ..
فحِسبةُ بنيامين نتنياهو لم تَنجح، وعمليةُ حمايةِ تل ابيب كما يُسمُّونَها قد أصابت مستوطني الشمالِ المتروكينَ كما يقولونَ كالبطِّ في مرمى نيرانِ حزبِ الله. امّا دخانُ الكَذِبِ الذي أطلقَهُ نتنياهو وحكومتُه وحديثُهم عن ضربةٍ استباقيةٍ بالامسِ عَطَّلتها ضربةَ حزبِ الله فلم يَستطِع ان يُشوِّشَ بها على الصورةِ الواضحةِ لدى نُخَبِهِ ومستوطنيه، من انَ الحزبَ نجحَ بعمليتِه واستعادَ فرضَ المعادلة ..
في عمومِ المشهدِ ما يفرضُ اعادةَ القراءةِ الصهيونيةِ لواقعِ حالِ كيانِهم، وهو المصابُ رغمَ كلِّ الاساطيلِ الاميركيةِ والاوروبيةِ الموجودةِ لحمايتِه، بل اِنَ حربَ الابادةِ التي يَشنُها على غزةَ منذُ ثلاثِمئةٍ وعشرينَ يوماً تخاضُ بدعمٍ وخِبراتٍ وترسانةٍ اميركيةٍ قِوامُها جسرٌ جويٌّ وبحري – بل شريانُ دعمٍ يومي – اوصلَ خمسَمئةِ طائرة ، ومئةً وسبعَ سفن، نقلت خمسينَ الفَ طُنٍّ من السلاحِ الاميركي الى الجيشِ العبري ، اي ما يقاربُ شُحنتينِ من السلاحِ الاميركي يوميا. ويأتي اليومَ من يقولُ اِنَ واشنطن هذه وسيطٌ لوقفِ الحربِ على غزة..
وفي زمنِ الحربِ خسرَ لبنانُ صوتَ الضمير، ودالًا بالعملِ والتفاني على طريق الوطنِ المستقيم.. رحلَ رجلُ الدولةِ المُقاومِ، الحالمِ بتحريرِ فلسطين. انه الرئيس سليم الحص الذي شَيَّعَه لبنان اليوم الى مثواه الاخير..
المصدر: قناة المنار