غزة | خمسون يوماً بلا مساعدات… وجولة تفاوضية جديدة مرتقبة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

غزة | خمسون يوماً بلا مساعدات… وجولة تفاوضية جديدة مرتقبة

طفلتان تحملان أغراضهما في رحلة نزوح جديدة في قطاع غزة

في وقت يواصل فيه العدو الاسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم السادس والثلاثين، ووسط أصوات أممية تحذر من تفاقم الأزمات على كافة المستويات مع مرور خمسين يوماً على  فرض العدو حصاراً ظالماً حال دون دخول أي مساعدات، يُتوقع أن تنطلق جولة مفاوضات جديدة خلال اليومين المقبلين في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وكيان الاحتلال. كما من المتوقع أن يصل وفد من الحركة إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار، وفق وكالة “معاً” الفلسطينية.

لكن عودة الجولات التفاوضية لا تعني انفراجة حقيقية في سياق وقف حقيقي للعدوان، وذلك في ظل تعنت سلطات العدو وعدم اكتراثه حتى بأسراه، إذ أعلن وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، رفضه المطالب المتزايدة في الكيان للتوصّل إلى اتفاق، معتبرًا أن “القضاء على حماس هو الهدف الأهم، وأن إعادة الأسرى ليس أولوية قصوى”. يأتي ذلك في وقت كشفت فيه هيئة البث الإسرائيلية أنّ “مفاوضات الصفقة ما زالت عالقة”.

يُذكر أن تصريحات سموتريتش تعكس الاتساع المتزايد في الفجوة بين مواقع القرار في الكيان وجزء لا بأس به من الرأي العام، إضافة إلى الشرخ بين القيادة العسكرية وأفرادها، حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن ضباط أن “نحو 60% فقط من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة بغزة الآن بسبب الصعوبات والإرهاق”. في حين قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية إن “لواء غولاني فقد 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب، وأصيب آلاف من مقاتليه”، مشيرة إلى رصد “حالة الإرهاق في صفوف الجنود النظاميين الذين يتحملون عبئاً وضغطاً كبيرين”.

أزمات متفاقمة

وفي التفاصيل، أعلنت الأمم المتحدة أنّ النظام الصحي في قطاع غزة “بات على وشك الانهيار”، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف المناطق في القطاع. وأشارت الوكالة الأممية إلى أنّ إسرائيل تمنع دخول كافة أنواع المساعدات إلى قطاع غزة منذ 50 يوماً، لافتةً إلى أنّ تأثير ذلك على سكان القطاع “خطير جداً”.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمرٍ صحافي مساء أمس، أنّ «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكّد بأنّه منذ 50 يوماً، لم يتم إدخال أي طعام أو وقود أو دواء أو أي مواد أساسية أخرى إلى غزة».

وأضاف أنّ “مخزونات الغذاء انخفضت بشكلٍ خطير خلال هذه الفترة، وأنّ الأدوية والإمدادات الطبية واللقاحات على وشك النفاد»، مشيراً إلى أنّ «الأطفال والبالغين يعانون الجوع، وأنّ النظام الصحي في القطاع بات على وشك الانهيار”. وأفاد دوجاريك بأنّ “مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا، والهجمات الإسرائيلية على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحية زادت مرّة أخرى”.

كذلك، أعلنت “الأونروا” أن “مليوني شخص يعاقبون جماعياً بغزة”. وقال المفوض العام للأونروا إن “المساعدات الإنسانية تستخدم أداةً للمساومة وسلاح حرب في القطاع”، مشيراً إلى أنه “يجب رفع الحصار وإيصال الإمدادات وإطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار”.

بدورها، لفتت وزارة الصحة بغزة إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى القطاع لليوم الأربعين”، وأن “600 ألف طفل يتهدّدهم خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات ما لم يتم إدخال التطعيمات للقطاع”.

وفي ظل هذه الأزمات المتفاقمة، دعت وزارة الداخلية بغزة المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف حملاته الخبيثة الساعية لتهجير الفلسطينيين، داعية إلى “فتح معبر رفح وتمكين الفلسطينيين من السفر خاصة الجرحى والمرضى وإدخال المساعدات”.

هذا وثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعوة مؤسسات وقيادات إسلامية لجعل السبت المقبل يوماً لإضراب شامل حول العالم إدانة لحرب الإبادة في غزة، داعية إلى مواصلة الحراك العالمي التضامني وتصعيده في كل المدن والعواصم والساحات حول العالم. كما دعت الحركة لاستمرار المسيرات والإضرابات والاعتصامات وحصار السفارات الصهيونية والأميركية حتى يتوقف العدوان.

تطورات العدوان

 يواصل العدو الصهيوني استهداف القطاع، إذ أعلن مدير الإمداد في الدفاع المدني عن سقوط 25 شهيداً في الغارات منذ فجر اليوم. وقال إن “الاحتلال يدمر وسائل ومقدرات العمل الإنساني في القطاع”.

هذا وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إنّ “الاحتلال شنّ عدّة غارات جوية عنيفة فجر اليوم الثلاثاء على مدينة غزة وبيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس، ممّا أدّى لاستشهاد 7 مواطنين مدنيين”.

وأوضح بصل، في حديثٍ لوكالة “فرانس برس”، أنّ “أربعة شهداء سقطوا جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة بكر في حيّ الرمال غربي مدينة غزة، بينما سقط شهيدان إثر استهداف من الطيران الحربي لمنزل في منطقة الصبرة غربي غزة”. وأضاف أنّ “شهيداً سقط باستهداف منزل في خان يونس”.

ولفت المتحدّث إلى أنّ جيش الاحتلال “نسف أكثر من عشرة منازل شرقي مدينة غزة وفي رفح، بينما أسفرت غارة جوية عن إحراق وتدمير جرافات ومعدات تابعة لبلدية جباليا في شمال القطاع”.

كما طال قصف مدفعي إسرائيلي أحياء الدرج والتفاح والشجاعية في مدينة غزة، وفق المصدر نفسه. واستشهد مواطن  وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.

وارتقى شهداء وأصيب آخرون إثر قصف الاحتلال خيمة في حي ابو دقة خلف مسجد التقوى شرق دوار بني سهيلا شرقي خانيونس. ووصل شهيدان إلى مستشفى الأوروبي بخانيونس جراء قصف إسرائيلي شرق رفح جنوب قطاع غزة. كما ارتقى 3 شهداء جراء استهداف تجمع في بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقصفت مدفعية الاحتلال بعنف منطقة قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس.

وارتقى 5 شهداء ومصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة بكر غربي مدينة غزة. هذا وارتقى ايضاً 5 شهداء وأصيب آخرون بقصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في تل الزعتر شمال شرقي مخيّم جباليا.

 

المصدر: مواقع