من بين الحرب وركام المنازل المدمرة والمساجد التي أحرقت والمدارس التي هدمت، تحدث الجريح الفلسطيني والناشط اسلام عسيلة، عن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، وشدد على محورية القرآن الكريم والإسلام في هذا الصراع.
وأكد عسيلة أنه ورغم كل المجازر التي يقوم بها الجيش الصهيوني، ورغم القتل والجراح ومعاناة الأسر، فإن شعب فلسطين يقول “الحمد لله”. وشدد عسيلة على أن هذا العدو يستفز بممارساته الأمة الإسلامية، ويتحداها بحرقه للمصاحف وتدنيس المساجد وتدميرها.
وقال خلال مقابلة مع موقع المنار، على هامش مشاركته في مؤتمر نداء الأقصى في كربلاء المقدسة، إن ما يجري في قطاع غزة ليس حرباً على الانسانية فحسب، بل هي حرب على الإسلام، والعدو يقول للمسلمين نحن ندمر مساجدكم ونقتل مسلميكم فأين أنتم.
وأضاف عسيلة أن شعب غزة هو من يدعو للشعوب العربية والإسلامية بالهداية، حيث أن هناك 57 دولة إسلامية وعربية تمتلك من السلاح ومن المال والجيوش والإقتصاد ما تملك، لكن لم تحرك فيهم تمزيق المصاحف وتهديم المساجد وتقطيع اجساد الأطفال وقتل الأمهات في الشارع.
وقال عسيلة “نشكر الله اننا من اهل غزة واننا ولدنا وعشنا في غزة ونشكر الله اننا من ارض الاسراء والمعراج، ونحن أعزاء وكرماء ونشكر الله اننا لم نترك السلاح ولو لحظة واحدة ولن نركع”، وشدد على ان المحتل سيخرج اليوم أو غداً بإذن الله.
وشدد اسلام عسيلة على ان الاحتلال وعلى مدار 75 عاماً كان يهدف من خلال المفاوضات إلى كسب الوقت لاحتلال كامل فلسطين، وأسف لأن السياسيين الفلسطينيين لم يدركوا هذا، وأرادوا أن لا يفهموا ذلك، مؤكداً أن الاحتلال لا يأتي بالسياسة، بل بالمقاومة والسلاح.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني لم يستفد شيئاً من السياسة على مدى 75 عاماً، بل أن الاحتلال استولى على الكثير من الأراضي في الـ 48 وتم احتلال مدينة القدس والكثير من أراضي الضفة الغربية، ولحتى 2005 كان الاحتلال موجودا في قطاع غزة. وتساءل ماذا استرجعنا من اراضينا بالسياسة؟
وأكد عسيلة على ان الاحتلال يريد احتلال كل فلسطين ولبنان وسوريا ومصر حتى يريد الاسكندورنة والاحتلال عقليته هكذا. وأكد أن الاحتلال يريد تهجير الفلسطينيين وبالتقسيط، والأمة تعرف ذلك ولكنها لا تقول الحقيقة، وشدد على ان الاحتلال يريد أيضاً هدم المسجد الأقصى.
ولفت عيسلة إلى ان اخواتنا كانت تضرب داخل باحات المسجد الأقصى والعالم لم يتحرك، مؤكداً أن المجازر هي من عادات الاحتلال، وأنه لا يشبع من دم المسلمين، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية هي مركز الصراع بين تمام الحق وتمام الباطل.
وشدد عسيلة على أنه لم يعد لأهالي قطاع غزة ما يخسرونه في هذه الحرب، وبالتالي فيجب على هذه الحرب ان تنتهي بانتصار وأن يكون شعب فلسطين مرفوع الرأس، وأيضاً باتفاقية ترفع رأس المسلمين.
وأكد عسيلة أن أمريكا ودول الغرب لم تستطع اجبار المقاومة على التوقيع، وهذا نصر عزيز، وشدد على أن شعب غزة عاش كريماً وسيموت كريماً.
ووجه رسالة إلى المقاومة، بأن شعب فلسطين معها وخلفها كما كانت هي خلفه، مؤكداً أن على العالم أن يدرك أن المقاومة بخير وسوف تعد العدة لما بعد الحرب لمعركة التحرير الكبرى.
وفي جانب آخر من المقابلة، تحدث عسيلة عن اصابات عدة تعرض لها وكانت خطيرة خلال الحروب العديدة التي شنها العدو على قطاع غزة، وقال إنه ينتظر دوره في الشهادة، وهذه أكبر كرامة بالنسبة إليه.
وتحدث أن المصابين في غزة يعانون كثيراً بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ اكثر من 17 عاماً خصوصاً ان المستفيات لم يدخل إليها العلاج بالشكل الكافي، وليس لديها الطاقة لتعمل، وكانت تعاني من نقص بالأطباء، وأشار إلى معاناة آلاف المصابين في القطاع بسبب اغلاق معبر رفح واحتلاله. وقال إن العام ينظر إلى أهل قطاع غزة وكأنهم ليسوا من البشر ولا شعور لديهم.
واختتم قبل أيام مؤتمر “نداء الأقصى” في كربلاء المقدسة، حيث أكد على الدعم المطلق للشعب الفلسطيني في مقاومته وكفاحه من أجل تحرير كامل أرضه واستعادة حقوقه.
كما شدد البيان الختامي على التضامن مع أهالي غزة الصامدين في وجه الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الغاصب منذ عشرة أشهر، ومن ورائه كل الأنظمة الاستكبارية التي تمده بأسلحة الدمار وتسانده سياسياً وإعلامياً واقتصادياً.
المصدر: موقع المنار