شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنّ “مواجهتنا مع العدو الصهيوني متواصلة ولن تتوقف إلى حين تحقيق أهدافها”.
وخلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب (ع) في حارة حريك، اعتبر الشيخ دعموش أنّ “جرائم الاغتيال التي قام بها العدو في بيروت وطهران هي عمل متهوّر وخطير لن يمر من دون عقاب، وكل الرسائل والاتصالات والوساطات التي يدفع بها العدو لاحتواءِ الموقفِ، لن تثني المقاومة عن القيام بحقها في رد مؤلم ورادع، يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها باغتياله للقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في الضاحية”، مؤكدًا أنّ “المقاومة مصممة على الرد حتمًا على هذه الجريمة، ولن تسمح لنتياهو أن يحدد قواعد الاشتباك أو أن يتحكم بمسار التصعيد في هذه المعركة”.
وقال إنّ “تأخر الرد جعل الكيان الصهيوني كله بمستوطنيه ومسؤوليه في حالة خوف وهلع، ودفع بمسؤول سياسي “إسرائيلي” إلى القول بأن ما تفعله إيران وحزب الله في هذه الأيام هو ضربة نفسية خطيرة لـ”إسرائيل”، وأنه يفكر في تناول الحبوب المهدئة أو المنومة”.
وأضاف الشيخ دعموش “نقول لهذا المسؤول ولكل الصهاينة، عليكم أن تزدادوا قلقًا وخوفًا ورعبًا وتوترًا، لأن حتمية الرد لا عودة عنها، وكل التهديدات “الإسرائيلية” للبنان ومحاولات تحريض اللبنانيين ضد المقاومة لن تنفع، ولن تنال من التفاف اللبنانيين حول المقاومة، ولن تدفع المقاومة للتراجع عن قرارها بالرد على جرائم العدو”.
ورأى أنّ “العدو بجرائمه في غزة ولبنان واليمن وطهران هو الذي يجر النار إلى المنطقة، ومن يريد إحتواء الموقف، عليه أن يضغط على العدوّ “الإسرائيلي” كي يوقف عدوانه على غزة، فهو المدخل الوحيد للحل، وكل الطروحات الأخرى لن تنفع ولن توصل إلى نتيجة”.
نص الخطبة
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ الحج: 15.
يقول بعض المفسرين ان هذه الآية نزلت فيمن أساء الظن بالله وخاف ألا يرزقه، وألا ينصره.
وهي توحي بان على الانسان ان يثق بالله، وان لا يسيء الظنبه بل ان يحسن الظن به دائما، فان الثقة بالله وحسن الظن به هما السلاح الأمثل لمواجهة المخاطر والتحديات وضغوط الحياة..
الثقة بالله تعني : اليقين الراسخ بأن الله لا يتخلى عن عباده المؤمنين الصادقين ،وانه لا يخلف وعده، وأنه على كل شيء قدير .
الثقة بالله تعني الإيمان الصادق بكل ما أخبر الله به سبحانه، وأن ما قدره سوف يكون.
الثقة بالله تعني ان نشعر بان الله معنا وان هناك قوة غيبية تتلطف بنا وتأخذ بايدينا نحو التوفيق والتسديد والنجاح والنصر.
الثقة باللّه تؤدي إلى الشعور بالطمأنينة، لانه كلما شعرنا بأن الله موجود يرعانا ويتلطف بنا ويسدد خطواتنا، سوف نطرد القلق والخوف والاضطراب من حياتنا ونشعر بالاطمئنان ، ولكن بشرط أن نكون مؤمنين حقيقيين وصادقين، وان نحُسن الظن بالله، وان نسعى ونعمل ونبذل ما في وسعنا من قدرات وامكانات ومقدرات لدفع المخاطر والتحديات ومكائد العدو، ثم نتوكل على الله ونفوض أمرنا لله ، يعني ان نعتمد على الله بعد العمل، لا أن نتكل على الله من غير عمل.
الاعتقاد بوحدانية الله وبأن الأمور كلها بيد الله ومستندة إلى الله ، وليس لغيرالله اي تأثير فيها، يُؤدِّي بالانسان المؤمن إلى أنْ يَرىَ كلَّ شيءٍ بعينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وان كل ما يصيب الانسان وكل ما يحصل عليه الانسان في الدنيا وفي الاخرة هو بتقديرٍ من الله سبحانه وتعالى.
الدنيا محفوفةً بالبلاءاتِ والمصاعبِ والمتاعبِ والتحديات والمخاطر، والإنسان عادة يخاف ويقلق ويحذر من تداعيات المخاطر التي يواجهها، لكن الانسان المؤمنَ يحملُ صفةً تجعلُهُ يتغلَّبُ على كلِّ خوفٍ وقلق وشعور بالتوتر والاضطراب وهي حسن الظنِّ بالله سبحانه وتعالى.
الانسان المؤمن يدرك ويتذكر بأن الله سبحانه خلقه بعد أن لم يكن موجودا، وأوجده من العدم، وهيأ له كل ما يحتاج إليه، وهو أرأف بعباده من الوالدة بولدها، وقد ضمن النجاح والنصر لمن توكل عليه، فيستحيل على الله ان يتركه و يتخلى عنه، او أن لا يعينه وينصره في المواجهة التي تكون في سبيله، او ان لا يوصل إليه ما يحتاجه، او ان لا يدفع عنه العدوان والارهاب وما يؤذيه، لان الله منزه عن العجز والنقص وخلف الوعد والسهو
على الانسان أن يتأمل ايضا في عجائب صنع الله بعباده في امور كثيرة، مثلا ان يتأمل في كيفية حصول البعض على الرزق والسعة والمال والجاه مع انه لا يملك اسباب الحصول على مال كثير او جاه ومكانة اجتماعية، يتأمل في كيفية دفع البلاء والأسواء عن الناس، يتأمل كيف ان الله اذل الطغاة والمستكبرين كفرعون وقارون وغيرهما بعد ان كانا في منتهى القوة والعلو، يفكر كم انسان ليس لديه مال او خبرة او مهنة وقد رزقه الله بسهولة، وكم من صاحب مال وثروة ذهبت ثروته وماله وصار محتاجا، وكم من صاحب قوة وسلطة ووامكانات صار عاجزا وذليلا، بلا سبب ظاهر، وكم من ذليل عاجز صار قويا ومقتدرا، من تأمل في مثل هذه الامور، يعلم أن الأمور بيد الله، فهو مصدر كل هذه الاشياء، وعلى الانسان ان يعتمد على الله وان يثق به ويحسن ظنه به حتى يوفقه ويسدده .
حُسنِ الظنِّ بالله هو باب من أبوابِ الوصولِ إلى الخيرات ودفع الشرور وما هو اسوء واعظم.
يحكى عن رجل مسن خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول : ما حجبه الله عنا كان أعظم .!!
وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل،
فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا .
فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فقام الأبن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم .
فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟
وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال دمرها بالكامل وأبادها بمن فيها.
فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك..
يجب ان يكون هذا منهاج حياتنا اليومية لكي نطمئن ونبتعد عن الخوف والقلق والتوتر.
ولنحسن دائما الظن بالله سبحانه وتعالى، ولنتوكّل عليه في كل امورنا، ونكون على يقين كامل بأن الله هو أحكم الحاكمين وهو أرحم الراحمين والرؤوف بعباده.
الإنسانَ إذا كان يَتوقّعُ الخيرَ دائماً من عند اللهِ عزَّ وجلَّ فإنّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يُعطيه ذلك، فعن الإمام الرضا عليه السلام: “أحسِنِ الظنَّ باللهِ”، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول : “أنا عندَ ظنِّ عبديَ المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً”.
الثقة بالله وحسن الظن به يجب ان يكونا جزءا من ثقافة الإنسانِ الفرد وأيضاً جزءا من ثقافة المجتمع والأمّةِ كلِّها ، وهذا يعني أنّه في المفاصلِ التي تُشكِّلُ أحداثاً مصيريّةً ترتبطُ بالمؤمنين فان على المؤمنين أن يكونوا عند حسنِ ظنِّهم بالله عزَّ وجلَّ، وأن لا يكونَ أملُهُم في شيءٍ إلا في العطاءِ الإلهيِّ انطلاقاً من مفهومِ التوحيدِ الحقيقيِّ وأنّ الأمورَ كلَّها بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وهكذا يتوجّه المؤمنون دائماً إلى ايمانهم ويَقينِهم بالحكمةِ الإلهيّةِ في كلِّ ما يُقدِّره لهم، سواء كانوا يرونه خيراً أو لا، ولذا مهما اشتدّت المصاعبُ واحتشد الأعداءُ في مواجهتهم فإنّ ذلك لا يُثنيهِم عن الإقدامِ على القيامِ بوظائِفِهم بل يَشتدُّ عَزمُهم وإرادتُهم لما يرونْه من الثقةِ باللهِ عزَّ وجلَّ.
وإذا أعطاهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ نصراً وعزاً وكرامةً، فذلك لما لديهم من ثباتٍ وصمود وصبر ومن حُسنِ ظنٍّ، لأنّ ذلك يدفعُهُم للعمل والجدِّ والمثابرة على توفير أسباب النصر.
من صور الثقة بالله والتوكل عليه وحسن الظن ب،ه أولئك (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
وايضا نجد اعلى درجات التوكل على الله والثقة بالله في عاشوراء، حيث نرى الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء وفي تلك اللحظات الحرجة وقد حاصره الاعداء من كل حدب وصوب واحاطوا به من كل جانب ، نجده يعبر عن عامل الثقة بالله ودوره في الهزيمة والنصر في جميع مجالات الحياة، ويقف ويدعو الله ويقول في دعائه كما يروي الامام زين العابدين عليه السلام :(اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ . كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ . فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي كُلِّ رَغْبَةٍ ) .
ولذلك طالما ان الانسان يتسلح بسلاح الايمان والثقة بالله وحسن الظن به فلا ينبغي أنْ يخاف من عدوٍّ او يقلق او يضطرب ويتوتر من الاحداث الجارية ، يقولُ الإمامُ الخامنئي دام ظله: “في معركة الاحزاب بعض المسلمين شعرَ بالخوفِ من قوّةِ العدوِّ بينما البعضَ الآخرَ صَمَدَ أمامَ العدوِّ لحُسنِ ظنِّه بالوعدِ الإلهيِّ بالنصر، اليومَ أيضاً فإنّ البعضَ يَشعرُ بالخوفِ أمام هيمنةِ وقوّةِ أميركا العسكريّةِ والدبلوماسيّةِ والإعلاميّةِ والاقتصادية وايضا امام اسرائيل ويعتقدون بأنّه لا يُمكنُ الصمودُ أمامَ أميركا واسرائيل في حين أنّ الوعدَ الإلهيَّ المحتوم هو أنّه «ليُنصرنّ الله من يَنصُره»”.
ويضيف: “إنّ نتيجةَ حسنِ الظنِّ بالوعدِ الإلهيِّ هي الصمودُ والتقدّمُ إلى الأمام، في حين إن نتيجةَ سوءِ الظنِّ باللهِ هي الاستسلامُ أمامَ العدوِّ”.
والمؤمنون لا يمكن ان يستسلموا امام العدواو يتراجعوا وينكفؤا، بل يقاتلونه حتى تحقيق الاهداف، كما يقول تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).
واليوم قتالنا ومواجهتنا مع العدو الصهيوني متواصلة ولن تتوقف الى حين تحقيق اهدافها.
وجرائم الاغتيال التي قام بها العدو في بيروت وطهران هي عمل متهور وخطير لن يمر من دون عقاب، وكل الرسائل والاتصالات والوساطات التي يدفع بها العدو لاحتواءِ الموقفِ، لن تثني المقاومة عن القيام بحقها في رد مؤلم ورادع، يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها باغتياله للقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في الضاحية ، فالمقاومة مصممة على الرد حتما على هذه الجريمة ولن تسمح لنتياهو ان يحدد قواعد الاشتباك او ان يتحكم بمسار التصعيد في هذه المعركة.
اليوم تأخر الرد جعل الكيان الصهيوني كله بمستوطنيه ومسؤوليه في حالة خوف وهلع، ودفع بمسؤول سياسي اسرائيلي إلى القول بان ما تفعله ايران وحزب الله في هذه الايام هو ضربة نفسية خطيرة لاسرائيل وانا أفكر في تناول الحبوب المهدئة او المنومة.
ونحن نقول لهذا المسؤول ولكل الصهاينة عليكم ان تزدادوا قلقًا وخوفا ورعبا وتوترا لان حتمية الرد لا عودة عنها، وكل التهديدات الاسرائيلية للبنان ومحاولات تحريض اللبنانيين ضد المقاومة لن تنفع ولن تنال من التفاف اللبنانيين حول المقاومة ولن تدفع المقاومة للتراجع عن قرار ها بالرد على جرا ئم العدو.
العدو بجرائمه في غزة ولبنان واليمن وطهران هو الذي يجر النارالى كل المنطقة ومن يريد إحتواء الموقف، عليه أن يضغط على العدوّ الإسرائيلي كي يوقف عدوانه على غزة، فهو المدخل الوحيد للحل، وكل الطروحات الاخرى لن تنفع ولن توصل إلى نتيجة.
المصدر: بريد الموقع