طيلة الأشهر الماضية، لم يغب الحديث في وسائل الإعلام المكتوب والمرئي عن مواجهة حكومة العدو ضغوطاً داخلية كبيرة بسبب الإنفاق الهائل على الحرب عبر مشاريع أنهكت الميزانية المالية للكيان المحتل دون تحقيق أهداف الحرب على غزة عن الإعلام العبري.
سنقرأ اليوم هذا الفشل على لسان الصهاينة مع المحررة في موقع المنار الانكليزي أريج الحسيني:
في هذا الصدد نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية يوم الخميس 25 تموز، تحقيقاً حول فشل مشروع جيش الاحتلال المعروف باسم “أتلانتس” المعدّ لإغراق أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبحسب الصحيفة فإن مشروع “أتلانتس” كان من المفترض أن يمثل تحولاً كبيراً بتقديم حل سريع وفعّال لما سمتها “تحديات قطاع غزة”، ورأى جيش الاحتلال أن المشروع يمثل “اختراقاً هندسياً وتكنولوجياً” للتعامل مع تهديد الأنفاق وتعطيل كبار مسؤولي حماس عبر إغراقها بالمياه.
وبحسب الصحيفة أيضاً المشكلة بدأت باعتماد خطة قديمة وغير مناسبة، مع تجاهل نصائح المهنيين والخطر المحتمل على الأسرى الصهاينة لدى حماس
– كيف فشل “أتلانتس”؟
كشف التحقيق الذي استند إلى محادثات مع مصادر مطلعة ووثائق من مناقشات مغلقة، عن سلسلة من الفضائح والفشل إذ بدأ العمل على النظام قبل الحصول على الآراء الضرورية تحت ضغط كبير من قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، مما شكَّل خطراً على الإسرائيليين المحتجَزين لدى حماس، وادَّعى مصدر أمني أن النظام جرى تفعيله في نفق مركزي واحد على الأقل لحماس، ما أدى لاحتمالية استخدام المحتجزين الصهاينة دروعاً بشرية، وباءَ المشروع بالفشل لعدة أسباب، منها ضعف الإنجازات الأرضية ضد حماس
ووفق ما ذكرته الصحيفة، أوضح المسؤولون المشاركون أن الجيش لم تكن لديه القدرة على معرفة ما إذا كان النظام يعمل، وماذا حدث في الأنفاق، وما إذا كان هناك أي محتجزين أُصيبوا نتيجة المياه.
بالانتقال الى فشل العدو الصهيوني في الجبهة الشمالية ومواجهته ضد حزب الله يستوقفنا مقال نشرته مجلة فورين أفيرز: “حرب “إسرائيل” القادمة”نشر بتاريخ الثلاثاء 23 تموز للكاتب الصهيوني عاموس هرئيل، يتحدث فيه عن مخاطر خيار احرب المفتوحة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ويتطرق الى عدم جاهزية جيش الاحتلال في الوقت الحالي لخوض هكذا حروب معقّدة قد تشعل الشرق الأوسط بأكمله، كما يضيء على معاناة المستوطنين في الشمال، كما وأفرد مساحة كبيرة للحديث عن مخزون الأسلحة لدى حزب الله ومقارنته بما تملك فصائل المقاومة الفلسطينية.
ووفقاً لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإنّ مخزون حزب الله من الأسلحة يزيد على سبعة أضعاف مخزون حماس، ويتضمن أسلحة أكثر فتكاً بكثير.
أخيرا والأهم: يقول “أثناء الحرب بين “إسرائيل” وحماس، حرصت على زيارة الحدود الشمالية لـ “إسرائيل” من أجل متابعة الأحداث على هذه الجبهة الثانية من الحرب، لقد كانت تجربة محبطة، لقد تم تدمير العديد من المنازل في القرى الواقعة على طول الحدود تدميراً كاملاً، ومعظمها بسبب صواريخ “كورنيت” المضادة للدبابات والتي تسبب أضراراً كبيرة.
يضيف ” هرئيل” :”في إحدى زياراتي الأخيرة لمزارع شبعا أخبرني قائد لواء في “الجيش” الإسرائيلي أنّه عندما يذهب جنود من بعض المواقع الاستيطانية في إجازة، فإنّ عليهم أن يغادروا سيراً على الأقدام، لأنه من الخطر للغاية السماح لمركبات كبيرة بدخول منطقة معرضة باستمرار لصواريخ حزب الله المضادة للدبابات”.
ويترجم هذا الفشل في حالة الغضب وعدم الرضا عن المستوطنين الصهاينة حيث كشفت معطيات استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، استمرار انخفاض ثقة الصهاينة في الحكومة والهيئات الأمنية.
أشار المسح بشكل رئيسي إلى انخفاض كبير في الثقة في الجيش، حيث سجل انخفاض بنسبة 6% مقارنة بالشهر الماضي وبنسبة 11% عن التسبة تشرين أول/ أكتوبر الماضي، كما تم قياس انخفاض بنسبة 11% في أولئك الذين أبلغوا عن ثقتهم برئيس الأركان (هيرتسي هليفي)، وانخفاض بنسبة 12% في الثقة في تقارير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وشهد أقل من ثلث الجمهور اليهودي (28%) فقط، أنه إذا كان لديهم ابن/ابنة في سن التجنيد، فإنهم سيشجعونه على التجنيد في الحرب (مقارنة بـ (31%) في استطلاع يونيو. كما حصلت الشرطة الإسرائيلية، على نسب ثقة منخفضة إلى حد ما، حيث حصلت على ثقة حوالي (33%)، وهي أقل عما كانت عليه في بداية القياسات (36%).
وفي قطاع العلاقات الخارجية في إسرائيل، يشعر 55% بالقلق إزاء العزلة الدولية المحتملة للكيان المحتل.
المصدر: موقع المنار