الجبهة الثانية| مذبحة “مواصي خان يونس”: لا اعتبارعربياً للدم الفلسطيني – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية| مذبحة “مواصي خان يونس”: لا اعتبارعربياً للدم الفلسطيني

مجزرة مروّعة جديدة ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي في منطقة “مواصي خان يونس”. مجزرة راح ضحيتها اكثر من 90 شهيداً و300 جريح جلّهم من النساء والأطفال. المجزرة التي استخدم فيها الإحتلال قنابل أميركية جديدة شديدة الإنفجار خلّفت مشهداً دموياً مرّوعاً وربما للمرة الأولى في غزة، برّرها بأنه أراد استهداف القائد العام لحركة “حماس” محمد الضيف ولقائد لواء “خان يونس” رافع سلامة. تبرير حضر بقوة على المنصات العربية المطبّعة التي تبنت الرواية الإسرائيلية بالكامل، ولم تدن هذه الجريمة، ولم يرف لها جفن على ضحايا هذه المجزرة المرّوعة، على الرغم من نفي “حماس” لهذا الخبر والقول بأنه “كاذب” وهدفه “التغطية” على جريمة العدو. وحتى إعلان بنيامين نتنياهو بأن ليس هناك “تأكيد على مقتل الضيف”.

الاعلامية زينب حاوي:

مناطق “آمنة” تحوّلت الى متفحمة:

البداية مع ما حصل في “مواصي خان يونس” من استهداف للنازحين الذين لجأوا الى الخيم ضمن منطقة صنّفها الإحتلال على أنها “آمنة”، لتتحول الى كتلة من النار وتحرق أجساد الغزيين سيما الأطفال إذ قال شهود عيان بأن هناك جثثاً لأطفال لا يتجاوز عمرها السنتين.

نتنياهو يحاول تغطية الجريمة:

بعد المجزرة ساد صمت طويل الى أن أعلن نتنياهو استهداف الضيف وسلامة للتغطية على هذه المذبحة الدموية، وليعلن بعدها تشكيكه بهذا الخبر.

مرحلة ما بعد الضيف!:

الترويج الإسرائيلي لإستهداف الضيف الذي نجا قبلاُ 7 مرات من محاولات اغتيال، ونفي “حماس” الخبر والتشكيك الإسرائيلي فيما بعد به، لم يثن المنصات العربية المطبعة على استكمال ودعم الرواية الإسرائيلية. نرى على سبيل المثال صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، التي عنونت في 13 الحالي :”استهداف الضيف.. ضربة رمزية ل”القسام” تعمّق أزمة القيادة..محمد السنوار المرشح الأبرز لخلافته إذ نجحت اسرائيل فعلاً في قتله”. في المضمون تبرير للمجزرة الإسرائيلية مع ذكر الصحيفة بأن “اسرائيل قتلت أكثر من 70 فلسطينياً في محاولة لقتل قائد كتائب القسام محمد الضيف”. وأضافت أن من شأن عملية الإغتيال منح “تل أبيب صورة نصر انتظرتها طويلاً أثناء الحرب الحالية في قطاع غزة”. وروجت الصحيفة لمرحلة ما بعد الضيف بالقول بأن غيابه سيكون له “تأثير معنوي على القسام”.وانهت المقالة بالقول :” في حال ثبت نجاح عملية اغتيال الضيف، وقائد لواء خان يونس في “القسّام”، رافع سلامة، فإن إسرائيل تكون قد قضت تقريباً معظم أعضاء المجلس العسكري”.

تبني الرواية الإسرائيلية والترويج لها:

كان واضحاً توجه المنصات العربية المطبّعة نحو تبني الرواية الإسرائيلية للتغطية على الجريمة الدموية في “مواصي خان يونس”. فقد قالت بأن الإحتلال اقدم على استهداف هذه البقعة بناء على “معلومات استخباراتية بأن القائد العام لحماس وقائد لواء “خان يونس” وصلا الى المخيم ويختبئان فيه. هذا ما نقلته شبكة “العربية” السعودية، وروجت لوجودهما بين المدنيين.

ايضاً رصدنا تبني الرواية الإسرائيلية في صحيفة “الشرق الأوسط” التي نشرت في 15 الحالي مقالة بعنوان :”مراقبة دقيقة لأسابيع..كيف تمكنت اسرائيل من تحديد موقع محمد الضيف”؟. في التفاصيل نقلت الصحيفة عن “نيويورك تايمز” الرواية الإسرائيلية التي تدعي وجود الضيف في فيلا سلامة بالقول :” بعد أن علمت أن الضيف موجود في الفيلا، أرسلت الحكومة الإسرائيلية طائرات مقاتلة دمرت المجمع وقتلت عشرات الفلسطينيين في المنطقة المحيطة به”.

توازياً وفي التاريخ عينه، نشرت “العربية” المضمون عينه على موقعها الإلكتروني تحت عنوان “بفيلا سلامة ..اسرائيل انتظرت الضيف..تفاصيل ضربة المواصي”. ووصفت المجزرة ب”العملية”. ونقلت عن قادة اسرائيليين، بأنهم قرروا “تأجيل اي محاولات لقتلة لمعرفة ما إذا كان سينضم الضيف الى سلامة، خصوصاً أن الإصابة التي تعرض لها الضيف في محاولات الاغتيال السابقة، وأدت إلى إعاقته وفقدان إحدى عينيه، قد تجبره على قضاء وقت أطول فوق الأرض”.مقابل إفراد مساحة معتبرة للرواية الإسرائيلية أشارت الصحيفة بسطر واحد الى نفي “حماس” للإستهداف وقولها بأن محمد الضيف “بخير”.

المصدر: موقع المنار