أظهر المؤشر الشهري الصادر عن معهد “سياسة الشعب اليهودي”، التابع للوكالة اليهودية، أن غالبية المستوطنين الصهاينة قلقون تجاه مستقبل الوضع العام في الكيان، بما في ذلك على المستويين الأمني والاقتصادي، في ظل تراجع الثقة سواء في الحكومة أو رئيسها، بنيامين نتنياهو، أو في القيادات العليا في الجيش، وإمكانية تحقيق النصر في الحرب على غزة.
ووفقا لنتائج شهر تموز/ يوليو الجاري من الاستطلاع الشهري الذي يجريه المعهد لفحص التوجهات والأنماط الرئيسية لدى الرأي العام الصهيوني حول القضايا المركزية المطروحة، فإن الغالبية العظمى من الصهاينة “قلقون للغاية” أو “قلقون” بشأن الوضع الأمني.
ويظهر الاستطلاع أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من أنصار اليمين (بما في ذلك يمين الوسط) عبروا عن “قلق” تجاه الوضع الأمني، في حين فإن “القلق شديد” في أوساط الوسط واليسار.
وأشار الاستطلاع إلى أغلبية كبيرة تشعر بالقلق أيضا بشأن الوضع الاقتصادي في الكيان، في حين عبّرت الأغلبية في أوساط اليمين عن عدم القلق إزاء الوضع الاقتصادي (40% لا يشعرون بالقلق إلى حد ما، و18% لا يشعرون بالقلق على الإطلاق). ولكن في أوساط المجموعات الأخرى، بما في ذلك يمين الوسط، فإن الأغلبية تشعر بالقلق إزاء الوضع الاقتصادي، ولدى أنصار الوسط واليسار تشعر الأغلبية بـ”قلق شديد”.
وفي مؤشر شهر تموز/ يوليو، هناك ارتفاع طفيف مقارنة بمؤشري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو الماضيين في مستوى ثقة اليهود الإسرائيليين بأن كيانهم سينتصر في حربه على قطاع غزة.
وعلى مقياس من 1 إلى 5، قال حوالي ثلث اليهود (35%) إن مستوى ثقتهم بالنصر هو 1 أو 2 (منخفض – منخفض جدا)، في حين قدر 41% ثقتهم بالنصر عند المستوى 4 أو 5.
وتظهر نتائج الاستطلاع أن غالبية اليهود في الكيان لا تدعم السيطرة المدنية الإسرائيلية على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. ومع ذلك، فإن النتائج سجلت ارتفاعا بنسبة اليهود الذين يريدون السيطرة الأمنية والمدنية على القطاع.
وباتت غالبية أنصار اليمين في إسرائيل (56%) تؤيد سيطرة إسرائيل الأمنية والمدنية على قطاع غزة المحاصر. وقال ربع الإسرائيليين إنهم يؤيدون خيار السيطرة الإسرائيلية الكاملة، مدنيا وأمنيا، على قطاع غزة بعد الحرب.
في حين أن غالبية الصهينة تعتبر أن الترتيب الأفضل لقطاع غزة بعد الحرب هو أن يُحكم القطاع مدنيا بواسطة “جهات فلسطينية وعربية” في حين تحتفظ حكومة الاحتلال لنفسها بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة.
وأشار معهد “سياسة الشعب اليهودي” إلى أن استطلاع مؤشر شهر تموز/ يوليو أجري بالتزامن مع تصعيد المواجهات مع حزب الله، حيث رفع حزب الله من وتيرة وقوة هجماته الصاروخية على الكيان.
كما لفت إلى أن الفترة الماضي شهدت صدور تقارير وتحذيرات مختلفة حول الأضرار التي ستلحق بالكيان نتيجة حرب شاملة مع حزب الله.
وانعكس ذلك على نتائج الاستطلاع التي شهدت انخفاضا طفيفا في نسبة أولئك الذين يؤيدون حربا اسرائيلية على لبنان (فورا أو بعد انتهاء الحرب في غزة) وارتفاعا طفيفا في نسبة أولئك الذين يؤيدون تسوية سياسية للتوتر في الشمال.
وأوضح المعهد أن التغيير بنسبة التأييد للحرب واضح في أوساط اليهود، غير أن الغالبية ظلت تدعم هجوما عسكريا إسرائيليا فوريا أو بعد القتال في غزة، على لبنان (56% من اليهود).
وفي أوساط أنصار كتل وأحزاب الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، فإنه باستثناء “يهدوت هتوراه”، هناك تأييد واسع لشن هجوم فوري على لبنان (45% من ناخبي الليكود، ونحو 60% من ناخبي شاس والصهيونية الدينية”.
وبينت نتائج الاستطلاع تحولا كبيرا في موقف الإسرائيليين تجاه التوازن بين “الأخلاق والمصلحة” أو الحد الصحيح بين “الرغبة في التصرف الأخلاقي خلال الحرب”، والرغبة في ما وصفه المعهد بـ”حماية مصالح إسرائيل”، في ما يبدو كمحاولة لاستخدام “المصالح القومية” غطاءً لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأظهرت النتائج أن غالبية الإسرائيليين تؤيد التركيز على “المصالح” في السلوك خلال الحرب على حساب العنصر الأخلاقي الذي باتوا يعتبرونه مسألة ثانوية (26% يرورن ضرورة التركيز على حماية المصالح فقط، و32% يؤيدون التركيز على حماية المصالح مع استثناءات قليلة).
وفي هذه المسألة تظهر اختلافات كبيرة في المواقف بناء على الخلفية الأيديولوجية، حيث يفضل أنصار اليمين بشكل واضح (48%) السلوك القائم على المصالح فقط (دون الاعتبار الأخلاقي)، وفي يمين الوسط هناك تفضيل واضح (50%) للسلوك المبني على المصالح ولكن مع وجود استثناءات.
وعلى أوساط أنصار الوسط واليسار في الكيان، “تعطى الأولوية للتوازن أو التركيز الأخلاقي”؛ ويعتبر ناخبو “الصهيونية الدينية” الأكثر حسما في مسألة تفضيلهم لاعتبارات المصلحة على الاعتبارات الأخلاقية (54%). ومن بين ناخبي “ميرتس”، حوالي نصفهم يؤيد التركيز على “الاعتبار الأخلاقي فقط، أو الأخلاقي مع بعض الاستثناءات”.
وأظهرت بيانات مؤشر شهر تموز/ يوليو انخفاضًا طفيفًا آخر في ثقة الجمهور بالحكومة. في أوساط اليهود، 26% يثقون بالحكومة ثقة كبيرة أو كبيرة إلى حد ما. وفي أوساط معسكر اليمين عبر 56% عن ثقتهم الكبيرة أو الكبيرة إلى حد ما بالحكومة؛ علما بأن أكثر القطاعات التي أبدت ثقتها بالحكومة هي أوساط ناخبي الليكود وشاس.
في حين أعربت أغلبية صغيرة من ناخبي “الصهيونية الدينية” و”عوتمسا يهوديت”، عن عدم ثقتهم بالحكومة.
وأوضح المعهد أن مؤشر الرأي العام الإسرائيلي أظهر انخفاض مستوى ثقة الإسرائيليين برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي لم يتغير في شهر تموز/ يوليو الجاري.
وبيّن مؤشر الرأي العام الإسرائيلي تراجعا كبيرا في مستوى ثقة الإسرائيليين في قادة الجيش الإسرائيلي مقارنة بالأشهر السابقة؛ وفسر المعهد هذا التراجع بـ”تغيير طريقة فحص مستوى دعم القيادة العسكرية”.
وأفاد المعهد بأنه سأل المشاركين في الاستطلاع عن ثقتهم “في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي”، في حين سُئل المشاركون في الاستطلاع السابقة عن ثقتهم “في قيادة الجيش الإسرائيلي”.
ووفقا للاستطلاع، فإنه عندما يتعلق الأمر بالقيادة العليا للجيش وليس بـ”القادة” بشكل عام (الذين قد يكونون أيضًا قادة بمستويات منخفضة أو متوسطة)، فإن أكثر من نصف الإسرائيليين يعبرون عن ثقة منخفضة أو منخفضة جدًا بكبار القادة.
وتتضاءل الثقة في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي كلما كلما يمينا الانتماء السياسي للمشارك، وكذلك كلما اتجه يمينا على مستوى التدين والمحافظة.
وفي أوساط اليهود الذين يعتبرون أنفسهم “يمينيين”، فإن 8 من بين كل 10 لديهم ثقة منخفضة أو منخفضة للغاية في القيادة العليا للجيش. ومن بين اليهود الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم “وسط”، فإن اثنين من كل ثلاثة لديهم ثقة عالية أو عالية جدًا في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي.
وأظهرت نتائج مؤشر الرأي العام الإسرائيلي في تموز/ يوليو الجاري، التفاوت والفجوات في موقف الإسرائيليين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تطالب بإجراء انتخابات مبكرة بين أنصار اليمين واليسار. ووفقا للنتائج، فإن دعم المظاهرات مرتفع لدى اليهود من أنصار الوسط واليسار، في حين أنه منخفض بين أنصار اليمين.
وبيّنت النتائج الفجوة الكبيرة بين أنصار “اليمين” و”يمين الوسط”، إذ أن نحو النصف من أنصار “يمين الوسط” يؤيد التظاهرات من حيث المبدأ، حتى لو كان قسم كبير منهم يعتقد أنها “مبالغ فيها”.
المصدر: عرب 48