مع كل جولة مفاوضات للمقاومة الفلسطينية مع الإحتلال الإسرائيلي، لوقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، تتجه الأنظار الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى في كل مرة الى عرقلة المفاوضات ونسف اي اتفاق من شأنه وقف الحرب في غزة.
قبل أيام قليلة عادت المفاوضات غير المباشرة مع الإحتلال بين الدوحة والقاهرة، الى أن ما رشح عنها لا يبشر خيراً، مع تسريب الصحافة الإسرائيلية لإدخال نتنياهو بنوداً جديدة لم تكن حاضرة قبلاً، ولإصراره على استئناف الحرب في غزة حتى بعد إبرام الصفقة.
يمكن التوقف هنا، عن ما أوردته قناة 12 الإسرائيلية التي قالت بأن نتنياهو “أضاف مبادىء جديدة تتجاوز الإتفاقات مع الوسطاء وأن هذا الأمر يمكن أن يعطّل التوصل الى اتفاق”.
هذه المشهدية الواضحة في تورط نتنياهو في حسابات شخصية بحتة، يمكن رصدها في المشهد الإسرائيلي الذي يتهم رئيس وزرائه بتقديم مصلحته الشخصية على عودة المحتجزين الإسرائيليين. في وقت يمكن فيه ايضاً تتبع أداء القنوات العربية المطبّعة التي سعت الى التخفيف من وطأة تورط نتنياهو في إفشال المفاوضات، وحاولت تقديم التبريرات له.
ونشرت شبكة “الجزيرة” مقالة نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي في 10 الحالي، بعنوان :”إعلام اسرائيلي: نتنياهو سيكون سعيداً لو قبرت الصفقة وأنفاق حماس بكفاءة عالية”. في المضمون تنقل الشبكة القطرية عن سياسيين اسرائيليين بأن نتنياهو يقدم مصلحته الشخصية على عودة المحتجزينن وتستشهد بمراسل الشؤون السياسية في قناة 13 رفيف روكر، بأن نتنياهو سيكون سعيداً إذا “قبر الصفقة” وأنه يريد تصريحاً علنياً من الأميركيين باستئناف الحرب بعد ابرام الصفقة. كما نقلت عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين بأن ” ما يهم رئيس الحكومة هو الانتصار المطلق، هذا المصطلح الخيالي، وما يهمه حقاً هو بقاؤه السياسي”.
تزييف مواقف نتنياهو
في المفاوضات الأخيرة، اشترط نتنياهو منع “حماس” من العودة الى شمال غزة. مطلب أغضب الإسرائيليين الذين اتهموه بعرقلة المفاوضات حول صفقة تبادل الرهائن، وزاد الضغط عليه من عائلات هؤلاء.
سنشاهد كيف أن شبكة “العربية” السعودية حاولت التخفيف مما ارتكبه نتنياهو. في 13 تموز نشرت تقريراً بعنوان :”مسؤولون اسرائيليون: مطلب نتنياهو غير قابل للتنفيذ وقد يعرقل محادثات الصفقة”. فيه تستعرض القناة هذا المطلب المستجد، وتضعه ضمن خانة “التكتيك” الذي يريده نتنياهو لتحقيق مكاسب أكثر في المفاوضات، وإجبار “حماس” على تقديم تنازلات جديدة. إضافة الى تعمد الشبكة القول بأن مكتب نتنياهو نفى اضافته بنداً جديداً في المفاوضات، واعتبار هذا الخبر “زائف وغير مبرر”.
دعم نية نتنياهو باستئناف الحرب بعد إتمام الصفقة
من ضمن اساليب الترويج لنتنياهو في الإعلام العربي المطبّع، دعم نيته استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الإتفاق. مطلب روّجت له هذه المنصات من ضمنها “العربية” التي بثتت في 12 الحالي، تقريراً مصوراً بعنوان: الموساد يؤيد مطلب نتنياهو بصفقة غزة: يجب استئناف القتال بعد المرحلة الأولى. وتنقل عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية خلفية هذا الدعم الذي يعود الى تحقيق هدف “منح اسرائيل نفوذاً كبيراً لضمان عدم قيام حماس بتغيير هوية الرهائن الذي تنوي اطلاق سراحهم”.
محاولة ضرب صورة المقاومة الفلسطينية عسكرياً
من ضمن الأساليب ايضاً التي اتبعها الإعلام العربي المطبع، لدعم نتنياهو، هو الإدعاء بأن المقاومة الفلسطينية بات ضعيفة، وبالتالي من الطبيعي أن يصعّد رئيس الوزراء الاسرائيلي من لهجته في المفاوضات.
سنشاهد تقريراً لشبكة “سكاي نيوز” الإماراتية، بث في 12 الحالي، يروج لفكرة أن نتنياهو تعمّد تصعيد لهجته متكئاً على “معلومات استخباراتية بأن حماس باتت ضعيفة، وأنه يحاول استغلال هذا الضعف لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب”. وتنقل عن موقع “اكسيوس” ادعاءه بأن حماس من تصر على وقف إطلاق النار بسبب ضعف قدراتها العسكرية.
المصدر: المنار