بعملية برية مباغتة، وبغطاء جوي عدواني، عاد الإحتلال مرة جديدة وللمرة الثالثة منذ “طوفان الأقصى”، الى حي “الشجاعية” الذي دمّره في كانون الأول الماضي، في مشهدية عسكرية واضح فيها التخبّط الذي يعيشه الإحتلال وغياب اي خطة له في غزة.
عشرات الدبابات توغلت برياً الى الحي الغزي، وأجبرت السكان على النزوح مجدداً وسط الركام وارتفاع أعداد الشهداء.
لكن هذه المشهدية لم تدم طويلاً فقد سجلت المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أبهى العمليات العسكرية، إذ في غضون 8 ساعات فقط على هذا التوغل ارتفع عدد العمليات العسكرية للمقاومة الى عشرة. هكذا خرج المقاومون من تحت الأرض ووسط ركام المنازل ليكبّدوا من جديد الإحتلال الخسائر البشرية والمادية ضمن حيّ لطالما ارتبط اسمه بالمقاومة واحتضن شخصيات لها الأثر على الساحة الفلسطينية نذكر منها المهندس الشهيد يحي عياش، ونائب قائد “حماس” أحمد الجعبري، ونضال فرحات اول من صنع صاروخ “القسام”.
انتقام الإحتلال من “الشجاعية” :
الحيّ الغزي ما زال يؤرق الإحتلال، فمنذ العام 1987 الى اليوم يشكل حي “الشجاعية” كابوساً للإحتلال، فقد سجل ذاك التاريخ عملية اشتباك نوعية من مسافة صفر، واستطاعت هذه العملية وقتها، إحياء العمل العسكري وسط الواقع الإستسلامي السائد آنذاك.كما شكلت هذه العملية الدافع الأبرز لإنطلاقة “انتفاضة الحجارة”. إضافة الى كون “حي الشجاعية” مقراً لإنطلاقة أغلب الفصائل الفلسطينية من ضمنها “الجبهة الشعبية” و”منظمة التحرير”، و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” الى جانب طبعاً حركة “حماس”.
لماذا عاد الاحتلال الإسرائيلي إلى حي الشجاعية شرق مدينة غزة؟
يقول الإحتلال انه عاد الى “الشجاعية” وفق معلومات استخباراتية أراد من خلالها ملاحقة المقاومين، لكن المقاومة كانت بالمرصاد. فقد عاد الإحتلال الى هذه البقعة التي أردت فيها المقاومة عناصر من لواء النخبة :”غولاني”، وأيضاً 3 من المحتجزين الإسرائيليين في ديسمبر الماضي.
بداية “طوفان الأقصى” حطّ الكابوس الأقسى للإحتلال:
في كانون الأول الماضي، اجتاح الإحتلال “حي الشجاعية” وخلّف دماراً هائلاً في معالمه. حاصره من جميع الجهات، الا أنه تكبّد في المقابل خسائر فادحة طالت قوات “النخبة”. في كانون الأول الماضي، تاريخ أبرز كمائن المقاومة الفلسطينية، ووقوع عناصر من قوات “غولاني” في كمين محكم للمقاومة.
نعرض كمين آخر نصبته المقاومة وتحديداً “سرايا القدس”، في حي “الشجاعية” أخيراً. فقد خرج عناصرها من وسط الركام ومن تحت الأرض ليفجروا عبوة “زلزال”، بآلية عسكرية صهيونية. عملية عسكرية وثقتها المقاومة مع رموزها على رأسها المثلث الأحمر الذي ما زال يرافقها في كل فيديواتها.
المصدر: موقع المنار