شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنّ المقاومة وانطلاقًا من خلفيتها الثقافية والإنسانية والوطنية تقوم بمسؤولياتها الاجتماعية والسياسية والجهادية وعلى كل الصعد من أجل أن يعيش اللبنانيون في بلدهم أعزاء بكرامة، وهي تصنع اليوم أقوى المعادلات لمنع الإسرائيلي من القيام بعدوان واسع على لبنان، فيما يُراهن بعض اللبنانيين ــ ممّن اعتادوا على التماهي في بعض مواقفهم مع العدو ــ على العدو وعلى حرب يشنها على المقاومة لتصفية حسابات سياسية والتنفيس عن أحقادهم، لكنهم لن يحصدوا سوى الخيبة والمزيد من الإحباط والفشل.
وخلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، أضاف سماحته: “نقول للجميع، للعدو ولكل المراهنين على العدو، والذين لم نسمع منهم إلا الصراخ والاعتراض والتشكيك والاتهام والتهويل ومشاركة العدو في حربه النفسية على لبنان، المقاومة هي خيارنا لحماية البلد، ومواقفها ثابتة وراسخة، وكل التهديدات والتهويل والصراخ لم ولن يغير من مواقف حزب الله ولن يثني المقاومة عن مواصلة إسناد غزة، ولدى المقاومة خيارات عديدة للمواجهة والدفاع عن لبنان والتطور الكمي والنوعي في أداء المقاومة والقدرات الاستخبارية والتسليحية والعملياتية التي كشفت عنها خلال الأسابيع الأخيرة هي جزء مما تملكه المقاومة وليس كل ما تملكه”، موضحًا أنّ العدو يفهم رسائل المقاومة جيدًا ويعرف جيدًا أنها قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي وأن أي مواجهة شاملة مع العدو لن تكون سهلة”.
وتابع الشيخ دعموش “إذا فكّر العدو بحرب على لبنان عليه أن ينتظر ما لا يتوقعه بعدما أثبتت مسيرة الهدهد أنّ كل البنى التحتية والمنشآت العسكرية والمواقع الحساسة العلنية والمخفية هي في دائرة نيران المقاومة”، لافتًا الى أنّ القبب الحديدية والدفاعات الجوية الإسرائيلية لن تمنع المقاومة من استهداف أي موقع داخل الكيان، ولن تحول دون وصول صواريخها الدقيقة ومسيراتها الانقضاضية والاستخبارية الى أهدافها، وهذا هو ما يردع العدو حتى الآن من الإقدام على مغامرة واسعة في لبنان، ويصعب عليه اتخاذ القرار بحرب شاملة.
وفي الختام، أكّد سماحته أنّ “المقاومة مصمّمة على إبقاء جبهة المساندة مفتوحة ما دام العدوان مستمرًا على غزَّة ولا تراجع عن ذلك، وهي جاهزة لكل الاحتمالات”.
نص الخطبة
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُون ( المائدة 55-56
عن الامام أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية، قال: إن رهطا من اليهود أسلموا، منهم: عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبي الله، إن موسى (عليه السلام) أوصى إلى يوشع بنِ نون، فمن وصيك يا رسول الله، ومن ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ .
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا. فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج، فقال: يا سائل، أما أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، هذا الخاتم. قال: من أعطاك؟ قال:
أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي. قال: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعا. فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) وكبر أهل المسجد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب وليكم بعدي، قالوا: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبعلي بن أبي طالب وليا. فأنزل الله عز وجل: ﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون﴾.
يصادف يوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة ذكرى تصدُّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه أثناء صلاته، وقد اعتبر هذا اليوم بداية اسبوع للصدقة والانفاق في سبيل الله.
ونظراً لأهمية هذه المناسبة وقيمتها وما تحمله من مضامين ومفاهيم ودلالات وابعاد أنزل الله تعالى فيها هذه الآية .
وهذه الآية تحصر الولاية “بالله والرسول والذين آمنوا” وقد عبر الله تعالى عن صاحب الصدقة اي عن علي(ع) بصيغة الجمع من اجل التفخيم والتكريم والاحترام والتقدير حيث جرت عادة العرف التعبير عن احترام الشخص بمخاطبته بصيغة الجمع لا المفرد.
وحديثنا في هذه الخطبة ليس عن الولاية والامامة فقد تحدثنا عن ما يرتبط بذلك في الاسبوع الماضي، وهذه الاية هي من الايات التي تثبت ولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)، وانما اريد ان اتحدث عن التصدق والصدقة حيث إنّ نزول آية الولاية في تصدَّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه يدلّ على مكانة الصدقة في الإسلام وعلى قيمة الانفاق في سبيل الله وعلى اهمية ان يعطي الانسان وينفق من ماله وامكاناته ورزقه وعلمه وخبرته على من يحتاجها.
فنعم الله سبحانه وتعالى كثيرة لا تعد ولا تحصى ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ). إبراهيم 34 . ومن أعظم النعم : نعمة المال والرزق، وهذا المال الذي يحصل عليه الانسان هو مال الله تعالى ونعمة من الله اودعها لدى عباده ، ليبتليهم ويختبرهم أيشكرونه بان يستعملوا هذه النعمة في طاعة الله وفيما يحب الله وفي خدمة الناس وقضاء حوائجهم أم يكفرون بها بان يستعملوها في معصية الله وظلم الناس والعدوان على الناس ، قال تعالى : ( وأمددناكم بأموال وبنين ) الإسراء: 6، وقال سبحانه ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ) العنكبوت: 60.
وللمال حق على صاحبه، فمن حقوق المال على الانسان ان ينفقه في المجالات والموارد الصحيحة والمشروعة:
والمجالات المشروعة واجبة ومستحبة: الواجبة، مثل الإنفاق على النفس والاولاد والزوجة والعائلة، وأداء الخمس والزكاة الواجبين ونحو ذلك.
واما المستحبة، فمثل صدقة التطوع ، والإنفاق في أوجه البر والخير المتنوعة كالنفقة على اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين ، والتبرع للمؤسسات الخيرية وبناء الصروح الانسانية ونحو ذلك
الوقوف الى جانب المحتاجين والملهوفين والمتعسرين ومساعدتهم للتخفيف من معاناتهم يكشف عن حس انساني وسمو اخلاقي عظيم، وله اثار ونتائج على حياة الانسان المتصدق في الدنيا والاخرة.
من موارد الاقتداء والتأسي بامير المؤمنين (ع) التصدق بنية التقرب الى الله وبهدف نيل ثوابه وفضله.
من اهم نتائج واثار الانفاق والتصدق:
1-دخول الجنة ، يقول تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران 133 ، 134.
2- الوقاية من النار ، وتكفير السيئات ، روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال اتقوا النار ولو بشق تمرة
وفي حديث اخر عنه صلى الله عليه واله وسلم : ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)
3-تكثير الحسنات ، ومضاعفة الأجر وزيادة الرزق اضعافا، يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة آية 361 . ويقول سبحانه (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ المزمل آية 20.
البعض يخاف ان ينفق من امواله يخاف ان يدفع الزكاة او الخمس او الصدقة.. لانه يخشى ان ينقص ماله!
للذين يخافون من نقص اموالهم نقول ان الله يعوض عليكم ما تنفقونه فلا تخافوا.
قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ (اي يعوضه) وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
4- الإنفاق يطهرقلب المنفق ويزكي نفسه، وينمي ماله ويكون سلامة له من الآفات والامراض، يقول تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تظهرهم وتزكيهم بها ) التوبة 103
ولكي يوصل الإنفاق الى تلك النتائج العظيمة لابد وأن يكون المنفق والمتصدق:
اولا: مخلصا لله : بان لا يكون هناك اي شبهة رياء أو سمعة أو غيرهما، فإذا أنفق على نفسه وأسرته ينفق شاكراً لله تعالى على ما أعطاه من هذه المال ، حامداً له على هذه النعمة ، وإذا أنفق على الفقراء والمساكين ، أو مشاريع الخير وأعمال البر ينفق لوجه الله ولانه يريد الأجر والثواب من هذه الإنفاق
إن القيمة الحقيقية لتصدق أمير المؤمنين عليه السلام بحيث استوجب نزول قران فيه ليس لان الخاتم الذي تصدق به غالي الثمن فقد يكون ثمنه بسيطا، ولا لاجل هذا العمل المجرد البسيط بل للخلفية الإيمانية والروحية وصفة الاخلاص التي حركت الإمام علي عليه السلام للتصدُق بخاتمه.
عن النبي(ص) : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )
فمن انفق يبتغي الأجر فله ذلك ، ومن أنفق رياء أو سمعة أخذ حظه من ثناء الناس في الدنيا ، وليس له حظ في الآخرة.
ثانيا:عدم المن والأذى ، المن هو ان يتحدث الانسان بما اعطى وانفق ويقول انا اعطيت فلان او المؤسسة الفلانية انا ساعدت فلان، بما يؤدي الى اسقاط كرامة الناس والخدش بسمعتهم فيتؤذون من ذلك.
يجب ان يحافظ المعطي على كرامة وعزة نفس المحتاج ، فتلك النفس تأبى أن يكون هذا العطاء مقروناً بمن أو أذى، لأن المن يخدش كرامة النفس ويجرح مشاعرها ، ويشعرها بالذل والهوان، والله يرفض اذلال الناس.
الصدقات المقرونة بالمن والأذى لا قيمة لها وهي باطلة وغير مقبولة وان عظمت قيمتها، يقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (البقرة آية 264
(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
واذا احد حدثته نفسه بالمن على الاخرين فالاعتذار أفضل ورد المحتاج برفق وبقول جميل ومعروف خير من الصدقة مع الاذى.
قال تعالى: قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ(263)
ثالثا: الإنفاق من المال الطيب فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، فقد أمر سبحانه بالإنفاق من بالاشياء المحبوبة لدى الانسان والاشياء الصالحة التي تنفع الاخرين لا الفاسدة والتالفة ، يقول تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ۚ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ) .البقرة آية 267.
والبر والأجر إنما ينال بالإنفاق من المال الطيب المحبوب ، يقول الله تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) عمران آية 92
رابعا: الاعتدال في الإنفاق : فان المال أمانة عند صاحبه ، فهو مال الله تعالى، ويجب ان يتعامل به الانسان وفق منهج الله تعالى ، فلا يبذر ولا يسرف ولا يتجاوز حد الاعتدال ، ولا يبخل ويمسك يده، يقول تعالى : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )
هذه هي ثقافة الاسلام الاجتماعية والانسانية التي تجعل الفرد والجماعة يشعرون ببعضهم وبهموم بعضهم ويتكافلون ويتعاونون.
اليوم بفعل هذه الثقافة وهذه الروحية مجتمعنا يكفل بضه بعضا ويساند بعضه بعضا لا سيما في الازمات والضائقة الاقتصادية والمعيشية .
استنادا الى هذه الخلفية الثقافية والايمانية والانسانية هناك الكثير من الافراد والمؤسسات والجمعيات ولجان التكافل في مجتمعنا يمدون يد العون الى المحتاجين ويبادرون ويساعدون من اجل التخفيف من معاناة الناس وهذا من علامات الخير المضيئة في مجتمعنا.
اليوم مجتمعنا افضل حالا على الصعيد الاجتماعي والمعيشي من مجتمعات وبيئات اخرى نتيجة هذه الروحية الايمانية والانسانية التي تدفع الخيرين نحو العطاء والانفاق والتكافل ولا ننسى المغتربين الذين يضخون اموالا ويساعدون اهلهم يخففون من تداعيات الازمة كما ن التقديمات والمبادرات الاجتماعية والانسانية التي يقوم بها حزب الله تساهم بشكل اساسي في التخفيف من معاناة الناس ونحن لا يمكن ان نتخلى عن مساندة اهلنا بكل الامكانات المتاحة خاصة النازحين والصامدين والمتضررين من العدوان الصهيوني في القرى الامامية، سنستمر في الوقوف الى جانبهم وتقديم كل ما يمكن تقديمه والقيام بكل ما يمكن القيام به على هذا الصعيد وعلى الصعيد الاجتماعي العام.
هذه المقاومة وانطلاقا من خلفيتها الثقافية والانسانية والوطنية تقوم بمسؤولياتها الاجتماعية والسياسية والجهادية وعلى كل الصعد من اجل ان يعيش اللبنانيون في بلدهم أعزاء بكرامة، وهي تصنع اليوم اقوى المعادلات لمنع الاسرائيلي من القيام بعدوان واسع على لبنان، فيما بعض اللبنانيين ممن اعتادوا على التماهي في بعض مواقفهم مع العدو يراهنون على العدو وعلى حرب يشنها على المقاومة لتصفية حسابات سياسية والتنفيس عن احقادهم، لكنهم لن يحصدوا سوى الخيبة والمزيد من الاحباط والفشل.
نقول للجميع، للعدو ولكل المراهنين على العدو الذين لم نسمع منهم الا الصراخ والاعتراض والتشكيك والاتهام والتهويل ومشاركة العدو في حربه النفسية على لبنان، المقاومة هي خيارنا لحماية البلد، ومواقفها ثابتة وراسخة، وكل التهديدات والتهويل والصراخ لم ولن يغير من مواقف حزب الله ولن يثني المقاومة عن مواصلة إسناد غزة ، ولدى المقاومة خيارات عديدة للمواجهة والدفاع عن لبنان والتطور الكمي والنوعي في اداء المقاومة والقدرات الاستخبارية والتسليحية والعملياتية التي كشفت عنها خلال الأسابيع الأخيرة هي جزء مما تملكه المقاومة وليس كل ما تملكه المقاومة،واعدو يفهم رسائل المقاومة جيدا ويعرف جيدا انها قادرة على إستهداف العمق الإسرائيلي وأن اي مواجهة شاملة من قبل العدو لن تكون سهلة ،
واذا فكر بحرب على لبنان عليه ان ينتظر ما لا يتوقعه بعدما اثبتت مسيرة الهدهد ان كل البنى التحتية والمنشآت العسكرية والمواقع الحساسة العلنية والمخفية هي في دائرة نيران المقاومة ، والقبب الحديدية والدفاعات الجوية الاسرائيلية لن تمنع المقاومة من استهداف اي موقع داخل الكيان، ولن تحول دون وصول صواريخها الدقيقة ومسيراتها الانقضاضية والاستخبارية إلي اهدافها، وهذا هو ما يردع العدو حتى الان من الإقدام على مغامرة واسعة في لبنان، ويصعب عليه اتخاذ القرار بحرب شاملة.
المقاومة مصممة على إبقاء جبهة المساندة مفتوحة ما دام العدوان مستمرا على غزَّة ولا تراجع عن ذلك، وهي جاهزة لكل الاحتمالات.
المصدر: بريد الموقع