سجلت الهند أول حالة وفاة جراء ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في العاصمة نيودلهي، بعد ما شهدت المدينة مستوى قياسي بلغ 52.9 درجة مئوية، الأربعاء 29 أيار/ مايو 2024، إلا ان السلطات التي حذرت من نقص محتمل في المياه، أفادت بأنها قد تكون ناجمة عن “خطأ في جهاز الرصد” الذي قام بالتسجيل.
وذكرت وسائل إعلام هندية الخميس، أن درجات الحرارة التي سجلت في مناطق مختلفة من نيو دلهي تراوحت بين 45.2 و49.1 درجة مئوية، أما حي مونغيشبور بلغت في درجات الحرارة 52.9 درجة مئوية.
وبدأت موجة الحر في شمال غرب ووسط الهند منذ أسابيع، ولجأ العديد من السكان لعدم الخروج في ساعات الصباح والذروة لتجنب ضربات الشمس، لكن وفقا لصحيفة إنديان إكسبريس، أول حالة وفاة مرتبطة بموجة الطقس الحار في نيو دلهي هذا العام كانت لعامل يبلغ من العمر 40 عاما توفى بسبب ضربة شمس.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الهندية أن الحرارة القياسية المسجلة في نيودلهي قد تكون ناجمة عن خلل في جهاز القياس المعتمد. وجاء في بيان الهيئة مساء الأربعاء، إن محطة الرصد في مونغيشبور “سجلت حرارة قدرها 52,9 درجة مئوية خلافا لمحطات أخرى”.
وأصدرت سلطات المدينة إنذارا صحيا أحمر الأربعاء، وحذرت من “احتمال كبير للإصابة بأمراض مرتبطة بالحر لكل الفئات العمرية”، وبدا العجز على سكان العاصمة الهندية عن تخفيف وطأة الحر بسبب شح المياه، خصيصا في الأحياء الفقيرة.
كذلك، حذرت السلطات في نيودلهي من خطر شح المياه، مع تقنين الإمدادات في بعض المناطق. ونقلت صحيفة تايمز أوف إنديا عن وزيرة المياه أتيشي مارلينا دعوتها السكان إلى التحلي بحس “المسؤولية الجماعية” لوضع حد لهدر المياه.
ونقلت صحيفة إنديان إكسبرس عن مارلينا قولها إنه “من أجل حل مشكلة نقص المياه، اتخذنا سلسلة إجراءات مثل تقليل الإمداد بالمياه من مرتين في اليوم إلى مرة واحدة في عدد من المناطق، والتي يستمر إمدادها من 15 إلى 20 دقيقة فقط يوميا”.
وينتظر سكان المناطق التي تشهد ارتفاع درجات حرارة غير مسبوق في شمال غرب ووسط الهند موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في أخر شهر حزيران/ يونيو.
كذلك، شهدت باكستان المجاورة موجات حر شديدة، حيث سجلت درجة الحرارة القصوى بـ53 درجة مئوية، الأحد، في إقليم السند المتاخم للهند، وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أنها تتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ابتداء من الأربعاء، غير أنها توقعت أيضا موجات حر أخرى في شهر حزيران/يونيو.
وفي جانب أخر من النصف الجنوبي للأرض، سجلت المكسيك 48 حالة وفاة جراء موجة الحر التي تشهدها منذ آذار/مارس، حسبما أعلنت الحكومة فيما تتوقع البلاد تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة، بحسب ما أفاد وزارة الصحة المكسيكية، الجمعة، فيما عانى 956 شخصا من مشكلات صحية مختلفة من خراء ارتفاع درجات الحرارة.
في عام 2023، تم تسجيل رقم قياسي بلغ 419 وفاة بسبب موجة حر استمرت ثمانية أشهر في المكسيك التي يبلغ عدد سكانها 129 مليون نسمة، فيما قال الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مؤخرا إن موجة الحرارة الحالية “استثنائية”، مضيفا “إنها ظاهرة طبيعية مؤسفة للغاية، ولها بالطبع صلة بتغير المناخ”.
المصدر: مونت كارلو