“يجب أن تنتظر (اسرائيل) من مقاومتنا المفاجآت”، هكذا توعد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كيان الإحتلال بعد تهديد بنيامين نتنياهو بأن لدى جيش الإحتلال “خطط واضحة ومفاجئة” على الجبهة الشمالية.
كلام اقترن بالفعل بعد إدخال المقاومة اللبنانية معادلات جديدة الى الميدان، إذ شهدت في الأيام الأخيرة تطوراً نوعياً للمقاومة اللبنانية. فقد استطاعت الأخيرة ومع تكثيف عملياتها ضد الإحتلال الإسرائيلي إذهال العدو بإدخالها أسلحة جديدة الى الميدان العسكري، وإظهار قدرات متفوقة عليه، من خلال إدخال أيضاً تكتيكات ووسائل قتالية مغايرة. عمليات مختلفة كماً ونوعاً شهدها العالم واستطاعت انتزاع اعتراف خصوم المقاومة بأن الأخيرة قادرة على التحكم بالميدان العسكري والدخول عمقاً الى كيان الإحتلال (أكثر من 35 كلم) وإصابة الأهداف بدقة عالية عبر عملية توثيق إعلامية مرافقة تقطع الطريق على إعلام العدو وحلفاءه لمحاولتهم التشكيك في هذه العمليات. اليوم في فقرتنا، سنحاول الإضاءة على أثر إدخال الأسلحة الجديدة للمقاومة الى الميدان، وكيف تعامل معها الإعلام الغربي والعربي المطبع على حدّ سواء؟
المزيد مع الاعلامية زينب حاوي :
مفاجآت الميدان:
البداية مع إدخال المقاومة تكتيكات وأسلحة جديدة الى جبهة الإسناد لطوفان الأقصى. طائرات انقضاضية تستطيع الهجوم على 3 أهداف في الوقت عينه (موقع المطلة مثلاً)/ تسجيل اول غارة لبنانية على كيان الإحتلال/ إسقاط مناطيد تجسسية متطورة بعد رصد أماكن التحكم بها (فوق مستعمرة أدميت) وادخال صاروخ ارض-جو: أس. 5 الروسي الى جانب إظهار القدرة العالية على جمع المعلومات الإستخبارية من خلال استهداف الجنود الإسرائييليين في مواقع عسكرية مستحدثة . وكيفية اعتراف العدو بصدقية المقاومة وما تعلن عنه.
معادلة جديدة فرضتها المقاومة اللبنانية:
ادخال المقاومة اللبنانية للأسلحة الجديدة وارساءها معادلة جديدة سيما على صعيد التحكم الجوي، أظهر ضعف الإحتلال عن السيطرة والتحكم. شبكة “الجزيرة” وفي تقرير تحليلي نشر في 17 الشهر الحالي، تحت عنوان :”التصعيد مقابل التصعيد..حزب الله يكرّس معادلة جديدة لمواجهة اسرائيل”، أظهر من خلال تصريحات محللين سياسيين وعسكريين، مدى ضعف قدرة الإحتلال على التحكم الجوي تحديداً في الجبهة الشمالية. الأمر الذي دفع بالمقاومة حسب التقرير الى ارسال طائرات تجسسية وانقضاضية دون أي فعالية للقبة الحديدية أو للمضادات التي تمتلكها إسرائيل مثل مقلاع داوود والسهم. التقرير كشف عن اصابة المقاومة لنحو 90% من المنظومة التجسسية على الحدود، مما أفقد الإحتلال قدرته على التحكم الجوي في هذه الجبهة. واشار التقرير الى تطور قدرات المقاومة التي وصلت الى استخدامها طائرة انقضاضية يمكنها الوصول الى 3 أهداف في الوقت عينه. ويختم التقرير بالحديث عن ابتكار “حزب الله” لنهج عسكري جديد بدأ من القتال من مسافة صفر (كمين الناقورة) وصولاً الى ضرب العمق الإسرائيلي الذي بلغ 35 كلم.
تقليل الخسائر في الميدان اللبناني :
اهتم الإعلام الغربي بإدخال المقاومة اللبنانية معادلات عسكرية جديدة الى الجبهة الشمالية مع كيان الإحتلال. وكالة أسوشيتد برس على سبيل المثال وفي تقرير عنونته “حزب الله يستخدم أسلحة جديدة ضد اسرائيل مع استمرار الحرب في غزة” نشر يوم الجمعة الماضي. أقرّ بإن “حزب الله” تمّكن من خلال “تعديل استراتيجية هجماته من تقليل الخسائر في صفوف قواته مقارنة بالأسابيع الأولى من الصراع”. التقرير أيضاً يضيء على حالة الخوف التي يعيشها سكان مستوطنات ما يسمى ب”غلاف غزة”، وانتقال هذه الحالة النفسية الى سكان مستوطنات المحاذية للبنان. إذ بات يخاف هؤلاء من تكرار سيناريو 7 أكتوبر ثانية، لذا أقدم عدد منهم على بيع بيوتهم، وقالوا أن اقتحام المستوطنات من قبل الحزب اللبناني ليست الا مسألة وقت”.
اعتراف الإعلام العربي المطبع:
خطوة المقاومة اللبنانية النوعية العسكرية، أجبرت منصات الإعلام العربي المطبع على الإعتراف بهذا التقدم الميداني المتفوق على كيان الإحتلال. هذه المنصات التي دأبت طيلة الأشهر الماضية على مساندة الإحتلال إعلامياً ها هي تذعن للميدان العسكري وللحقائق التي تبثها المقاومة في عملياتها النوعية. شبكة “سكاي نيوز” الإماراتية، وفي تقرير لها، عنوانه :”حزب الله يتنقل من موقع الدفاع الى الهجوم على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية”، اقر بما وصفه بالمسار التصاعدي بإنتقاء الأهداف، عبر حجب أنظمة التجسس الإسرائيلية واستخدام صورايخ أكثر دقة، الى جانب تقليل الخسائر البشرية مقابل سقوط ربع القتلى الإسرائيليين في الأيام الأخيرة على الحدود.
المصدر: موقع المنار