الحرب الثالثة على لبنان.. سيخسرها الكيان في 24 ساعة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الحرب الثالثة على لبنان.. سيخسرها الكيان في 24 ساعة

الجيش الصهيوني

غابت التصريحات والمواقف العلنية المتعلقة بالجبهة الشمالية للكيان الصهيوني، خلال الأيام القليلة الماضية، عن ألسنة المسؤولين الكبار في الكيان، كرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وبرزت الرسالة الاعتراضية، التي بعث بها وزير النقب والجليل والمنعة الوطنية، إسحاق فاسرلوف (حزب يهدوت هتوراه)، إلى نتنياهو، والتي طالب فيها بالتدخل بشكل عاجل في قضية اتخاذ الحكومة قرارات بشأن خط المواجهة في الشمال، لأنّ التهديد الأمني يتزايد، ورؤساء السلطات ينهارون تحت العبء البيروقراطي. وهدّد فاسرلوف في رسالته بأنّه لا ينوي المشاركة في اجتماعات الحكومة حتى يتمّ اتخاذ قرار في الحكومة، و”التصويت على مساعدة سكّان الشمال”.

رئيس الكيان المؤقت، إسحاق هرتسوغ، زار الحدود الشمالية، وتفقّد حال المستوطنات فيها، وقال إنّه أصرّ على زيارة المنطقة في اللّحظات الصعبة التي يعيشها سكّانها، من أجل الاستماع إليهم، وأضاف أنّه يوجد لديهم شعور عميق بالتجاهل والإهمال، فالمسؤولون في القيادة، لا يسمعون ولا يصغون للآلام الهائلة الموجودة هنا، والناس لا يحصلون على إعانات البطالة، ويفقدون أعمالهم، ويعيشون تحت النار منذ فترة طويلة مع العديد من الشكوك، وهم يستحقون الحصول على إجابات كاملة.

64cb49c54c59b772aa170d18

ومن جهة المعارضة، أشار عضو الكنيست عوديد فورر (إسرائيل بيتنا) إلى أنّ إسرائيل خسرت الجليل في خمسة أشهر ونصف، إذ يوجد الآن حزام أمني داخل الأراضي الإسرائيلية، بدلاً من أن يكون الحزام الأمني داخل الأراضي اللبنانية.

وفي خطوة لافتة، عقد وزير الطاقة إيلي كوهِن مناقشة طارئة للتحضير لسيناريو انقطاع الكهرباء في الكيان الصهيوني، على نطاق واسع، قد يشمل نحو 60% من المنازل، في حال نشبت حرب مع حزب الله.

هكذا ينظر الجيش الصهيوني الى الوضع في الشمال

اما على المستوى الامني والعسكري فقد برز في المعطيات والمواقف الصادرة عن جهات عسكرية وأمنية في إسرائيل، حديث الجيش عن الوضع الصعب لمستوطني الشمال الذين أُجلوا من منازلهم منذ ما يزيد عن خمسة أشهر، في بيان ورد فيه: “نحن نعي جيداً الصعوبة الكُبرى والمستمرة لسكّان الشمال، ونقدّر المِنعة التي يُظهرها السكّان. الجيش الإسرائيلي ملتزم بمواصلة العمل لإيجاد واقع أمني جيد ومستقر”.

كما اشار الجيش أيضاً إلى أنّ “الهجمات الكثيفة في الشمال تُلحق ضرراً بالقدرات الجوّية والبرّية لحزب الله وأيضاً بقيادته. حيث يعمل الجيش الإسرائيلي طوال الوقت بغية دفع قوّات حزب الله وتشكيلاته عن منطقة جنوب لبنان وينفّذ في هذه المنطقة هجمات مهمّة”.

المقاومة الاسلامية - حزب الله

ووفقاً لتقارير إسرائيلية، يعتقدون في المؤسّسة الأمنية والعسكرية، أنّه لن تكون هناك طريقة طويلة المدى لردع حزب الله غير عملية عسكرية. وبحسب التقارير، هذا الموقف مطروح في النقاش الآن، كما كان مطروحاً قبيل 11/10/2023. ومع ذلك، تؤكّد مصادر رفيعة المستوى في المؤسّسة الأمنية على أنّه “في النهاية حتى وإن كانت هناك أيام معركة وحرب ستنتهي بنوعٍ من تسوية، إن كان ممكناً التوصُّل إلى تسوية قبل ذلك، من الأفضل التوصُّل إلى هذه التسوية دون حرب”.

وفي هذا السياق، أفادت تقارير أنّ إسرائيل لا تريد التدهور الآن إلى حرب في لبنان، لكن في حال عدم وجود خيار، يقولون، “سنصل إلى حرب”. التقارير أشارت إلى أنّهم في إسرائيل يدركون أنّ الأميركيّين لا يريدون أبداً اندلاع حرب في لبنان، لذلك يقولون للإسرائيليّين، إذا كنتم المهاجمين والمبادرين إلى حرب لبنان الثالثة، فلن نكون معكم، و”إسرائيل غير قادرة على إدارة هذه الحرب من دون دعم أميركي”.

اعضاء الكنيست ” خسرنا الجليل “

قدّم عدد كبير من كبار الخبراء والمُعلّقين تقديرات وقراءات حول المواجهة المندلعة بين الكيان الصهيوني وحزب الله منذ شهر تشرين الأوّل الماضي، رأوا فيها أنّه بالنسبة لحزب الله، المسيّرات والأنظمة المضادة للطائرات، هي سلاح استراتيجي، مهم يُشكّل خطراً على الكيان، لذلك، عمل الكيان على تحييد جزء من قدرات حزب الله عبر مهاجمتها خلال الحرب.
وأشار خبراء ومُعلّقون إلى أنّ حزب الله غيّر التكتيك عند الحدود ، وأنّ ما يحصل ضدّ حزب الله هو معركة ما بين الحروب مشيرين إلى أنّ التصعيد الأخيرالذي هو في الأساس مبادرة صهيونية، يعود إلى اقتراب الجانبين من عتبة الحرب الشاملة، كما يعكس زيادة كبيرة في المقامرة الصهيونية، على أمل أن تنكفئ قيادة حزب الله تحت الضغط العسكري المتفاقم.

و قال عضو الكنيست من حزب “إسرائيل بيتنا”، عوديد فور، في مقابلة مع القناة 14: “نحن خسرنا الجليل في خمسة أشهر ونصف الشهر، ويوجد حزام أمني داخل إسرائيل خال من المدنيين (المستوطنين)، بدلا من أن يكون الحزام الأمني داخل الأراضي اللبنانية” لذلك على الكيان أن يتأكّد أنّه “لن يكون هناك وضع تصل فيه إلى واقع تبقى فيه قدرات حزب الله على حالها، بحيث يجب تدميرها من أجل إعادة السكّان إلى بيوتهم”، كما يجب قطع الإتصال قدر المستطاع بين لبنان وسوريا.

وقد اشارت صحيفة يديعوت احرنوت في تقرير لها أنّ الكيان يلتزم بقواعد القتال القائمة، فهو لا يهاجم في بيروت، والمواجهة مع حزب الله تجري في إطار منطق معيّن، مدنيون في مقابل مدنيين، وعمق في مقابل عمق. و أنّ إسرائيل تنتصر على حزب الله في المستوى التكتيكي، لكن على الرغم من ذلك، فإنّ الوضع مختلف على الصعيد الاستراتيجي. “المحور الشيعي، بقيادة إيران وحزب الله، لديه إنجازات غير قليلة، في مركزها، القدرة على تهجير أكثر من 80 ألف مواطن وخلق منطقة عازلة داخل مناطقنا، وعلى حساب سيادتنا”. و أنّ الوضع في الشمال لا يُطاق، فالمنطقة في حالة دفاع منذ أكثر من 5 أشهر، مع نحو 80 ألف شخص من سكّانها موجودون خارج بيوتهم. و”هذه معادلة غير سليمة سواء للواقع الأمني أو للردع الإسرائيلي”.

poster-26

ومع ذلك، يرى خبراء ومُعلّقون أنّ سيناريو حرب لبنان الثالثة اليوم، غير مناسب للكيان الصهيوني، فحزب الله كلّه متأهّب، من القيادة وحتى آخر جندي على بُعد متر من الحدود، مع مشكلة إسرائيلية في التسليح، والتي تحتاج إلى قطار دائم من الولايات المتحدة، هو غير مضمون حالياً.

وحذّر خبراء ومُعلّقون من أنّ الكيان دولة صغيرة، وإن كانت قويّة، لذلك يوجد قيود على قوّتها، وبالتالي الحروب التي تخوضها ولا تنتهي بتسوية سياسية قوية، محكومة بالفشل. وأضافوا أنّ من يعتقد أنّ هناك قدرة لإسرائيل على إزالة تهديد حزب الله بكلّ ما للكلمة من معنى، وتجريده من الصواريخ، فهو يكذب على الجمهور، لا يوجد قدرة كهذه، لذلك ممنوع علي إسرائيل أن تصل إلى حرب لبنان الثالثة، لأنّها ستكون نكبة، وستكون حرباً ستخسرها إسرائيل في الـ 24 ساعة الأولى منها.

وانتقد خبراء ومُعلّقون ما أسموهم “الدجالين بمن فيهم أعضاء في الكابينت”، الذين يُحرّضون على الحرب، لأنّهم “إمّا لا فكرة لديهم عما يتحدثون، وإمّا- وهذا أخطر- أن يكونوا يعرفون (الواقع)، مع ذلك يحرّضون على الحرب”. وأضافوا أنّ التهديدات ضدّ حزب الله من قبل وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي أصبحت موضع سخرية من قبل قيادة حزب الله، ففي الشرق الأوسط، ما يهمّ هو الأفعال.

المصدر: يديعوت احرنوت + قناة كان + القناة 12 العبرية +موقع والا العبري + القناة 13 العبرية