مجدداً، تنطلق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من واقع المنتصر في الميدان، لتضع شروطها كأولوية على طاولة التفاوض المنتظرة في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأيام المقبلة.

هذه الشروط، التي تمّ تظهيرها من قبل الحركة في مقترح اتفاق من ثلاث مراحل جاء كرد على مقترح “باريس2″، أكدت من خلالها الحركة للعدو والصديق أنها أساس في تحديد ماهية أي اتفاق مع العدو، وفي مقدمتها كما بات معلوماً الوقف الدائم لاطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، بدءاً في المرحلة الأولى من شارعي الرشيد ومحور صلاح الدين للسماح بعودة النازحين ومرور المساعدات إلى شمال قطاع غزة.

هذه الشروط التي وصفها القيادي في حركة حماس أسامة حمدان بالـ “واقعية وذات مرونة عالية”، لافتاً إلى أن “تبادل الأسرى يجب أن يتم، لكن ليس على حساب القضايا الأساسية وأولاها وقف العدوان”.

في المقابل، يواصل رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، سياسة المماطلة والمراوغة في محاولة لإطالة أمد الحرب وهو الذي لا زال يلوّح بورقة الدخول إلى رفح. الأخير وصف مقترح “حماس” بأنه “غير واقعي”، لكنه في الوقت نفسه أعلن أن وفداً سيتوجّه إلى قطر لمناقشة اتفاق محتمل، في حين أشارت التقارير الإعلامية إلى أن الوفد سيصل إلى الدوحة غداً الاثنين برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات لدى العدو (الموساد) ديفيد برنيع.

وفي السياق، يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم لبحث صلاحيات وفد التفاوض. هذا المجلس الذي تعصف به الخلافات والتجاذبات وهو الغارق في وحل هذه الحرب، قالت مصادر إعلامية إن اجتماعه اليوم كان من المخطط أن يتم أمس السبت، لكن نتنياهو قرر تأجيله، مما دفع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى عقد جلسة بديلة مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية، لبحث صفقة التبادل والموقف من مقترح حماس.

وفي هذا الاطار، نقلت يديعوت أحرونوت عن وزراء في حكومة العدو قولهم “لدينا انطباع بأن نتنياهو يحاول تأخير القرارات الصعبة”. كما نقلت صحيفة معاريف عن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق موشيه يعلون قوله إن “التهديد بدخول رفح خدعة”، متسائلاً “إذا كنا بحاجة للدخول فلماذا لم ندخل وسرحنا وحدات الاحتياط؟”، مضيفاً أنه “لا مفر من الذهاب إلى الانتخابات في أسرع وقت ممكن وإخراجنا من هذه الأزمة بقيادة مختلفة”.

يأتي ذلك في حين تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين الليلة في أكثر من 40 موقعاً، مطالبين بإجراء انتخابات فورية.

من جهة ثانية، وفي سياق الخلافات والفوضى المستعرة داخل الكيان، علّق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على إعلان الجيش إجراء تعيينات جديدة، قائلاً إنه “سيطالب مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بوقف التعيينات”. وأضاف أنه إذا لم يفهم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من تلقاء نفسه أنه لا ينبغي الانشغال بتعيينات وصفها بـ”غير العاجلة” فسيجعله يفهم ذلك عبر الكابينت، وفق تعبيره.

كلام سموتريتش جاء في وقت ذكرت فيه إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي سيجري غداً عملية ضخمة من التعيينات في الجيش الإسرائيلي برتبة عقيد.

وأكدت الإذاعة أن “هاليفي سيعيّن 52 ضابطاً جديداً، بينهم ضابطان بمنصبين حساسين لأن لهما علاقة مباشرة بالحرب على غزة والإخفاق الأمني والعسكري الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”. وأوضحت أن “المنصبين هما ضابط مخابرات القيادة الجنوبية في الجيش ورئيس إدارة التنسيق والارتباط المسؤول عن إدخال المساعدات لغزة”. وأضافت الإذاعة أن هاليفي سيعّين أيضا 4 قادة ألوية في الساحات الثانوية، وهي اللواء 300 في الجليل الغربي وألوية السامرة وعتصيون ويهودا.

وأفادت بأن “من بين الضباط الذين يتنافسون على مختلف المناصب قادة وحدات شاركوا في الحرب على غزة والعملية البرية في القطاع”.

وصول أول شاحنات مساعدات إلى شمالي القطاع

في سياق منفصل، وصلت أول شاحنات المساعدات إلى شمالي القطاع منذ نحو 4 أشهر.

وكانت قد وصلت أمس، أول سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر ممرّ بحري من قبرص، تفريغ حمولتها البالغة 200 طن، والتي تمثّل حوالى 300 ألف وجبة من الأرز والدقيق والسلع المعلبة، على ساحل القطاع.

تطورات العدوان

استشهد فلسطيني في قصف مدفعي للعدو شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك مع استمرار الغارات الجوية على مناطق عدة في مدينة غزة وشمالي القطاع. وأفاد مصادر إعلامية بانتشال 5 شهداء من مدينة حمد جنوبي قطاع غزة بعد انسحاب جزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق، نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطع فيديو يوثق نقل طواقمه شهداء ومصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى جراء قصف الاحتلال منزلاً في دير البلح وسط قطاع غزة الليلة الماضية. وقال الهلال الأحمر إن طواقمه نقلت 9 شهداء و21 مصابا إلى المستشفى.

وسبق أن أكدت مصادر استشهاد 12 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في دير البلح.

وأكدت وسائل إعلام محلية أن غارات الاحتلال استهدفت منذ فجر اليوم المناطق الجنوبية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تزامنا مع أخرى استهدفت شمال شرقي رفح. وأضافت أن الطيران الإسرائيلي قصف مناطق غرب مدينة غزة وسط القطاع.

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 92 شهيدا و130 مصابا. وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 31 ألفا و645 شهيدا و73 ألفا و676 مصابا، وفق وزارة صحة غزة.

الهلال الأحمر: المساعدات التي دخلت شمال القطاع قليلة

قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس إن شاحنات المساعدات التي دخلت شمال القطاع الليلة الماضية قليلة، مطالبا بدخول المزيد من المساعدات. وأكد النمس أن قوات الاحتلال تستهدف قوافل المساعدات ومراكز توزيعها في شمال القطاع، مضيفا أن أكثر من 28 طفلا توفوا بسبب الجفاف وسوء التغذية. وطالب بتحرك أممي فاعل لمنع مزيد من الوفيات بسبب الجوع.

من جهة ثانية، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاحتلال يواصل اعتقال 13 فردا من طواقمه والمتطوعين معه، الذين لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة. وأشار إلى أن الاحتلال أفرج عن أحد المتطوعين الذين اعتقلهم خلال اقتحام مستشفى الأمل في خان يونس جنوبي القطاع، وذلك بعد اعتقال دام 36 يوما.

بلجيكا: موت الأطفال جوعا بغزة غير مقبول على الإطلاق

قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن “موت الأطفال جوعا في غزة أمر غير مقبول على الإطلاق”. وشدد دي كرو، على “ضرورة توقيع الطرفين (إسرائيل وحماس) على اتفاق وقف إطلاق النار على الفور”، حسب قوله.

العفو الدولية تناشد بايدن وقف الحرب في غزة

المصدر: موقع المنار