أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن “حزب الله يعمل على خطين متوازيين على خط خدمة الناس وتقديم كل ما يمكن تقديمه للتخفيف من معاناتهم خصوصا في ظل الحصار الاميركي المفروض والضائقة المعيشية والاقتصادية والمالية، وعلى خط المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني الذي يستهدف بلدنا واهلنا وكوادرنا وقرانا”.
وشدد خلال رعايته اطلاق حملة الخير– ثقافة التي تنظمها جمعية “امداد الإمام الخميني” في شهر رمضان على ان” المقاومة الاسلامية في لبنان ستواصل حضورها في الميدان، ولا يمكن أن يردعها شيء عن الرد بقوة وحزم على كل الاستهدافات والاعتداءات الصهيونية والقيام بما يجب لحماية أهلنا وقرانا ولبنان وردع العدو”، مؤكدًا أنه “كما انتصرنا في كل المواجهات السابقة، سننتصر في هذه المواجهة، ونحن واثقون بوعد الله تعالى بالنصر”.
نص الكلمة
قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا)
الشكروالتقدير للجنة الامداد على جهدها وعطائها ورعايتها لالاف الفقراء والمحتاجين والشكر والتقدير لكل من يساهم بعمل او جهد او مال او خدمة من اي نوع في هذا العطاء وفي هذه الرعاية.
والشكر لكم جميعا على حضوركم، حضور وسائل الاعلام والاعلاميين والناشطين على وسائل التواصل وتعاونكم في هذه الحملة حملة الخير ثقافة لتعميم الخير روحية العطاء والتكافل الاجتماعي والانفاق والبذل للتخفيف من معناة الفقراء والمحتاجين .
الهـدف الأساسـي لهذه لجمعية الامداد العريقة التي تحمل اسم اعظم رجل عرفه تاريخنا المعاصر وهو الامام الخميني(قده) هو رعاية واحتضان العوائل الفقيرة والمحتاجة، وتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات والخدمات لهذه العوائل الشريفة، وهي تعتمد في جمع مواردها ورصيدها على اهل الخير والمحسنين والصدقات والمتبرعين، وهي تحتاج الى وسائل وأساليب تسمح لها بالوصول الى أكبر قدر ممكن من الشرائح الطيبة والخيرة في المجتمع لتكسب دعمهم ومساندتهم وبمختلف الوسائل بعد تعريفهم بانشطتها وانجازاتها وحجم عطاءاتها، وبذلك تستطيع جذب المزيد من المتبرعين والموارد التي تسمح لها بمواصلة وتطوير نشاطها، ومن اهم هذه الوسائل هي وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الوسائل التي تتقدم اليوم كمصدر للمعرفة على كل الوسائل الاخرى، حتى على التلفزيون .
بحسب الاستطلاعات والدراسات التي قمنا بها مؤخرا حول مصدر المعرفة لدى الفئات لا سيما لدى الشباب، فان وسائل التواصل هي المصدر الاول للمعرفة والاطلاع والثقافة والوعي .
المؤسسات التى تستطيع تنظيم حملات دعاية ناجحة يمكنها الحصول على تدفقات وتبرعات أكبر، ولذلك يصبح الترويج والدعاية لها ضرورية لخدمة الناس والفقراء.
الترويج لثقافة الخير والصدقة في المجتمع والتعريف بهذه الجمعية عبر وسائل التواصل، وحث الناس ودعوتهم الى التفاعل مع الجمعية والتبرع لها، ومشاركتها ولو في الترويج لثقافة الخير، اهميته كاهمية نفس الرعاية وقيمته نفس قيمتها.
اهمية وقيمة هذا العمل هو انه من ابرز مصاديق العمل الصالح الذي اشارت اليه الاية التي تلوتها (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا)
بل هو من احسن العمل او (من العمل الاحسن) الذي اشار اليه قوله تعالى في اية اخرى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
هذا النوع من الاعمال والمبادرات هو من الاعمال التي يحبها الله بل من احب الاعمال عند الله، لانها تخدم الناس وتنفع الناس وتساعدعم على فعل الخير وعلى توجيه امكاناتهم في الاتجاه الصحيح، وتساعد بالتالي المؤسسة على القيام بعملها بشكل افضل والتخفيف من الصعاب والمعاناة للمحتاجين
وقد ورد في الحديث: (الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ)
وسئل رسول الله (ص) من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس.
من علامات توفيق الانسان هو ان يكون من الفريق الذي يساهم او يعمل في مجال خدمة الناس:
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): (إنَّ الله تعالى خلقَ خلقاً من خلقهِ، إنتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا، ليثيبهم على ذلك الجَنّة فان استطعت أن تكون منهم فكُن
العامل في هذه المجموعة يجب ان تكون خلفيته دائما رسالية وليست وظيفية بمعنى ان الروحية الرسالية هي الحاكمة على العمل وليس شيء اخر، وان يعمل بشكل جاد ودؤوب وكأن الانسان يعمل لنفسه وعياله
وعندما تقترن هذه الاعمال والمبادرات بالاخلاص وتكون لوجه الله، وابتغاء مرضاة الله، وبخلفية رسالية، وبخلفية تحمل المسؤولية ومساعدة الناس، عندما تكون لوجه الله وعلى قاعدة (انَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) فان الله سبحانه وتعالى يبارك فيها ويرفعها اليه (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ).
والعمل الذي يرفعه الله اليه يكتسب صفة الديمومة والاستمرار والبقاء والخلود ويبقى محفوظا عند الله وثوابه محقق، والقرآن يؤكد على أنّ ما نعمله من خير وما نقدمه من خدمة للناس، سنجده عند الله: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
. وفي آية أخرى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا﴾ويقول سبحانه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.
اليوم في ظل الازمات المتراكمة وتردي الاوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية وفي ظل غياب الدولة وعجزها عن تحمل مسؤولياتها تجاه اهلنا ومناطقنا وبلداتنا والطبقات الفقيرة والضعيفة تصبح الحاجة الى العمل الخيري الانساني اكثر من ملحة وتصبح هذه المسؤولية هي مسؤولية المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته.
والتنافس الهادف والهادىء في هذا المجال الذي لا يؤدي الى مزاحمة الاخر ولا الى اعطاء انطباع سلبي او صورة غير مناسبة عن حالتنا، هو امر مشروع بل ومطلوب.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهلهِ)
التكامل مع التنظيم والتعاون والتنسيق هو امر مطلوب ولا ينبغي التحسس طالما ان الهدف واحد وهو خدمة الفقراء،
اليوم حزب الله يعمل على خطين متوازيين: على خط خدمة الناس وتقديم كل ما يمكن تقديمه للتخفيف من معاناتهم خصوصا في ظل الحصار الامريكي المفروض والضائقة المعيشية والاقتصادية والمالية، وعلى خط المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني الذي يستهدف بلدنا واهلنا وكوادرنا وقرانا.
المقاومة الاسلامية في لبنان ستواصل حضورها في الميدان، ولا يمكن ان يردعها شيء عن الرد بقوة وحزم على كل الاستهدافات والاعتداءات الصهيونية والقيام بما يجب القيام به لحماية اهلنا وقرانا وحماية لبنان وردع العدو، وكما انتصرنا في كل المواجهات السابقة، سننتصر في هذه المواجهة ، ونحن واثقون بوعد الله تعالى بالنصر.