تعود ذكرى القادة الشهداء، سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي، شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب والقائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، هذا العام في ظل تنفيذ المقاومة عملياتها اليومية بدك مواقع العدو الاسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة في جبهة مساندة ودعم لاهالي قطاع غزة ومقاومتهم بمواجهة العدوان الصهيوني المستمر منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر 2023.
تعود الذكرى هذا العام لتؤكد للعالم ان هذه الدماء الزكية للقادة الشهداء وغيرهم من أخوانهم ورفاقهم وتلامذتهم الشهداء وايضا تضحيات الجرحى وجهود المقاومين الأحياء، قد أينعت تطورات نوعية في عمل المقاومة وإمكاناتها في مختلف المجالات لا سيما منها العسكرية والامنية حيث تتم مجابهة العدو الاسرائيلي في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، في معركة جلية لا لبس فيها ولا شك في قدسيتها، دعما للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة ولمساندة مقاومتها بمواجهة العدوان الغاشم.
ولا شك ان ثبات المقاومة في رسم المعادلات الرادعة للعدو الاسرائيلي على الرغم من كل التطور التكنولوجي لدى الكيان الصهيوني، يلخص كثيرا من قوة هذه المقاومة التي باتت رقما صعبا جدا لا يقلق فقط العدو الاسرائيلي ويخيفه ويرعب مستوطنيه بل هو “وجود” يقلق كثيرا من الداعمين لهذا الكيان الغاصب سواء من الانظمة الغربية وعلى رأسها الادارة الاميركية او بالنسبة للعديد من الانظمة الاقليمية، ولذلك نشاهد ونقرأ يوميا ما يساق من ضغوط سياسية ودبلوماسية تتخلص بكم كبير من الموفدين الذي وصلوا في الفترة الاخيرة الى لبنان او تواصلوا مع مسؤوليه الرسميين او مع قيادة حزب الله للمطالبة بتخفيف الضغط عن الكيان الغاصب، والرد كان دائما حاسما ومختصرا أن المعيار هو وقف العدوان على غزة.
وبالسياق، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته خلال احتفال “يوم الجريح المقاوم” إنه “عندما يقف العدوان على غزة سيقف اطلاق النار في الجنوب..”، وأكد أن “من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومخطئ تماماً ويبني على حسابات خاطئة”، وشدد على أن “المقاومة اليوم أشد يقينا وأقوى عزما لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة”، ولفت الى ان “كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن اسرائيل”، واوضح ان “اسرائيل القوية كانت خطرا، أما الخائفة والمردوعة فتشكل حالة أقل خطرا وضررا على شعوب المنطقة”.
وبالتوازي مع كل ذلك، تلبس الضغوط، ثوب التحريض الاعلامي حينا والطائفي والمذهبي والسياسي أحيانا اخرى في محاولة لتشويه صورة ما تقوم به المقاومة وحرف بوصلة ما يجري وتحويله الى “الزواريب” الداخلية او الفئوية بعيدا عن غايته الحقيقية لتشتيت الأنظار عما يجري في غزة وعن كل ما قام ويقوم به العدو الاسرائيلي بضوء أخضر غربي اميركي اوروبي وبصمت وتواطؤ وعجز من الكثير من الانظمة العربية والاسلامية، لذلك يذهب بعض هؤلاء الى التصويب على المقاومة في محاولة لإخفاء انبطاحهم امام الاميركي والاسرائيلي وعجزهم عن تقديم أي تبرير واقعي منطقي عن هذا الرضوخ امام شعوبهم التي باتت تخاف رفع الصوت لتطالبهم بدعم فلسطين وشعبها او لتحاسبهم عن التقاعس المخزي.
فالمقاومة القوية والمقتدرة كما أنها ردعت العدو الاسرائيلي وهشمت صورته، فهي فضحت كل هذه الانظمة والدول التي طالما رفعت شعارات دعم فلسطين وحقوقها(فقط في المؤتمرات والخطابات) او تلك التي كانت تتغنى بحقوق الانسان وسيادة الاوطان وغيرها من مصطلحات رفعها ما يسمى “الرأي العام الدولي ومؤسسات ومنظمات” ليتبين انها فقط تستخدم بحسب المصالح السياسية للقائمين عليها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية.
ولعل من المفيد تذكير البعض ممن يحلمون بإبعاد المقاومة عن أرضها وناسها في الجنوب او غيره، او في أي بقعة جغرافية اخرى أيا كنت مساحتها، بما قاله القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان) حيث اوضح للجميع ان هذه المقاومة باتت متجذرة لا يمكن إزالتها او محوها او تجاوزها، وبالتالي لا يمكن لأحد الحديث عن إبعاد المقاومة من هنا او هناك خدمة للعدو او لإرسال رسائل تطمئنه، بل بالعكس يجب عدم إراحة العدو بأي شكل من الأشكال وتركه في حالة من الخوف والحيرة يحلل كل حركة تقوم بها المقاومة، لا سيما انه متربص بنا وكل ما جرى ويجري في غزة منذ 7 اكتوبر وبالتزامن في جنوب لبنان يؤكد ان هذا العدو لن يترك هذا البلد يرتاح طالما استطاع إحداث الفتن والمشاكل وصولا للاعتداء عليه عسكريا إذا ما أتيحت له الفرصة بذلك.
ففي ذكرى القادة الشهداء ما يجري هو شاهد بسيط على ما زرعوه وما نحصده اليوم من ثبات واقتدار ومشاهد عز بمواجهة العدو الاسرائيلي وعلى امتداد قرى الجنوب، وصولا لما سنحصده في المستقبل من انتصارات حاسمة ونهائية..
المصدر: موقع المنار