بشكل يثير الدهشة فإن أحلام كبار السن غالبًا ما تكون بألوان قاتمة لا حياة فيها، كما أن أحلامهم تختلف عن أحلام الشباب!
جاءت جمعية علم النفس الأمريكية بنظرية استثنائية وهي أن أحلام كبار السن تكون بدون ألوان نابضة بالحياة لأنهم قد نشأوا في عصر تلفاز الأبيض والأسود. لكن هذا التفسير يبدو غير منطقي، وهو ما قد يعني أن أولئك الأشخاص الذين وُلدوا في عصر الأفلام الصامتة، ستكون أحلامهم بلا صوت، والأطفال الذين كبروا في عصر أجهزة التلفاز ثلاثية الأبعاد، ربما سيسقطون من أسرِّتهم لأنهم يحلمون بشكل ثلاثي الأبعاد!
السبب الذي يجعل الأحلام قليلة الألوان سواء من حيث المحتوى أو اللون، هو أنه حين نكبر في السن فإننا نحلم بنشاط أكثر وبشكل مكثف خلال الفترات التي يزيد فيها الانفعال العاطفي. يحلم المراهقون وصغار السن بشكل كبير، فهناك الكثير من الأحداث التي تسير في حياة اليقظة، فيكون على العقل اللاواعي أن يعمل طوال الليل وبشكل إضافي. لكن حين نكبر في السن، ندخل في حالة الروتين، حيث لا توجد أعمال كثيرة يقوم بها العقل اللاواعي.
فحين تعود لحظات الانفعال العاطفي بشكل غير متوقع، مثل: فقدان الوالدين، التقاعد، الحالة الصحية المتردية، وفاة شريك الحياة، ستعود الأحلام بكثافة كما المراهقين. ومع تعاطي الحبوب المضادة للاكتئاب، وأقراص النوم، ستكون الأحلام قليلة الألوان وأكثر هدوءًا.
من الجيد إدراك أن موضوع الحلم قد لا تكون له صلة بذات المواضيع في حياة اليقظة. فقد تعتقد أن كبار السن يحلمون بالوفاة أكثر من الصغار. في الحقيقة، تصبح أحلام الوفاة أقل شيوعًا حين نكبر في السن، في المقابل تزداد الأحلام حول الأشخاص الذين توفوا، والمناجاة والتحدث إليهم كما لو كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
وعلى العكس من ذلك، فالشباب هم غالبًا ما يحلمون بالموت، ليس لأنهم يخافون منه، لكن لأن الأحداث الدرامية المثيرة تمثّل تحولًا كبيرًا في حياتهم، مثل الانتقال لوظيفة جديدة. في حين أن كبار السن لا توجد الكثير من التحولات الهامة في حياتهم، لذلك فأحلام الموت تكون بوتيرة أقل. أما من هاجروا من بلادهم إلى دولة أخرى فربما قد يجدوا أن أحلامهم باللغة الأم. وأولئك الذين بدأوا حياتهم بأجسام صحية وسوية، لكنهم لاحقًا تعرضوا لحادث جعلهم يلازمون الكرسي المتحرك، فنادرًا ما يحلمون بأنفسهم بدون هذا الكرسي.
هناك أنواع محددة من الأحلام التي تتكرر بشكل كبير مع التقدم في السن. ومن أكثرها شيوعًا تلك التي تنطوي على فقدان المحفظة أو أي شيئ آخر ذي قيمة، أو العودة إلى مكان العمل ليجد أنه فارغ أو مكتظ بأشخاص آخرين لا يعرفهم، أو الأحلام الاستباقية التي تتنبّأ بالوضع الصحي (والتي تعني بدء ظهور عرض معين لمرض ما).
المصدر: مواقع