195 دولة في هذا العالم لا يوجد في غالبية أعلامها اللون الأرجواني فما السبب وراء ذلك؟ وهل هناك تفسير منطقي حول عدم وضع معظم الأمم اللون الأرجواني في أعلامها الوطنية؟
فهناك أنماط متنوعة وتصاميم فريدة نراها عندما يتعلق الأمر بالأعلام الوطنية لبلداننا، حيث استخدم البعض الألوان الزاهية مثل البرتقالي والأصفر بينما وضع البعض النجوم والتنين في ألوانهم. لكن لم يظهر اللون الأرجواني في أي مكان في أي من الأعلام.
ويعود ذلك لعدة نظريات لكن ستندهش من معرفة السبب الرئيسي وراء ذلك، والذي يعود للثمن الباهظ للنسيج الأرجواني في تلك الأيام حيث لم تكن البلدان قادرة على تحمل مثل هذا الإسراف في ذلك الوقت.
كان هذا اللون باهظ الثمن في القرنين السادس عشر والسابع عشر لدرجة أن أصحاب الثراء الفاحش فقط هم من يستطيعون استخدامه حيث كان يُنظر إليه على أنه رمز البذخ، في حين أن السبب في كون هذا اللون مكلف للغاية هو أنه كان نادراً والطريقة الوحيدة لإنتاجه كان بشكل طبيعي، وفق مقال لموقع ” edtimes”.
وتعود أصول الصبغة الأرجوانية إلى مدينة صور الفينيقية القديمة (في لبنان حالياً) الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، اذ اعتاد سكان صور على إنتاج صبغة أرجوانية من حلزون البحر المعروف باسم صبغة “الموركس” الشوكية الأصلية في تلك المنطقة.
فيما تضمنت العملية العثور على الآلاف من القواقع البحرية على شواطئ البحر، وفتح أصدافها واستخراج المخاط اللزج من غددها التي تعرض بعد ذلك لأشعة الشمس.
وفي ضوء الشمس يتحول المخاط إلى اللون الأبيض، ثم الأصفر والأخضر، ثم الأحمر، وفي النهاية يتم الحصول على لون أرجواني عميق ونابض بالحياة وعُرفت هذه الصبغة الأرجوانية باسم Tyrian Purple.
وكانت العملية تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب جهداً كثيفاً، علاوة على ذلك كان يلزم ما يقرب من آلاف الحلزونات لإنتاج غرام واحد فقط من الصبغة، وهو ما يفسر بوضوح سبب كونها أغلى من وزنها بالذهب.
لكن في الوقت الراهن لم يعد اللون الأرجواني باهظ الثمين ويعود الفضل في ذلك إلى الكيميائي الإنجليزي ويليام هنري بيركين، الذي اخترع عن طريق الخطأ في عام 1856 الطريقة الاصطناعية لإنتاج الصبغة الأرجوانية عندما كان يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً فقط عندما كان طالباً يدرس الكيمياء.
وكان يحاول في الواقع صنع الكينين الاصطناعي المستخدم في علاج الملاريا ولكن بدلاً من ذلك انتهى به الأمر إلى صنع اللون الأرجواني.
واستحوذ على براءة اختراع هذه الطريقة الاصطناعية لصنع الأصباغ الأرجوانية، وبنى مصنعاً وبدأ في إنتاج أطنان من اللون الملكي مما جعله متاحاً للجمهور غير الثري أيضاً.
وعلى الرغم من أن اللون أصبح شائعاً بعد القرن العشرين، فقد تم بالفعل تصميم جميع الأعلام الوطنية من قبل الدول ولم يتم تغييرها منذ ذلك الحين.
وهناك دولة واحدة فقط هي دومينيكا التي تم اعتماد علمها الحديث في عام 1978، وعليه جزء بسيط من اللون الأرجواني.
المصدر: مواقع