بين عامي 1979 (العام الذي أعلن فيه الامام الخميني(قده) الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوماً عالمياً للقدس) و2023، مسار تراكمي طويل من المقاومة والنضال بأشكال كثيرة.
لم تتجلَ ثمار هذا المسار يوماً أكثر من هذه الأيام، إذ إن هذا التراكم والتطور في فعل المقاومة الذي كان أبرز تجلياته خروجها عن الإطار الجغرافي لتستحيل محوراً كاملاً موحد الساحات من فلسطين إلى لبنان فسوريا وايران والعراق واليمن، محوراً متكاتفاً تحت لواء القضية الفلسطينية. وقد برز ذلك من خلال المواجهة الأخيرة منذ أيام نصرة للأقصى ودفاعاً عنه، والتي أدّت إلى لجم العدو وإرغامه على إصدار قرار بمنع دخول المستوطنين إلى المسجد المبارك خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.
من هنا تبرز أهمية إعلان الإمام، ورؤيويته. فمما لا شك فيه أن إمام المستضعفين أدرك أن نصرتهم لن تكون ممكنة إلا من بوابة القدس، حيث سيهزم رأس الاستكبار. وحيث صدحت حناجر الفلسطينيين اليوم الجمعة نصرةً لها مع عزيمة لم يسبق لها مثيل وايمان أقوى من أي وقت بأن النصر على العدو وقهره بات ممكناً.
في السياق، أدّت حشود مهيبة، قيل إنها لامست الربع مليون مصلّ، صلاة الجمعة الأخيرة بالمسجد الأقصى المبارك والتي تصادف يوم القدس العالمي.
وبالرغم من التضييقات التي قامت بها قوات الاحتلال على مداخل المدينة المقدسة إلا أن حشوداً ضخمة وصلت للأقصى من كافة أرجاء الضفة والداخل المحتلين لأداء الصلاة فيه.
يأتي ذلك في وقت سبق أن أدّى الآلاف من المواطنين، فجراً، صلاة فجر الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بالمسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، أن عشرات الآلاف من المصلين احتشدوا في المسجد الأقصى المبارك في مشهد مهيب، بالرغم من معيقات الاحتلال التي وضعها في وجه المصلين.
وكثفت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم من انتشارها في البلدة القديمة في القدس المحتلة ومحيطها. كما وسعت قوات الاحتلال من انتشارها في الضفة الغربية ونفذت اعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة المحتلة. وزعمت قوات الاحتلال أن هذه الحشود للجيش والشرطة في الضفة والقدس، جاءت نتيجة وجود عدد كبير من الإنذارات لتنفيذ عمليات فدائية. وفي ذات الإطار، كثف جيش الاحتلال الصهيوني خلال اليومين الماضيين نشر بطاريات “القبة الحديدية”.
حماس: تحرير القدس والأقصى مسؤولية تتشارك فيها فلسطين والأمَّة
هذا وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن “مسؤولية تحرير القدس والأقصى تتشارك فيها كل مكونات الأمة لأنهما محور الصراع مع العدو الذي يحتل أرضنا ويقتّل ويهجّر شعبنا ويهوّد مقدساتنا”.
وأضافت الحركة في بيان صحفي اليوم، أن “يوم القدس العالمي يعد مناسبة لتذكير الأمة العربية والإسلامية قاطبة بمسؤولياتهم في الوقوف مع القدس التي تتعرض لعدوان متصاعد منذ احتلالها، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق”.
وثمّنت الحركة “كل مواقف الدول وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني ونضاله المشروع”، داعية “أمَّتنا العربية والإسلامية إلى حشد كل الطاقات، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً، لمزيد من التضامن والدعم لصمود شعبنا وثباته على أرضه التاريخية، ونصرةً للمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك”.
كلمة منتظرة للسنوار والسيد رئيسي
وكشفت مصادر اللجنة الفلسطينية أن مهرجان إحياء يوم القدس العالمي في قطاع غزة سيكون مميزاً هذا العام بخطابين مهمين للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي سيخاطب لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، والثاني لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار أبو إبراهيم، وهو الخطاب الأول له منذ نهاية العام الماضي، بحسب المصادر.
وإطلالة السنوار هي الأولى ايضا له بعد تطورات الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية، عقب تنكيل الاحتلال بالمصلين والمرابطين في الأقصى، وما أعقبه من رد المقاومة بصواريخ انطلقت من غزة ولبنان.
المصدر: موقع المنار