روى الممرض الفلسطيني إلياس الأشقر، حكايته الحزينة عندما كان يؤدي واجبه الطبي والإنساني بمستشفى النجاح الجامعي بمدينة نابلس، ففوجِئ بجسد والده عبد العزيز الأشقر في غرفة العمليات جثة هامدة.
وقال الأشقر في لقاء مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، مساء الخميس، إنه كان على رأس عمله منذ بداية النهار، وكان أفراد الفريق الطبي على علم باجتياح قوات جيش الاحتلال لمدينة نابلس، والجميع على أهبة الاستعداد لاستقبال إصابات.
وأضاف “في حدود الساعة 11 صباحا، بدأت أولى حالات الإصابات تصل المستشفى؛ وفي حدود 12 والنصف دق جرس الإنذار في قسم الطواري وأسرعنا بالذهاب إلى هناك لتقديم المساعدة للحالات الحرجة”.
وتابع عند وصولي للقسم كان الطبيب يقوم بمحاولة إنعاش أحد الشهيدين الموجودين في غرفة العناية المكثفة، وطلب مني المساعدة. وفي تلك اللحظة انتابني شعور بأنني فقدت شيئا ثمينا”.
وقال “بعد أن أعلن الطبيب عن استشهاد المصاب الذي كان بين يديه، أزحت عن وجهه لأكتشف وجه أبي”، مضيفاً “لم أصدق في البداية. لكن بعد أن أدرت وجهه أيقنت أنه أبي، ليعم الصمت المكان”.
وعن ملابسات استشهاد والده، أوضح إلياس الأشقر أنه ذهب إلى صلاة الظهر وعندما خرج من المسجد تزامن ذلك مع إطلاق نار من سيارات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فأصيب خلاله هو وشخص آخر.
وقال إن غياب الأب لا يمكن تعويضه، مضيفا أن والده الشهيد كان يعمل في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وأنه أحيل إلى التقاعد واتجه إلى التدريب على السياقة.
المصدر: وكالة شهاب