كشفت دراسة صادرة الجامعة الأميركية في بيروت، أن من يعيشون أو يعملون في مناطق مليئة بأكوام النفايات العشوائية والتي يتم حرقها أحياناً، أنهم معرضون بنسبة تفوق ال %400 أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض في الجهاز الهضمي والتنفسي.
وأجريت الدراسة التي قام بها طلاب في كلية الطبّ بتحديد عيّنتين تتألّفان من عمّال لبنانيين ذكور في منطقتين مختلفتين وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً. تتألّف أول عيّنة من 111 شخص يعملون في في منطقة خالية من النفايات، أمّا العيّنة الثانية فتألّفت من 110 أشخاص يعملون في منطقة غارقة في النفايات المرمية عشوائياً والتي تتم فيها عمليات حرق متعددة.
وامتدّت هذه الدراسة ما بين شهر كانون الأول 2015 وشهر شباط 2016 معتمدةً على طريقة الاستفتاء بحيث سئل العاملون عن أوضاعهم الصحية. فتبيّن أنّ من يعمل في المناطق الواقعة تحت تأثير النفايات، يعاني من تعب دائم وصداع وأرق، مقارنة بالعامل المتواجد بعيداً من النفايات.
ولم يقتصر الوضع الصحي على هذه العوارض فحسب، بل ظهرت عوارض صحية أخرى على مستوى الجهاز الهضمي والتنفسي. فصرّح العاملون قرب المكبّات العشوائية بإصابتهم بالغثيان والإسهال والإستفراغ، في حين صرّح آخرون أنهم يعانون من ضيق التنفس والسعال الحاد وسيلان الأنف. وذكر العاملون أن حدّة الأعراض استوجبت نقل بعضهم إلى المستشفى.
وخلصت الدراسة إلى أن سوء إدارة النفايات في لبنان وحرق القمامة، يسببان تأثيرات وتداعيات على صحة العمّال من خلال رفع نسب العوارض الجسدية الحادّة بمعدّلٍ حدّه الأدنى 400% مقارنة بالعمّال غير المعرّضين للنفايات .
وتدلّ هذه النسبة وفق الباحثين على أن التعرّض للنفايات، أي التواجد بقربها أو استنشاق الهواء الصادر عن عمليّات الحرق المتعدّدة، يؤدي الى أخطار جسيمة على الصحة وخاصّة على الجهازين، التنفسي والهضمي.
كما من الممكن أن يكون لهذه الأزمة تأثير أخطر على فئات حسّاسة كالأطفال وكبار السنّ.
ووضعت الدراسة بعض سياسات التدخل لوضع حدٍّ لهذه الكارثة الصحية كتقليل نفايات المصانع عبر تعديل طريقة الانتاج وإعادة التدوير، ثم إتّخاذ إجراءات وقائية للحماية كاستخدام القناع، وأيضاً وضع إطار تنظيمي ومبادىء توجيهية وطنية تتمّ بموجبها المعالجة على المستويين الوطني والإقليمي وتهيئة لجنة وطنية لمتابعة ومراقبة عملية تنظيم التدريب على معالجة النفايات.
المصدر: الميادين