يكثر الغربيون من التنظير والتصدير.. الفعل الأول يتعلق بالتبشير بمفاهيم، وحدها برأيهم تحمل مفاتيح الخلاص للبشرية… والفعل الثاني يترجم الهجوم الدائم على مجتمعاتنا… بجيوش مختلفة عن تلك التي استعمروا بلداننا بها. حرية التعبير والرأي.. نموذجاً.
حرية انتقائية.. مشوهة وخطيرة باستهدافاتها، وشارلي إيبدو وسيلة لتطبيق هذه المفاهيم الهجومية، ما بدأ مع الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم)، طال اليوم شخصية استثنائية بوزن الإمام السيد علي الخامنئي، والسؤال هنا، ليس عن الأساليب الدنيئة والرخيصة المستخدمة، وهي بحد ذاتها بشعة ومهينة للمرأة التي يتنطحون زوراً للدفاع عن حقوقها، السؤال عن الدوافع والأسباب للنيل من قامة إسلامية عالمية بوزن السيد الخامنئي.
وتقاطع هذا التحريض مع السماح بوسم تحريضي على القتل بحقه بخلاف السياسات المتبعة على منصات التواصل الاجتماعي. هي سياسة الكيل بمكيالين..وأصعب ما فيها أن ينصب المذنب نفسه قاضياً وجلاداً وهو الغارق بالعنصرية وإرتكاب الآثام الكبرى بحق حرية التعبير وحرية الإعلام عبر التلويح بشماعة معاداة السامية بمناسبة ومن غير مناسبة!
شارلي إيبدو… منصة الوقاحة تعاود إطلاق سمومها نحو مقدسات ورموز المسلمين
وتحت عنوان حرية التعبير المزعومة، تنصلت باريس من مسؤولية محاسبة أكثر الوسائل الإعلامية استعداءاً للإسلام، كأن خطاب الكراهية تجاه تجاه معتقد يؤمن به الملايين بات أمر مباحاً في الدستور الفرنسي، بل يحامي ويدافع عنه الإليزيه بكل تعالٍ على الأمم الأخرى.
هي ليست المرة الأولى التي تقف فيها حكومات الغرب، ومنها السلطات الفرنسية موقع المدافع، وربما المحرض في الخفاء، على الإساءة إلى المسلمين، لكن هذه الحكومات نفسها، ما بين أوروبا وأميركا، تمنع أي مس إعلامي أو صحافي بقراءات تاريخية تحتمل التأويل، وعلى رأسها مزاعم الهولوكوست.
نعم، في القارة العجوز جرّد مؤرخون وكتاب من صفاتهم العلمية والأدبية، بل وسجن بعض منهم لا لشيء إلا لأنهم تجرأوا على الحديث عن محرمات في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، هي سياسة الكيل بمكيالين إذا ما تعارضت مع مصالح هذه الدول، ليصبح التلطي خلف دعاية حرية الرأي أشبه بالنكتة السمجة لحكومات لطالما أتخمت غيرها من الشعوب بفائض من بروباغندا حرية الإعلام.
إذاً، لم يعد ينفع الحكومات والمسؤولين الرسميين النأي بأنفسهم عن إساءات ممنهجة في دولهم تستهدف أمماً وشعوباً وتحط من كرامات مقدساتها، هي مسؤولية، أو على الأقل شراكة فيها، لا بد أن يتحملها من بيدهم السلطة في الدول الغربية، وعلى رأسها الحكومة الفرنسية.
الشيخ ماهر حمود للمنار: الموقف الثابت لإيران من “إسرائيل” ودعمها للمقاومة سبب إطلاق الإساءات الجديدة
وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، مساء الثلاثاء، أن سيطرة العقل الصهيوني على المقدرات الأوروبية هو سبب رئيسي للإساءات الموجهة لمقدسات المسلمين التي تصدر تحت عنوان حرية الرأي في فرنسا.
وخلال مقابلة ضمن برنامج “بانوراما اليوم” على قناة المنار، قال الشيخ ماهر حمود إن الموقف الثابت للجمهورية الإسلامية الإيرانية من “إسرائيل” وجرائمها ودعمها للمقاومة يصبح نتيجة متوقعة يمكن أن يفهم منها ما يجري من إساءات تصدرها منصة “شارلي إيبدو” في أوروبا.
وأكد رئيس الاتحاد العالمي للمقاومة أن تنامي الاتجاه اليميني المعادي للمسلمين هو سبب إضافي للتمادي في الإساءات، معيداً التذكير بوجود مؤامرة على إيران اتخذت من حرية المرأة ذريعة، مطمئناً إلى أن أغلبية الشعب الإيراني مع الإمام السيد علي الخامنئي ومع الحجاب ومع النظام الإسلامي.
المصدر: المنار