المونديالُ الذي يَشغَلُ العالمَ دخلَ في استراحةٍ حتى يومِ الثلاثاءِ موعدِ انطلاقِ منافساتِ الدورِ النصفِ نهائيّ بينَ كرواتيا والارجنتين، ويومَ الاربعاءِ بينَ فرنسا والمغربِ الذي حققَ بالامسِ فوزاً مدوياً في تاريخِ الكرةِ العربية ِوالافريقيةِ معَ التمنياتِ بان يبلغَ النهائياتِ ويحققَ ختاماً استثنائياً للمونديال.
استراحةُ اللعبةِ الكُرويةِ العالميةِ تشملُ اللبنانيينَ ايضاً لكنها لا تُريحُهم من اثقالٍ مفروضةٍ عليهم في السياسةِ كما يَجري في انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ ومناورةِ البعضِ في الحلبةِ النيابيةِ وتنكُّرِهم للحوارِ والتفاهمِ كمدخلينِ الزاميينِ لتحقيقِ نتائجَ مُرضيةٍ في هذا المسار..
ويبقى انتخابُ الرئيسِ استحقاقاً قابلاً للحلِّ متى صفت النياتُ الداخليةُ بعيداً عن التدخلات ِالخارجية ِلانَ الجهودَ المحليةَ موجودةٌ والدعواتِ للجلوسِ الىِ طاولةِ الحوارِ واضحةٌ وتنتظرُ من يُلبِّيها وكذلكَ المناداةُ للتفاهمِ على اسمِ رئيسٍ قادرٍ على اخراجِ الوطنِ من ازماتِه وجاهزٍ للاستفادةِ من قوةِ لبنانَ وطاقةِ مواطنيهِ وثرواتِه على اختلافِ انواعِها.
من يلبّدُ الاجواءَ يُبقي البلدَ رهينةَ ازماتِه، في وقتٍ تبرزُ التناقضاتُ السياسية من خلالِ تقييدِ لبنانَ في الاستفادةِ من التحولاتِ الاقليمية، فيَعلَقُ ممنوعاً من الالتحاقِ بركبِ المتجهينَ شرقاً عبرَ انصياعِ البعضِ للقيودِ الاميركية، فيما المستغربُ انَ اصدقاءَ هؤلاءِ قد التحقوا بالقطارِ الصيني من بابِه العريضِ رغمَ انهم حلفاءُ تاريخيون لواشنطن، فهل يستفيقُ اللبنانيون قريباً على رفعِ الحظرُ عن المشاريعِ الصينيةِ التي وَصلت الى بيروتَ خلالَ السنواتِ الماضيةِ بدلَ حبسِها في الادراج؟
في الاراضي المحتلة ، درجت عادةُ الاحتلالِ على الاستعراضِ العسكري كلما احتدمَت ازمتُه السياسية، وهو في هذا الاتجاهِ ارادَ استغلالَ مناوراتٍ مبرمجةٍ مسبقاً على الحدودِ معَ لبنانَ وغزةَ للايحاءِ باستعداداتٍ وهميةٍ لايِّ حربٍ طارئة، فيما رقابُ جنودِه وجنرالاتِه مكشوفة امامَ صفعاتِ الضفةِ المتتاليةِ والمكثفة.
المصدر: قناة المنار