اميركا على صفيحٍ سياسيٍّ ساخن، لم تُبرِّدْهُ الانتخاباتُ النصفية، بل سَعَّرتهُ معَ نتائجِها الاوليةِ المتأرجحة، التي زادت الغموضَ حولَ الاغلبيةِ في مجلسِ الشيوخ، وحَسَمتها للجمهوريينَ في مجلسِ النواب..
ومعَ معرفةِ الجميعِ انَ النتائجَ هذه لن تُغيِّرَ في العدوانيةِ الاميركيةِ ضدَّ شعوبِ مِنطقتِنا وقضاياهُم المحقَّة، لكنَ انعكاسَها على الداخلِ الاميركي سيكونُ مزيداً من الاشتباكِ السياسي والانقسامِ العَمُودي في مجتمعٍ لم يَعُد يعيشُ بالولاياتِ الاميركيةِ المتحدة، بل الولاياتِ المتناحرة..
اِنها اميركا التي تبقَى بوجهَيها على عدوانيتِها تِجاهَ لبنانَ وشعبِه ايضاً، ولو لم يَكُن الا الحصارُ بالكهرباءِ المقطوعةِ لكفى، كيفَ وفي جَعبةِ مسؤولِيها من الوقاحةِ التي لا تُخفي مسؤوليتَهم عن الحصارِ الذي يرزحُ تحتَه لبنان، املاً باخضاعِ شعبِه وضربِ مقاومتِه، وهي احدُ المستحيلاتِ التي لن يَقدِرَ عليها ايُّ حزبٍ اميركيٍّ ولا ايُّ طامحٍ صهيوني ..
ومعَ نَبوءاتِ بربرا ليف عن تأزيمِ المؤزَّمِ لبنانياً، حَضَرت العتمةُ وخطوطُ توترِها العالي، من الغازِ المصري الممنوعِ الى الكهرباءِ الاردنيةِ المنسية، حتى الفيول الايراني المحاصرِ بالفيتو الاميركي رغمَ انَ المقدَّمَ من الجمهوريةِ الاسلاميةِ هو هِبةٌ لا تخضعُ لقوانينِ العقوبات..
اِنها معاناةُ لبنان، وسببُها الاساسُ العقوباتُ الاميركية، كما أكدَ نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فهم الذين يمنعونَ ايَّ حلٍّ من حلولِ الكهرباء، وهم الذين يمنعونَ عودةَ النازحينَ السوريين، لكننا قادرونَ بحسَبِ الشيخ قاسم على مواجهةِ العقوباتِ الاميركيةِ عندما نتماسكُ داخلياً ونكونُ شجعاناً، وملفُ ترسيمِ الحدودِ البحرية خيرُ دليل..
رئاسياً لا دليلَ على مستجداتٍ عشيةَ جلسةِ الخميسِ النيابية، اما اخذُ اللجانِ النيابيةِ بادلةِ حزبِ الله المقدَّمةِ في ملفِ مكافحةِ الفساد – لا سيما الاتصالات – فقد يُفضي للمرةِ الاولى الى محاسبةِ مسؤولينَ كبارٍ بحسَبِ عضوِ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله..
في فلسطينَ المحتلةِ وبحسَبِ وزيرِ الحربِ الصهيوني بيني غينتس فانَ الخطرَ الاكبرَ على كيانِهم هو ما اسماهُ التطرفَ الذي يَفرِضُ على بنيامين نتنياهو شكلَ حكومته كما قال .. اما ما يقوله فدائيو الضفة وفرسان غزة ان دماء الشهداء الفلسطينيين التي تُسَال كل يوم ستكون الخطر الاكبر على هذا الكيان ..
المصدر: قناة المنار