انتهت كلُّ المحاولات.. وباتَ مشهدُ ربعِ الساعةِ الاخيرِ واضحاً بلا آمالٍ حكومية .. غادرَ الرئيسُ القصرَ الجمهوري، وغادرَ رئيسُ الحكومةِ البلادَ الى القمةِ العربية، فلا حكومةَ – بل ولا مَن يحزنون – على واقعِ بلدٍ اوصلَه اهلُه الى اصعبِ حال ..
هو الفراغُ الذي اختَصرَ الخياراتِ اذاً، على املِ الّا يطول ، فالبلدُ المنهكُ واهلُه لا يَحتملُ الكثير.. وفي آخرِ ساعاتِ ولايتِه أكدَ الرئيسُ العماد ميشال عون أنَ انتخابَ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريةِ يحتاجُ الى توافقٍ بينَ القوى السياسية، وهو أمرٌ بعيدُ المنالِ حالياً – كما قال ..
واقربُ لقاءٍ حالياً هو الجلسةُ التي دعا اليها الرئيسُ نبيه بري الخميسَ لنقاشِ رسالةِ الرئيسِ ميشال عون التي وَجَّهَها للبرلمان عَبْرَهُ حولَ الحكومة، وحولَها ستكونُ المواقفُ من كلِّ حدَبٍ وصوب، على املِ التصويبِ نحوَ خطورةِ الفراغِ وان يتلقفَ الجميعُ نيةَ الرئيسِ نبيه بري بالدعوةِ للحوارِ من اجلِ الاتفاقِ على الخياراتِ الرئاسيةِ وتطويقِ ولايةِ الفراغِ ..
في زمن الفراغِ السياسي العربي قمةٌ في الجزائر، مطوقةٌ بالترهلِ والتناحرِ والتشتتِ الذي يحكمُ العلاقاتِ بينَ دولِها، وليسَ فيها من ايجابيةٍ الا انها في بلدِ المليون شهيد – الجزائر – الحاضرةِ دوماً على طريقِ الوحدةِ العربيةِ وفلسطينَ، التي باعَها الكثيرون من المؤتمِرين، المتآمرينَ على شعبِها وقضاياه..
وللشعبِ الفلسطيني صديقٌ يجاهرُ بقضيتِه، عادَ الى الرئاسةِ البرازيليةِ عَنوةً عن الرغبةِ الاميركية – اِنه اليساريُ لولا دي سيلفا – الرجلُ الذي انتخبَه البرازيليون على آمالِ استنقاذِ بلادِهم اقتصادياً وتحريرِها سياسياً من التبعيةِ الاميركيةِ الى فضاءِ العلاقاتِ الدوليةِ الخارجةِ على طاعةِ وعنجهيةِ واشنطن ..
اما عنجهيةُ الصهاينةِ التي غَرِقت عندَ الحدودِ البحريةِ للبنانَ معَ فلسطينَ المحتلة، فقد بدأَت مآتمُ عزائِها في صناديقِ الاقتراعِ التي تُفتتحُ غداً في الانتخاباتِ المبكرة، على انَ الانذارَ الـمُبْكِرَ الذي لا مفرَّ منه عندَ هؤلاءِ – قادمٌ من الضفةِ، التي اَحكمت سكينَها في خاصرةِ المنظومةِ الامنيةِ والعسكريةِ والسياسيةِ الصهيونية، وجعلتها تنزفُ في طريقِ الضياع ..