لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014 ميلادية، وليدة حادث عابر في تاريخ البلاد، بل جاءت كردة فعل طبيعية، على تصرفات السلطة، التي جعلت من اليمن ساحة رخوة للتدخلات الخارجية، فسلبته قراره الساسي الحرّ، ساعيةً لاخراجه من دوره الاقليمي، لاسيما في الصراع مع الكيان الاسرائيلي، الذي طالما حمل الشعب اليمني، لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية.
ثلاث سنوات من ثورة الحادي العشر من نيسان/ابريل التي قادها الشباب اليمني، والتي تدخلت على أثرها دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، بمبادرة لتحقيق الانتقال السياسي في البلاد، عمّقت من حجم الأزمة، والتدخل الخارجي، حيث حاولت إعادة هيكلة الجيش الوطني، ما شكّل دافعاً لانطلاق ثورة الـ21 من أيلول/سبتمبر 2014، التي رفعت لواء التحرّر من الوصاية الخارجية، واستعادة السيادة الوطنية.
حركة أنصار الله، دخلت على خطّ الثورة، التي انطلقت من صنعاء، بمشاركة محتلف المحافظات وفئات الشعب اليمني، وشكلّت مدماكاً اساسياً في تحقيق انتصارها، ومواجهة المؤمرات الخارجية، الساعية الى الاطاحة بها، بعد أنّ استطاعت هذه الثورة وضع حدّ لقوى الحكم التقليدي، خيث كانت تعدّ جوهر المشكلة، التي تعانيها البلاد.
محاولات عديدة، لضرب الثورة من قبل الدول الخارجية وفي مقدمتها أميركا والسعودية، من خلال دعم انتشار الارهابيين في البلاد، والعمل لاحداث شرخ بين أبناء الشعب اليمني الرافض للهيمنة الخارجية، وفي صفوف الجيش اليمني، باءت بالفشل أمام صمود القيادة السياسة، ووعي الشعب اليمني، رغم الضغوط الخارجية.
فشل دفع بهذه الدول، الى التدخل العسكري المباشر في اليمن، عبر ما يعرف بـ”عاصفة الحزم”، والتي اطلقها “التحالف العربي بقيادة السعودية”، حيث بدأ تنفيذ ضربات جوية في 25 أذار / مارس 2015، بدعم جوّي ولوجستي أميركي – بريطاني، افتتح بغارات جوّية عنيفة، ذهب ضحيتها مئات المدنيين.
على مدى ثماني سنوات، وجّهت قوى التحالف، جام أسلحتها على المناطق المدنية، مدمّرة البنى التحتية في البلاد، كما فرضت حصاراً شديدا زاد من معاناة الشعب، غير آبهة بكل القوانين الدولية، والمناشدات الأممية، المطالبة بتحييد المدنيين، وفكّ الحصار، الذي أدّى الى سقوط آلاف الشهداء، وانتشار الأوبئة والمجاعة في البلاد.
عدوانية لم تنل من عزيمة الشعب اليمني، الذي استطاع الصمود في جبهات القتال، ووجّه ضربات نوّعية الى العمق السعودي والاماراتي، وكذلك السفن العسكرية التابعة لقوى التحالف، اثر تطوير قدراته العسكرية المختلفة، من صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، فضلاً عن صواريخ مضادة للسفن، ما دفع قوى التحالف الى القبول بالهدنة الأممية، بعد إدراكها استحالة تحقيق انتصار عسكري ميداني.
انجازات لم تقف عند هذا الحد، انّما أعادت اليمن، ومن موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر المطّل على باب المندب، الى لاعب محوري في الصراع الاقليمي، لاسيما في مواجهة الهيمنة الاميركية، ودعم القضية الفلسطينية، حيث يتردد صدى هذا التطوّر العسكري، قلقاً بالغاً داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي، من دخول اليمن، في أي حرب مقبلة مع محور المقاومة في المنطقة.
وفي الذكرى الثامنة لثورة 21 أيلول / سبتمبر 2014 ، يمضي اليمنيون، قيادة وشعباً، في مواجهة العدوان المفروض على البلاد، مؤكّدين أنّ تحقيق الانتصار على قوى العدوان، يعدّ شرطاً أساسياً لإستعادة وحدة البلاد، وانجاز سيادتها واستقلالها الحقيقي، بعيدا عن أي تدخّل خارجي.
المصدر: يونيوز