لن تنفصلَ متابعاتُ الاسبوعِ المقبلِ عما شهدتهُ الايامُ الاخيرةُ على المستوى السياسي في لبنانَ، وتحديداً في ملفِ الترسيم ، ِبعدما جددَ لبنانُ الرسميُ الموقفَ امامَ الموفدِ الاميركي تحتَ سقفِ حفظِ الحقوقِ وعدمِ الانتقاصِ منها. اما المقاومةُ التي تتابعُ التطوراتِ في هذا الملفِ فانها تنتظرُ تبلورَ الصورةِ بشكلٍ نهائيٍ، وعلى اساسِها ستُعبِّرُ بالطريقةِ المناسبةِ وفي الوقتِ المناسبِ عن موقفِها، بحسَبِ ما اكدَ نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
ملفُ الترسيمِ يزاحمُ الملفاتِ الاخرى، ولكنْ في ترتيبِ الاولوياتِ فانَ انقاذَ البلدِ والمواطنِ يجبُ ان يبقى الهاجسَ الاولَ للمسؤولينَ اللبنانيين، والمعبرُ الى ذلكَ يكونُ بتشكيلِ حكومةٍ يتعاونُ الجميعُ في انجازِها حتى لو ضاقَ الوقتُ باتجاهِ الاستحقاقِ الرئاسي..
وفي فلكِ الاستحقاقاتِ تدورُ ايضاً الجلسة التشريعيةُ التي دعا اليها رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري لمناقشةِ مشروعِ قانونِ الموازنة، وهو المشروعُ الذي جرى تقاذفُه بينَ الحكومةِ ولجانِ المجلسِ في جولاتٍ مختلفةٍ من البحثِ والنقاشِ، نظراً لما يحملُه من مخاطرَ اضافيةٍ على جيبِ المواطن وعلى ما تبقى من السلامةِ الماليةِ والنقدية ِفي البلد.
في هذا الاطار، تدهمُ المواطنَ مشهدياتٌ جديدةٌ من المصيرِ المعيشي المجهول، حيثُ يُتركُ لوحدِه في مواجهةِ اثارِ الرفعِ الكاملِ للدعمِ عن البنزين كونَه الحلقةَ الاكثرَ تاثراً بذلكَ بعدَ اصحابِ المحطاتِ والموزعينَ والمستوردينَ وغيرِهم. فالى اينَ ستذهبُ اسعارُ المحروقاتِ والى اينَ ستَجُرُّ معها اسعارَ كلِّ السلعِ الاخرى خلالَ الايامِ المقبلة؟ وماذا عن سعرِ صرفِ الدولار، والى اينَ سيُحلِّقُ في ظلِّ عملياتِ المضاربةِ الضاريةِ التي يشاركُ فيها مصرفُ لبنانَ بنفسِه؟.
في غمرةِ هذا الاسوداد، يمكنُ ان تنيرَ الكلمةُ الجميلةُ مشعلاً للامل، وهي الكلمةُ التي خَسِرَت اليومَ احدَ امرائها، الشاعرَ الكبيرَ محمد علي شمس الدين الذي حملَه الجنوبُ قبلَ ان يحملَه هو كما عَبَّرَ في أبياتِه، والذي قالَ اِنَ الشعرَ يبدأُ من حيثُ تنتهي المقاومة، والذي نظَمَ في تموزَ 2006 قائلاً : سَجِّلوا في دفاترِكم ما يلي : لقد أزَفَ الوقتُ واكتملت كربلاءْ مثلما شاءَها الأقوياءْ.
المصدر: قناة المنار