مبادرات محلية هي الخلاصة التي توصلت لها اجهزة الاستخبارات الصهيونية والتي توافق معها الكثير من الخبراء الصهاينة حيث اعتبروا ان الفلسطينيين في الضفة الغربية يتحركون بمبادرات فردية دون التنسيق مع أي جهات خارجية ما يشكل صعوبة على اجهزة الاستخبارات ، اما اعلاميا فقد تم التحذير من اندلاع موجة عمليات جديدة .
أعلن الجيش الصهيوني، يوم أمس الأحد، عن إصابة 6 جنود (إصابة أحدهم حرجة، والبقية إصاباتهم طفيفة) في عملية إطلاق نار استهدفت حافلة بالقرب من مستوطنة “الحمرا” شمال غور الأردن. التقارير الإسرائيلية أفادت أنّ أجهزة الأمن اعتقلت مشبوهين اثنين، وأضافت أنهم في الجيش الإسرائيلي يقدّرون أنّ شخصاً ثالثاً هرب من المكان.
وبحسب التقارير، فإنّ منفّذي العملية، التي تُعدّ العاشرة منذ بداية شهر آب الماضي، هم ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، ويسكنون في منطقة جنين كما تحدثت التقارير عن تزايد العمليات الفلسطينية ضدّ الصهاينة في الآونة الأخيرة، والتي بلغت وفق معطيات عرضت في المؤسّسة الأمنية والعسكرية الصهيونية أكثر من 150 عملية في العام 2022، من بينها 19 عملية ضد “مدنيين” وأكثر من 130 عملية ضدّ العسكريين. وذلك في مقابل 91 عملية فقط في العام 2021 كاملاً (16 عملية ضدّ مدنيين، و75 ضدّ العسكر وأهداف عسكرية). والجدير ذكره أنّ هذه المعطيات لا تشمل عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة .
في أبرز القراءات التي طرحها خبراء صهاينة، قال المقدّم إحتياط، ألون أفيتار، إنّ الفلسطينيين يحملون السلاح من دون مظلّة تنظيمية ومن دون قيادة تقودهم، بل يتحرّكون بمبادرات محلّية ، مشيرا إلى أنّ منطقة الغور تختلف عن المناطق العمرانية المزدحمة في جنين ونابلس، ولا يوجد فيها تقريباً إحتكاك بين اليهود والعرب.
وأضاف أفيتار أنّ قرار شخصين أو أكثر أخذ سيارة والخروج إلى الطرقات وإطلاق النار نحو حافلة ركاب، “يُغيّر السيناريو الذي عرفناه حتى الآن، وما نراه الآن يغيّر كلياً إستعدادات الجيش في كلّ منطقة الضفة الغربية، إذ عندما نتحدّث عن اثنين أو ثلاثة يعملون كمجموعة ويقرّرون حمل السلاح والتخطيط فيما بينهم ولا يكتبون شيئاً في شبكات التواصل الاجتماعي ويقرّرون تنفيذ عملية، هذا يشكّل صعوبة على أجهزة الإستخبارات” .
اما على المستوى الاعلامي في الكيان فقد ركز على تسارع العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد اهداف صهيونية فرأى مُعلّقون أنّ سلسلة الأحداث الأمنية القاسية، ومن بينها عملية غور الأردن، تدلّ على وجود إمكانية أن تندلع موجة عمليات جديدة، وذلك بعد أن حصلت عدّة عمليات ومحاولات تنفيذ عمليات ضدّ أهداف مدنية وعسكرية ، وحذر مُعلّقون من أنّه كان يمكن أن تكون نتيجة عملية غور الأردن أقسى بكثير، إذ إنّ “تخطيط المخربين كان طموحاً جداً – حرق حافلة ركاب مليئة بجنود الجيش الإسرائيلي من مجندي لواء كفير”. وأضاف مُعلّقون أنّ الحظ هو الذي فصل بين ما حصل ونتائج قاسية أكثر في الحافلة.
في الخلاصة فان عملية غور الاردن شكلت مفاجأة كبيرة للكيان وجعلت القوات الامنية و العسكرية تبحث في نقل الجهد الامني والعسكري من غزة والشمال ليتركز بشكل اكبر في الضفة ، حيث عادت الضفة الغربية لتذكر بانها جزء لا يتجزأ من ساحات المقاومة فبعد سيف القدس والدور الكبير الذي مارسه المقاومون في اشغال وضرب الكيان ، اثبت شبان الضفة بانهم مستمرون في كونهم ساحة من الساحات الرئيسية والمهمة في مقاومة الاحتلال ، ورغم تهديد الاحتلال الدائم بتكرار عملية “كاسر الامواج ” ، فان الجيل الجديد في الضفة لا يهاب القوة الصهيونية وهو حاضر لانتفاضة مباركة جديدة .
المصدر: موقع المنار