أكد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الاثنين، في ندوة صحفية بطهران، أنه “من غير الممكن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي قبل حل الملفات العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل أساسي”.
وتابع رئيسي أن بلاده “أكدت خلال المحادثات النووية ضرورة رفع العقوبات بشكل عملي وحل المسائل المتبقية جوهرياً”. وأكد أن الأطراف التي انتهكت الاتفاق النووي يجب أن تعود إليه وأن ترفع العقوبات، متابعاً “حصلنا على التقنية النووية وليس بإمكان أحد أن يسلبنا هذا الحق على الإطلاق”، مضيفا أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، “وهذا النوع من الأسلحة لا مكان له في إستراتيجيتنا الدفاعية”.
وكشف رئيسي عن أنه “لن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل”.
كما قال إن “التهديدات الإسرائيلية لإيقاف برنامج إيران النووي السلمي “لم تنجح ولن تنجح في المستقبل”، موضحا أن “الكيان الصهيوني يعرف جيدا أنه ليس بإمكانه مهاجمة إيران”.
كلام رئيسي يأتي في وقت قال فيه المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن المفاوضات النووية “تسير ضمن مسار إيجابي، وأن القضايا المتبقية تتعلق برفع العقوبات، وهي قليلة، لكنها جوهرية وحساسة”.
وأضاف، في لقاء مع وكالة الأنباء الإيرانية، أن طهران “ستجيب على الرد الأميركي لإحياء الاتفاق النووي في أول فرصة ممكنة، وذلك بعد انتهاء دراسة الخبراء له”. وقال المتحدث إن الإعلان عن تفاصيل المفاوضات لا يخدم تحقيق النتائج المرجوة منها.
وجود إيران في المنطقة صانع للأمن
ورداً على سؤال حول تقدم عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون ودور هذه العضوية في تطوير العلاقات الإيرانية الصينية، أوضح الرئيس آية الله رئيسي أنه “بقدر ما استطاع وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة أن يخلق الأمن، فإن دورنا الاقتصادي ليس بهذا المستوى، لذا يجب علينا القيام بذلك. وإن التعاون مع البلد الصديق في المجال التجاري والاقتصادي يمكنه ان يكون مؤثرا جدا لعلاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأكد أن “الجمهورية الإسلامية ما زالت مصممة على تنفيذ برنامج الـ 25 عاما الموقع بين البلدين وبما يتماشى مع العديد من أوجه التعاون التي أجريناها مع الصين حتى الآن، ولا ينبغي ان تؤثر الأجواء الدولية والقضايا الاخرى بأي شكل من الأشكال على العلاقة مع الصين”.
وقال رئيس الجمهورية إن “التعاون الدولي ، وخاصة علاقات الجوار، مهم جدا بالنسبة لنا. نحن نعتمد التوازن فيما يتعلق بجميع البلدان ، وهذا التوازن موجود دائمًا على أجندة سياستنا الخارجية ، وخاصة تجاه الدول الجارة والصديقة”.
لا ينبغي أن ننتظر مساعدة الأجانب
وحول أهمية الإنتاج المحلي، أكد السيد رئيسي “الاهتمام بالقدرات الداخلية ومعالجة المشاكل اعتماداً على هذه القدرات، ولا ينبغي أن ننتظر مساعدة الأجانب”. وتابع قائلاً “يجب ان نکافح الفساد ونواجه الفاسدين”، لافتاً إلى العمل على “محاربة الفساد الاداري في بعض مناطق البلاد”.
واستطرد بالقول “عملنا خلال العام الماضي على تجنب القضايا التي لا تسهم في معالجة مشاكل الشعب”، مضيفاً “اكدنا على ضرورة استخدام الطاقات الشبابية في مجال الادارة وضرورة تحمل المسؤولية وامتلاك الجراة لحل المشاكل”.
حصلنا على مصادر دخل جديدة
وقال “حصلنا على مصادر دخل جديدة من خلال بيع النفط ومواجهة التهرب الضريبي لأجل دفع الرواتب”، مضيفاً أن “الحكومة عاقدة العزم على احتواء التضخم ومراقبة الأسعار وسنشاهد في المستقبل انخفاض وتيرة التضخم”. وتابع قائلاً “قامت الحكومة بمساعدة الكثير من العوائل التي تعاني من الفقر المدقع”.
وقال إن “إيران لديها العديد من مجالات التعاون مع الصين”، مضیفاً “نحن عازمون على تعزيز التعاون والعلاقات مع هذا البلد خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي”، مؤكداً أن “القضايا الدولية وغيرها لا تؤثر على هذه العلاقات”.
عودة العلاقات مع السعودية ممكنة
وعن المحادثات بین ایران والسعودیة، قال “اجرينا خمس جولات من المفاوضات مع السعودیة واذا التزمت الاخيرة بتعهداتها ستتعزز العلاقات الثنائية”. وأکد أن عودة العلاقات مع السعودية ممكنة “إذا نفذت الرياض بعض النقاط التي تعهدت بها خلال محادثات بغداد”.
إيران تدعم أي وقف إطلاق نار يضمن أمن اليمن ومصالح شعبه
وحول صمود الشعب اليمني، قال الرئيس رئيسي”أقدم التحية والسلام للشعب اليمني الصامد الذي يواجه العدوان وإننا ندعم أي وقف لإطلاق النار يضمن أمن اليمن ومصالح شعبه ويسمح له بأن يقرر مصيره”.
لنا تعاون ثنائي وإقليمي مع تركيا
ورداً على سؤال صحفي تركي حول استراتيجية وإجراءات ومواقف الحکومة الایرانیة في مجال دبلوماسية المياه مع جيرانها خاصة تركيا، أوضح آية الله رئيسي “تركيا جارتنا والشعب التركي مسلم وعلاقتنا قائمة على حسن الجوار ولدينا تعاون ثنائي وإقليمي معها وكانت قضیة المياه من القضايا التي يجب متابعتها والرئيس الترکي رجب طيب اردوغان اوعز للمسؤولين الاتراك بإزالة القلق الايراني تجاه حصة المياه”.
تعاوننا مع روسيا تعاون استراتيجي
ورداً على سؤال صحفي من وكالة سبوتنيك للأنباء حول تعزيز العلاقات بين إيران وروسيا، قال رئيسي “إن تعاوننا مع روسيا هو تعاون استراتيجي في مختلف المجالات ويتطور يوما بعد يوم”، لافتاً الى أنه “في الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتین، تم التأكيد على مواصلة التعاون وإزالة العقبات التي تعترض ذلك”، مضيفاً “نتابع الاستثمارات في مجال الطاقة والنفط والغاز” .
وختم رئيس الجمهورية بالقول إن “التعاون مع روسيا مستمر على أساس خطة شاملة بين البلدين”.
المصدر: مواقع